في أحد أقبية المدرج الروماني وسط العاصمة الأردنية، أسست عقيلة رئيس الوزراء الأردني الراحل سعدية وصفي التل المتحف الشعبي للحلي والأزياء الشعبية عام 1971، ويتألف من خمس قاعات تُعرض فيها مجموعات متكاملة من الأزياء الشعبية الأردنية والفلسطينية بأشكالها المختلفة. وتُعبّر مقتنيات المتحف من فلسطينية وأردنية وحجازية وشركسية وتركية، عن التعايش الاجتماعي والإنساني الأردني، وتمثل مراحل زمنية مختلفة من تاريخ الأردن. ويوفر المتحف مساحة خاصة لقطع من الفسيفساء مكتشفة حديثاً تعبّر عن الهوية التاريخية لكنائس وأماكن متعددة من القرن السادس ميلادي، في مأدبا وجرش. ويمثل، وفق مراقب المتحف حسين عبدالقادر القدسة، «الهوية الجامعة للأردن». وجمعت مقتنيات المتحف من حلي وأثواب وأدوات زراعية ومنزلية من متبرعين، وابتيعت بعض القطع من مقتنين أردنيين. وتُعرض في القاعة الرابعة مجموعة من أدوات الطبخ الشعبية المصنوعة من الفخار والخشب، إضافة إلى مجموعة من الحلي والملابس الفضية وملابس العروس. وقد رُمم قبو المتحف ليكون حاضنة للمقتنيات، ويمثل التداخل الزمني والتاريخي للحياة الاجتماعية، فهو استُخدم أيام الرومان لإطلاق الأسود إلى حلبة المصارعة، فيما هو الآن مكان يقدم الهوية التراثية الأردني، وتطورها الاجتماعي. وقال القدسة إن من أهم أهداف المتحف الذي تشرف عليه دائرة الآثار العامة التابعة لوزارة السياحة جمع التراث الشعبي الأردني والفلسطيني من كل المناطق على ضفتي نهر الأردن ومن بقية بلاد الشام، «بهدف حفظ هذا التراث من الاندثار، وعرضه للأجيال المقبلة». وأضاف أن المتحف يسعى إلى «تقديم تراثنا إلى العالم وإبرازه بأبهى حلله من خلال عرضه بطريقة ملائمة وجميلة». ويساهم الدخول إلى المتحف بأسعار رمزية في تنشيط الزيارات التي يقوم بها الأردنيون والعرب والسياح الأجانب، ويقدم صورة نموذجية للأردن وبلاد الشام والحجاز في مراحل مهمة من تاريخ المنطقة.