مُنح ممدوح بشارات لقب الدوق من الراحل الملك الحسين بن طلال لمساهمته في خدمة أبناء مجتمعه، وهو شخصية أردنية تعتبر من مشاهير مدينة عمّان، وشاهد على تحول المدينة وتفاصيلها، ليصبح في ما بعد ناشطاً ومدافعاً عن المدينة وبيوتها القديمة. يستقبل ممدوح، أو الدوق كما يحب أن يُلقب، السياح في منزله بجبل الجوفة أو في ديوانه في وسط البلد (ديوان الدوق) وهو عبارة عن متحف صغير لحياة المدينة، والذي يعود بناؤه إلى عام 1924، وكان اول مبنى للبريد الأردني آنذاك. يقول الدوق: «استأجرت المبنى الذي كان مقراً للبريد الاردني عام 2001، لاعادة نمط الحياة الى وسط البلد، وهدفي كان الحفاظ على البيت التراثي القديم، وانقاذه وتحويله الى مكان عام تنظم فيه انشطة». المكان الذي كان مهملاً وتحول الى مزار تراثي وسياحي، قاد الدوق الى افكار مشابهة للدفاع عن البيت ذات المعمار العماني القديم. يعزو بشارات سبب نشاط المقاهي والمرافق السياحية الاخرى وسط البلد الى اعادة احيائه «ديوان الدوق» وتنشيطه، فالرجل الذي حمل لقب الدوق بسبب نشاطاته البيئية والزراعية وايمانه بالاكتفاء الذاتي كمزارع، ينتمي الى عائلة اقتصادية معروفة في الاردن، منحه الملك الراحل حسين بن طلال عام 1973 لقب «الدوق» على مجمل انشطته وادواره. وعلى رغم المصاريف التي يدفعها على ديوانه، الا انه يعتبر ذلك خدمة بسيطة يقدمها لوطنه، فالديوان الذي يعتبر متحف لمقتنيات المدينة ولوحات وصور نادرة جمعها على مدار حياته ليعرضها داخل الغرف والاروقة، هي تعبير عن حبه واهتمامه بالمدينة وحكايتها. واستضاف المكان مناسبات عديدة منها حفلات توقيع كتب وأمسيات شعر وغناء ولقاءات حوارية ومعارض صور بالتعاون مع مهرجان التصوير الفرنسي وفعاليات بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني. يوضح الدوق ان الأردن قدّم الكثير لأبنائه، والمبادرة التي أطلقها للحفاظ على التراث، ما هي الا جزء من رد الجميل للوطن، داعياً «رجال الاعمال والاقتصاد الى الانتباه الى الروحانيات والمشاركة بفاعلية في تقديم شيء مختلف غير ما يقومون به في مجال الاستثمار، المهم الاستثمار بالانسان». ويلخص الدوق بشارات ما يقوم به بالقول «بلد مثل الاردن يظهر فيه الجمال فوراً فالعمل الايجابي له صدى، استطاع الديوان ان يستقطب 80 الف زائر بين سائح اجنبي وعربي واردني خلال 13 سنة، وأنوه الى الدور الايجابي لادارة امانة عمان بقيامها بترميم المباني في شارع الملك فيصل واعادة الانارة وتجميل الشارع ما حفز الجميع على زيارة وسط البلد والتمتع فيه، وتفعيل الاقتصاد». اما بيت الدوق بشارات في جبل الجوفة وهو احد ابرز جبال عمان السبعة، تحول الى ذاكرة حية ترصد طفولته، حيث ولد في احد بيوت عمان الأولى على خاصرة الجبل. في البيت الذي بناه والده أوائل العشرينات من القرن الماضي، مطلاً على المدرج الروماني بعراقته، وبمواجهة جبل القلعة العماني، يواصل بشارات الشاهد على تطور مدينة عمان وتحولها بجهده الفردي مشواره في الحفاظ على روح المكان القديم وأصالته. ويرى الدوق أن الحفاظ على التراث يكون بتنمية الوعي لدى الناس بأهميته، وبتضافر جهود المؤسسات المعنية بهذا الشأن، مؤكداً أهمية المحافظة على هوية المدينة وشخصيتها العريقة حية في ذاكرة أهلها وسكانها.