أصدرت وزارة الزراعة اللبنانية أمراً بالمنع الشامل لاستيراد الخنازير الحيّة ومنتجاتها، بإستثناء اللحوم المعلبة والمُصنّعة المُعالجة حرارياً. وبذا، يشمل المنع جميع الدول التي تُصدّر الخنازير الحيّة ولحومها ومشتقاتها، ولا يقتصر على الدول التي ظهرت فيها إصابات بفيروس أنفلونزا الخنازير، خصوصاً المكسيك والولايات المتحدة. ويهدف المنع لحماية القطعان المحلية التي لا تعاني من إصابات بفيروس «اتش1 أن1» الوبائي. وعززت الوزارة من إجراءاتها الوقائية على عمليات ذبح الخنازير، مشترطة حضور الطبيب. وأشارت إلى أنها تطبّق إجراءات الأمن الحيوي، مثل التعقيم وتأمين الأقنعة، لوقاية العاملين في المزارع. ولم يُشر بيان الوزارة الى إعطاء العاملين في مزارع الخنازير ومسالخها لقاحات وقائية ضد انتقال الفيروس إليهم. ووعدت بإجراء حملة مسح شاملة لتقصي الصورة فعلياً عن فيروس الخنازير بين القطعان المحلية، التي لم يُعلن عن إصابات فيها. ولم تفلح التطمينات الرسمية بخلو لبنان من فيروس «أنفلونزا الخنازير»، في تهدئة الرأي العام المتخوف من وصول العدوى إليه، خصوصاً بعد الإعلان عن وجود إصابة في إسرائيل، علماً ان صحيفة «يديعوت أحرنوت» رجحت في وقت لاحق خلو الحيوان المُشتبه باصابته، من فيروس «أتش1 أن1» الذي يقود الموجة الراهنة من وباء إنفلونزا الخنازير. ولم تتخذ السلطات اللبنانية أي إجراء عملي على الأرض للوقاية من وصول العدوى إليه، إذ أكد قسم الصحة في مطار رفيق الحريري في بيروت ل «الحياة» أنه لم يتبلغ (حتى عصر أمس) ضرورة اتخاذ أي إجراء للكشف على الزائرين الآتين من مناطق موبوئة وخصوصاً المكسيك والاوروغواي والاكوادور وغيرها، للتأكد من سلامتهم قبل تجولهم في البلد. في هذه الاثناء، أكّد المدير العام لوزارة الصحة وليد عمار لإذاعة «صوت لبنان» أن أي دولة ليست بمنأى عن هذا الوباء الذي يشبه الى حد بعيد وباء «انفلونزا الطيور»، كما تتخذ لمكافحته تدابير الوقاية والعلاج نفسها، مشيراً الى أن «لبنان مستعد لهذا الوباء». وأضاف: «من جملة التحضيرات لمجابهة أنفلونزا الطيور قمنا بتدريب المستشفيات والقوى العاملة فيها، وتعزيزها بأدوات التشخيص والعلاج». وعن الأشخاص الذين يدخلون لبنان من مناطق موبوءة، أعلن أن «من يأتي من المكسيك تراقب حرارته»، لافتاً الى أن «في لبنان نظام رصد، في حال سجلت أي حالة سنعلم المواطنين». ويتناقض ذلك مع ما صدر عن مصادر المطار. وحول العوارض، قال عمار إنها نفسها عوارض مرض ال «كريب» (أي الانفلونزا)، لذلك فإن تشخيصها صعب. وطمأن الى أن العدوى «لا تنتقل بالأكل، مهما كان نوع اللحوم التي يأكلها الانسان». ولاحقاً، أصدرت وزارة الصحة بياناً أعلنت فيه أن «الدواء الذي يستعمل لعلاج حالات الإصابة بالإنفلونزا، خصوصاً «تاميفلو» tamiflu موجود حالياً في مستودعات وزارة الصحة العامة. ولقد سبق التدريب على خطط الجاهزية لمواجهة الطوارئ الصحية والأوبئة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية لفائدة كل المستشفيات وشبكة مراكز الرعاية الصحية الاولية». وأعلن البيان أن «وزارة الصحة تتابع التدابير اللازمة للمراقبة والاحتواء عبر كل مرافق الدولة (مطار، مرافئ ومعابر) إضافة الى تفعيل نظام الترصد الوبائي والتدخل السريع. وطلبت الوزارة عبر «منظمة الصحة العالمية «تأمين الكواشف الطبية اللازمة للتمكن من تشخيص الحالات بأسرع وقت ممكن»، لافتاً الى ان اي توصيات «لم تصدر المنظمة حتى الآن لمراقبة المرافئ والموانئ والمعابر، «ولا لاتخاذ تدابير وقائية مباشرة في البلدان التي لم تسجل فيها حالات أنفلونزا الخنازير، علماً أن أنفلونزا الخنازير يتنقل فقط عبر الهواء». وأضاف انه «يجري التعاون مع وزارة الزراعة لمراقبة الثروة الحيوانية ولا سيما مزارع الخنازير في لبنان واتخاذ التدابير اللازمة». وأعلنت مصلحة «البحوث العلمية الزراعية» في بيان عن «سلسلة تدابير الى المواطنين حول فيروس أنفلونزا الخنازير، وقيام المصلحة بإجراء الفحوص في مختبر الفنار إذ حصل أي تسرب للوباء في لبنان». وأعلن البيان انه «يمكن للفيروس الانتقال من خنزير الى آخر، من خنزير الى انسان ومن إنسان مصاب الى آخر»، مطمئناً الى أن «احتمالات الإصابة في لبنان شبه معدومة لكون استهلاك لحم الخنزير ضئيلاً ولكون لبنان لا يستورد خنازير حية». الجدير بالذكر ان المرض يظهر على شكل انفلونزا حادة جداً (حرارة، قيء، اسهال، الم عضلات)، ويمكن ان يؤدي في حالات محدودة الى الوفاة بفعل التهابات بكتيرية، خصوصاً التهاب ذات الرئة (بنومونيا).