كان عرساً أكاديمياً بامتياز، يوم افتتح فرع جامعة الملك سعود في محافظة الخرج، بالنسبة للأكاديميين خصوصاً وبالنسبة لسكان المحافظة التي يقارب عدد سكانها نصف مليون نسمة عموماً. رجال أعمال واقتصاديون اعتبروا افتتاح كليات طبية تحمل بين طياتها تخصصات متنوعة في الخرج وغيرها من المحافظات، لاعباً كبيراً في توطين الوظائف الطبية والتقليص من نسب البطالة، في حين رأى آخرون أنها خطوة من شأنها المساهمة في الحركة النهضوية للمحافظة، وتشجيعاً للمستثمرين على فتح مراكز طبية متخصصة تفيض بالكوادر الوطنية المؤهلة. إنشاء كلية العلوم الطبية التطبيقية جاء في الوقت المناسب مع التضخم السكاني في المحافظة، التي تعتبر من المحافظات ال10 الكبرى في السعودية. ويبلغ عدد الطلبة الملتحقين في الكلية الوليدة حوالى 100 طالب، يشرف عليهم 10 من أعضاء هيئة التدريس، فضلاً عن مجموعة من الاختصاصيين والفنيين. ونظراً لكون الكلية حديثة النشأة ولاختلاف نسبة الكثافة السكانية في المحافظة فإنه من الطبيعي كما يرى عميدها والمشرف العام على الكلية الصحية للبنات الدكتور عصام مطر «أن تكون نسبة قبول الطلبة فيها أقل من نظيراتها في مدينة الرياض، كما أن الكلية استقبلت ولا تزال تستقبل عدداً من الطلبة القادمين من خارج المحافظة». وعن حقيقة الأقسام التي افتتحت وستفتتح لاحقاً، أوضح مطر أن قسم علوم المختبرات هو أول قسم افتتح مع نشأة الكلية عام 1427ه، لتوافر أعضاء هيئة التدريس في هذا التخصص، مشيراً إلى أنه سيتم افتتاح قسم التمريض وقسم تقنية الأجهزة الطبية في القريب العاجل. ولا تقتصر مهام عميد كلية العلوم الطبية التطبيقية الدكتور عصام مطر على تولي مسؤولية الإدارة والإشراف في الكلية آنفة الذكر، بل أنسب إليه مهمة الإشراف العام على الكلية الصحية للبنات في المحافظة ذاتها. وبناء على الأمر السامي المتضمن نقل المعاهد والكليات الصحية من وزارة الصحة إلى وزارة التعليم العالي، كان نصيب جامعة الملك سعود منها 8 كليات و3 معاهد صحية، وكان نصيب محافظة الخرج الكلية الصحية للبنات، وتشرفت بتكليفي من إدارة الجامعة للإشراف الكامل على الكلية من النواحي الإدارية والأكاديمية. وعن التغيرات والاستراتيجيات التي ستطرأ على كلية البنات بعد اتباعها لجامعة الملك سعود ككلية علوم طبية تطبيقية، أكد أن مدة الدراسة فيها ستكون 5 سنوات ونصف السنة، تحصل الطالبة بعدها على درجة البكالوريوس، مشيراً إلى أن قسم التمريض في الكلية سيتحول إلى كلية مستقلة تسمى كلية التمريض. من جهته، كشف المشرف على قسم التأهيل الصحي الدكتور فتحي الشاذلي أن الكلية سيكون لها السبق على مستوى الشرق الأوسط بافتتاح تخصص «طبيب العلاج الطبيعي»، لافتاً إلى أن البرنامج يتسق مع الرؤية العالمية لمهنة العلاج الطبيعي، «فمعظم الجامعات المصنفة دولياً تبنته، بما فيها الجمعية الأميركية للعلاج الطبيعي». وذكر أن مدة الدراسة في التخصص 6 سنوات متصلة بعد الثانوية العامة فضلاً عن سنة الامتياز. ومن الناحية الاقتصادية، يرى الأمين العام للغرفة التجارية الصناعية في الخرج المهندس فهد العسكر أن من الأهداف الاقتصادية التي يحققها افتتاح مثل هذه الكليات في المحافظة الإسهام بشكل كبير في الوفاء ببعض متطلبات سوق العمل من الكوادر الطبية وتأهيل الخريجين للمساهمة في خدمة القطاع الصحي بشقيه الحكومي والأهلي، علاوة على إتاحة الفرصة للشباب بالمشاركة في برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية، لافتاً إلى أن ذلك يعمل على إيجاد التوازن والتنوع في توفير الأيدي العاملة في المحافظة والمراكز التابعة لها، وسد الفجوة بين العرض والطلب لوظائف القطاع الصحي. وأكد أن الغرفة التجارية الصناعية تسعى الى استقطاب عدد من المستثمرين في القطاع الصحي لإنشاء أول مستشفى خاص في الخرج، كما أن هناك برامج تطويرية منها مشاريع صحية ومراكز طبية ستسهم بلا شك في استيعاب خريجي الكلية في مختلف التخصصات.