لندن، واشنطن، كابول - يو بي أي، أ ف ب - دعا كاي ادي، المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى افغانستان، إلى اجراء محادثات سلام مباشرة مع زعيم حركة «طالبان» الملا محمد عمر من اجل إيجاد تسوية سياسية للحرب الدائرة في البلاد منذ ثماني سنوات. وكتب في صحيفة «ديلي تلغراف»: لن تنجح خطط استخدام حوافز مالية لإقناع مسلحين في افغانستان بترك القتال، من دون فتح التفاوض مع قادتهم، بل يمكن أن تؤدي إلى تعزيز التمرد». واضاف ادي الذي سيترك منصبه الشهر المقبل: «اساء الغرب تقدير عدد مقاتلي طالبان الذين سيقبلون الحوافز بدافع الاقتناع وليس مجرد المال، كما أن محاولة رشوتهم قد تؤدي الى نتائج عكسية. ولا شك ان غالبيتهم مقتنعون بأن الحكومة الافغانية فاسدة وعاجزة عن توفير النظام والقانون، فيما يشعر الناس العاديون ان الغزو الأجنبي لا يحترم ثقافة افغانستان وقيمها ودينها». وعرض ادي سلسلة تدابير لبناء ثقة تمهد لتحسين الأجواء أمام اجراء المحادثات المقترحة، بينها تعهد «طالبان» بالتوقف عن مهاجمة المدارس والمستشفيات، واطلاق بعض عناصر طالبان من قاعدة باغرام الأميركية، وإزالة قادة الحركة من لائحة عقوبات الأممالمتحدة. في غضون ذلك، كشف مسؤول أميركي رفض كشف اسمه أن قائد القوات الأجنبية في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال اصدر توجيهات سرية جديدة لقوات التحالف تقضي بوضع قيود على المداهمات الليلية للمنازل والمجمعات، في ظل تصاعد الاستياء الشعبي من سقوط مدنيين خلال العمليات العسكرية. وتأمر التوجيهات القوات الدولية بالاستعانة بالقوات الأفغانية ليلاً لطرق أبواب منازل المدنيين والمجمعات السكنية، واستخدامها إذا تطلّب الأمر الدخول بالقوة، و«إذا امكن إبقاء الهدف تحت المراقبة في الليل وانتظار الصباح، يستحسن الاستعانة بمساعدة وجهاء المنطقة لمعرفة ما إذا كان المنزل مصدر خطر». وشهد الأسبوعان الاخيران مقتل أكثر من 50 مدنياً أثناء عملية منطقة مرجه بولاية هلمند، علماً ان وزير الدفاع الإيطالي إيناتسيو لاروسا أكد انه يمكن تجنّب سقوط مدنيين خلال العمليات العسكرية في أفغانستان، منوهاً بقرار استخدام طائرات ايطالية مقاتلة من دون قنابل لمهمة مراقبة مواقع المدنيين خلال الغارات. على صعيد آخر، اعلن وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس ان الحلف الاطلسي (ناتو) يواجه ازمة، لأن الاوروبيين لم يستثمروا بشكل كاف في الدفاع طيلة سنوات، واهملوا تطوير القوات العسكرية. وقال غيتس في خطاب وجهه الى مسؤولين في الحلف في واشنطن إن «نقصاً بالمروحيات وطائرات الشحن داخل الحلف الاطلسي يكشف العجز المزمن في نفقات الدفاع الذي اثر على مهمة الحلف في افغانستان». واضاف: «يواجه الحلف الاطلسي على المدى الطويل مشاكل خطرة جداً».