بدأ اعداد المنتخب الجزائري للمونديال المقبل. وتألقه في الأمم الافريقية الاخيرة اوشك يعطي مفعوله للجماهير الكروية في الجزائر، ويقترب من استعادتهم بعد سنوات من القطيعة بسبب تراجع أدائه ونتائجه، فقد احتشد الآلاف من المشجعين أمام شبابيك استاد 5 يوليو في الجزائر العاصمة، للحصول على تذاكر الدخول إلى الاستاد في مباراة صربيا المقررة في الثالث من الشهر المقبل، وأصيب القائمون على بيع التذاكر بوجع رأس بسبب الزحام الذي أحدثه مشجعو «الخضر»، ما تطلب تدخل عناصر الشرطة لوضع حد للفوضى. وعلم من مصدر موثوق به أن ما يزيد على 55 ألف تذكرة بيعت في أقل من ست ساعات على طرحها، ما دفع بإدارة الاستاد إلى «توفير» عدد آخر من التذاكر وتخصيصها للجماهير التي قررت «الزحف» إلى العاصمة من الولايات الداخلية. كما خصصت نحو 4500 تذكرة للعائلات وأقامت مداخل ومدرجات خاصة لها في خطوة تهدف لتشجيع العنصر النسائي على «اقتحام» الملعب لتشجيع المنتخب الأول. ووجد منتهزو المناسبات ممن نجحوا في الحصول على التذاكر الفرصة مواتية لإعادة بيعها بالسوق السوداء بنحو ألف دينار (130 دولاراً) على رغم أن ثمنها لا يتعدى 300 دينار (40 دولاراً). وهذه هي المرة الأولى منذ سنوات التي يلعب فيها «الخضر» مباراتهم بشبابيك مغلقة بسبب التوافد الهائل لمشجعيه من مختلف مناطق البلاد. على رغم أن المباراة سيتم نقلها مباشرة على التلفزيون الحكومي. وتحسباً للمباراة الودية الأولى ما بعد الأمم الافريقية، سيشرع المنتخب الجزائري اعتباراً من ال28 الجاري في معسكر إعدادي سيحضره نحو 20 لاعباً معظمهم ممن شاركوا في الأمم الافريقية والتصفيات الأفريقية الأخيرة مع استبعاد عدد من اللاعبين للإصابة على غرار صايفي ومغني وبوعزة والحارس شاوشي وآخرين للانضباط على غرار خالد لموشية. وستشهد المباراة، التي سيديرها طاقم تحكيم سنغالي، مشاركة مهدي لحسن، لاعب وسط سانتندار الإسباني، للمرة الأولى بتاريخه مع منتخب بلاد أجداده. وعلى غرار المناسبات السابقة، فسيجد المدرب الجزائري رابح سعدان نفسه في ورطة كبيرة بسبب نقص فورمة معظم لاعبيه المحترفين بسبب قلة مشاركاتهم مع أنديتهم الأوروبية. وعدا نظير بلحاج وحسان يبدة اللذين يشاركان بانتظام مع فريقهما بورتسموث الإنكليزي ومجيد بوقرة مع رانجرس الإسكتلندي ولحسن مع سانتندار، وبدرجة أقل غزال مع سيينا الإيطالي ورفيق جبور مع إيك اليوناني، فإن أغلبية المحترفين أحيلوا الى دكة الاحتياط بسبب «مواقفهم الوطنية»، على حد تعبير عنتر يحيى. فمنذ انتهاء البطولة الافريقية لم يحظ عنتر يحيى، مدافع بوخوم الألماني، وكريم زياني، لاعب فولسفبورغ الألماني، وكريم متمور، مانشغلادباخ الألماني، وبدرجة أقل جمال عبدون مع نانت الفرنسي بأي فرصة للاشتراك مع أنديتهم بسبب ما اعتبره عنتر يحيي «انتقاماً من أنديتهم على مشاركتهم مع منتخب بلادهم بالأمم الافريقية». على صعيد آخر تشهد ما تعرف بودادية اللاعبين الدوليين القدامى حالة من التوتر والشقاق الداخلي على خلفية قرار رئيسها علي فرقاني، قائد منتخب 1982، استبعاد عدد من اللاعبين القدامي المنخرطين بالودادية من المشاركة بالدورة الدولية التي ستقام باحدى قاعات الجزائر العاصمة في حضور نجوم منتخب فرنسا 1998 بقيادة النجم الكبير زين الدين زيدان. وقالت مصادر قريبة من الودادية ل «الحياة» إن حالة من الغليان تعيشها الودادية بسبب ما اعتبره عدد من اللاعبين تهميشاً لهم واقصاء من المشاركة بالمباراة وحضور المواجهة ضد زيدان. ويعد النجم الكبير رابح ماجر وقائد منتخب 1986 محمود قندوز والجناح الأسطوري صالح عصاد أبرز الغائبين عن المباراة. بيد أن عضواً مسؤولاً بالودادية، رفض الكشف عن هويته، نفى ل «الحياة» أن تكون الودادية مارست الإقصاء أو التهميش ضد أي لاعب دولي سابق، مضيفاً أن «كل ما في الأمر أن الودادية تضم حالياً نحو 300 منخرط ومن الصعب إشراكهم جميعاً بالمباراة»، طالباً من الجميع التفهم وعدم إثارة مشكلات، «نحن في غنى عنها» على حد تعبيره.