أكد رئيس مجلس إدارة جمعية الإعاقة الحركية للكبار (حركية) الخيرية المهندس ناصر المطوع، أنه لا توجد إحصاءات رسمية دقيقة خاصة بأعداد المعوقين في المملكة، إذ يوجد تضارب في الأرقام بين مصلحة الإحصاءات العامة ووزارة الشؤون الاجتماعية حول تلك الأعداد، لافتاً إلى أن الجمعية تسعى إلى إيجاد إحصاء يعنى بالمعوقين في المملكة قريباً. وأضاف في حوار مع «الحياة»، أن حفلة زواج المعوقين التي أقيمت العام الماضي ستكون بشكل سنوي، بعد النجاح الذي حققته في الجمعية، مؤكداً في الوقت نفسه أن «حركية» لن تتخلى عن المعوقين حتى بعد زواجهم، من خلال تقديم برامج أخرى لهم، سواء كانت استشارية أو صحية. إلى نص الحوار الآتي: كيف تقوّمون أنشطة جمعية «حركية» خلال السنوات الماضية وخدمتها للمجتمع، من خلال البرامج التي أطلقتها أخيراً؟ - أؤكد أن جمعية الإعاقة الحركية للكبار (حركية) تعتبر من الجمعيات الناشئة حديثاً، فهي لا تزال وليدة لم تتجاوز السنوات الثلاث، لكن «حركية» خطت خطوات عملية تجاوزت الزمن، حتى انتشر اسمها في مجتمعنا، من خلال برامجها التي تصبaz في مصلحة خدمة المعوقين. يتردد أن الجمعية لديها توجه لإيجاد فرص ابتعاث للمعوقين، والتنسيق في ذلك مع وزارة التعليم العالي، أو حتى في الجامعات المحلية؟ - فرص التعليم الجامعي متاحة لكل شرائح المجتمع، بمن فيهم ذوو الاحتياجات الخاصة، ومن تنطبق عليهم شروط القبول، لكن هناك حالات لا تنطبق عليها شروط القبول، أو أن ظروفهم لا تتيح لهم الالتحاق بالتعليم العالي، ومن هنا كان من ضمن برامج الجمعية، برنامج خاص لمساعدة المعوقين، وتم التنسيق مع جامعة الملك سعود في الرياض لقبول أبنائنا وبناتنا من المعوقين حركياً، خصوصاً الذين لا تنطبق عليهم بعض الشروط، وقبلت بعض الحالات التي حولت إلى الجامعة، وتم التنسيق مع قطاعات تعليمية وتدريبية أخرى، لتوفير فرص تدريبية وتعليمية على مستوى الدبلوم. تعانون عزوفاً من دعم الشركات الخاصة الكبرى في المملكة من تقديم خدماتكم على أكمل وجه، ما تعليقكم؟ - الحقيقة أن الحكومة هي الداعم الرئيسي للجمعيات الخيرية بشكل عام، وبالنسبة للدعم الذي تقدمه الشركات الخاصة ل«حركية»، فهو محل تقدير لكننا نتطلع للمزيد، حتى نقدم الخدمات بشكل أفضل، فما يصل للجمعية في الوقت الحالي من دعم، لا يلبي طموحاتها ولا يكفي لسد حاجات المعوقين المختلفة. كم أعداد المعوقين في المملكة بحسب الإحصاءات الرسمية؟ وماذا عن افتتاح فروع جديدة للجمعية في بعض مناطق المملكة؟ - في الواقع الحصول على الإحصاءات الدقيقة لعدد المعوقين في المملكة غير متاح، بل للأسف وجدنا أن الإحصاءات الرسمية الموجودة لدى مصلحة الإحصاءات العامة غير دقيقة، فالرقم المذكور عن إعداد المعوقين أقل بكثير من الواقع بل ويتعارض مع أرقام وزارة الشؤون الاجتماعية، ولا يخفى عليكم أن «حركية» تعنى بالمعوقين حركياً من الكبار أي ما بعد سن البلوغ ونحن نسعى لعمل إحصائية شاملة لهم قريباً. تلقينا اتصالات عدة من مختلف مناطق المملكة تطالب الجمعية بفتح فروع لها، وهو ضمن خططنا المستقبلية. توجد جهات حكومية ترفض علناً توظيف المعوقين، والمماطلة في منحهم حقوقهم، ما رأيكم في ذلك؟ - نحن نرى المعوقين في مختلف الوظائف، لكن هناك مشكلة تقاعس من بعضهم من جهة وتقاعس بعض موظفي الدولة الذين لا يرغبون في توظيف المعوقين من جهة أخرى، بيد أنه لا يصل إلى حد الظاهرة والجمعية تسعى لعلاج المشكلة مع كلا الجانبين. هل لديكم لائحة تعريفية خاصة بالمعوقين في المملكة لمعرفة حقوقهم؟ - عالمياً توجد تعريفات محددة للإعاقات وتصنيفات علمية دقيقة، ولدى الجهات المعنية بالمعوقين وتحديداً وزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية تعريفات محددة للمعوقين، ويمنحون تقارير وبطاقات تحدد نوع الإعاقة ومن ثم حقوقهم على الآخرين، وبالطبع لدينا في المملكة النظام الأساسي للمعوقين، والمجلس الأعلى للإعاقة الذي يرأسه خادم الحرمين الشريفين. نظمتم في وقت سابق للمرة الأولى في المملكة حفلة زواج للمعوقين، كيف رأيتم تنظيم هذه الحفلة، وهل حققت هدفها؟ وهل انتهى دور الجمعية بمجرد تزويجهم أم أنكم تقدمون لهم الخدمة حتى بعد الزواج؟ فعلاً وفقت الجمعية في تنظيم أول زواج جماعي للمعوقين حركياً، ويعتبر نقلة نوعية غير مسبوقة، وأدى المشروع رسالته ونجح نجاحاً لم نكن نتوقعه، وتلقت الجمعية حالياً طلبات من جهات أخرى ترغب في تنفيذ مشروع مشابه. ودور الجمعية لم ينته عند زواج المعوقين فقط، فهي تتابع حالاتهم والوقوف معهم في مسيرة الحياة من خلال عمل دورات تدريبية عن التعايش بين الزوجين، ومتابعة حالاتهم من الناحية الصحية والمقدرة على الإنجاب من خلال (برنامج ذرية) المخصص للإنجاب. هل تنوي الجمعية تنظيم برنامج الزواج مرة أخرى؟ - سيكون برنامجاً سنوياً ثابتاً.