حصلت شركة ««مايكروسوفت»» على حكم قضائي بإغلاق شبكة «ويلداك» Waledac التي تعمل بصورة خفية على الإنترنت وتعتبر مسؤولة عن اكثر من 1.5 بليون رسالة من البريد الالكتروني المزعج «سبام». ومنح قاض أميركي الشركة، الحق في اغلاق 277 عنوان نطاق (أو نطاقاً) على شبكة الانترنت، يُعتقد أنها كانت تستخدم في إدارة شبكة «والداك» الافتراضية. وتنتمي الشبكة الى نوع «بوت نت» Bot net، وهي شبكات تملأ العالم السري للإنترنت. وفي وصف مُبسط، يعمد مديرو هذه الشبكات للسيطرة على نقاط تقاطع حساسة على الانترنت (بالأحرى عناوين نطاق معيّنة)، ليطلقوا منها برامج «خفية» تدخل خلسة الى الكومبيوتر، وتتغلغل في ثناياه. وفي مرحلة تالية، يعمد أولئك المديرون لإصدار أوامر الى البرامج النائمة، فتنطلق في العمل، وتدخل الى برامج البريد الالكتروني للكومبيوترات التي تسللت إليها، وتستخدمها كمنصة لإطلاق سيل من الرسائل تصب في حركة البريد الالكتروني على الانترنت. ويتوقع أن يؤدي الحكم الذي حصلت عليه «مايكروسوفت» الى وقف عمل 90 ألف كومبيوتر كانت تستخدم كمنصات في شبكة «ويلداك». وأشارت «مايكروسوفت» الى ان تلك الشبكة أطلقت 651 مليون رسالة الكترونية غير مرغوب فيها إلى حسابات في بريد «هوتميل»، بين 3 و21 كانون الأول (ديسمبر) 2009، مشيرة الى أن «ويلداك» تعتبر ضمن أكبر عشر شبكات من نوع «بوت نت» في الولاياتالمتحدة. وأعلنت «مايكروسوفت» أنه على رغم اغلاق تلك الشبكة فعلياً، إلا أن الآلاف من أجهزة الكومبيوتر ستظل مصابة بالعدوى بفيروسات، ونصحت باستخدام البرامج المضادة للفيروسات. وفي المقابل، أبدى خبراء أمن الإنترنت شكوكهم حول الجدوى الفعلية لهذه العملية، مشيرين الى ان شبكة «ويلداك» لا ترسل سوى واحد في المئة من مجمل بريد ال «سبام» المتطفل، الذي تصل رسائله الى 150 بليون رسالة الكترونية. ولم يتردد بعض هؤلاء في القول ان الحكم القضائي ليس سوى هدنة موقتة، وأن شبكة «ويلداك» نفسها ربما تعود الى العمل في مستقبل قريب.