عاشت العاصمة الجزائرية السبت مظاهرات لرافضي ومساندي ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رابعة، بينما تواصلت في جنوب البلاد المواجهات المذهبية بغرداية لليوم الخامس بين عرب سنة وامازيغ اباضيين، مااسفر عن عشرات الجرحى. ومنذ خمسة ايام اخذت المواجهات منحى تصاعديا في غرداية (600 كلم جنوبالجزائر) المدينة التاريخية بوابة الصحراء، بحسب شهود. وقال شاهد عيان لوكالة فرنس برس ان "مئات الاشخاص مازالوا يواجهون بعضهم بعضا في حي حاج مسعود" الذي يقطنه سكان من الطائفتين. وذكر الطبيب ابراهيم باعمارة ان "الفوضى عارمة ومن الصعب جدا التنقل في المدينة"، متابعاُ "احصينا مائة جريح منهم خمسة في حالة خطرة اي اصابات في العين والراس وكسور، في حي مليكة فقط. وهؤلاء نقلناهم الى الجزائر العاصمة بوسائلنا الخاصة. نحن نعالج الجرحى منذ اربعة ايام ليل نهار. من حسن حظنا اننا اربعة اطباء". واشار الطبيب الى "صديق صيدلي 70 سنة، تلقى عبوة مولوتوف في صيدليته في حي حاج مسعود وفي حي الثنية تم احراق عيادة طبيب نفسي".ولم يكن بالامكان الحصول على حصيلة نهائية للمواجهات خلال الخمسة ايام الماضية. وكانت وكالة الانباء الجزائرية تحدثت الجمعة عن اصابة 61 شخصا بينهم ثمانية في حالة "خطرة جدا"، كما تم تحطيم عشرات المحلات والمساكن خلال 24 ساعة من المواجهات التي اندلعت مجددا الثلاثاء بعد شهر من الهدوء. وكان المتحدث باسم لجنة التنسيق في المدينة احمد بابا عيسى (امازيغي) اعلن الخميس عن جرح حوالي مئة شخص. وعادت احداث العنف بسبب عودة السكان الميزابيين (الامازيغ) الى منازلهم التي تعرضت الى الحرق في بداية الاحداث في كانون الاول (ديسمبر)، بحسب الصحف. واكدت صحيفة الوطن ان هذه العائلات استقبلت بالحجارة ما تسبب في اندلاع الاشتباكات الاخيرة. واوضح ممثل حزب جبهة القوى الاشتراكية حمو مصباح ان "العائلات التي تقطن في الاحياء المختلطة (عرب وامازيغ) التي لم تحترق بيوتها تريد انقاذ متاعها حتى لا تفقد كل ما تملك"، مضيفاُ "كل المحلات كانت مغلقة بوسط غرداية السبت.. وحتى التلاميذ الذين يفترض ان يدرسوا في نهاية الاسبوع لاستدراك ما فاتهم من دروس بسبب الاحداث لم يلتحقوا بالمدارس".