دعت المملكة العربية السعودية «منظمة التعاون الإسلامي» الى عقد اجتماع وزاري طارئ لمناقشة الانتهاكات الإسرائيلية وتطورات الأوضاع في القدس، في وقت طالبت دول حركة «عدم الانحياز» مجلس الأمن بمعالجة الوضع الخطير في القدسالمحتلة. وأفاد بيان صادر عن منظمة التعاون الإسلامي أمس، حصلت وكالة «الأناضول» على نسخة منه، بأن المنظمة تلقت دعوة من السعودية لعقد اجتماع وزاري طارئ لمناقشة الانتهاكات الإسرائيلية في القدس، وبحث الوسائل لوقف الاعتداءات. وأوضح الأمين العام للمنظمة إياد مدني، أن الأمانة تنسّق عن قرب مع الدول الأعضاء ليتمّ عقد الاجتماع في نيويورك خلال فترة انعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة الشهر الجاري. وأضاف: «هذا الاجتماع يعتبر ضرورة ملحّة في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة بحق المسجد الأقصى المبارك، والمخطط الإسرائيلي الرامي إلى تقسيمه زمانياً ومكانياً». في غضون ذلك، دعت حركة «عدم الانحياز» المجتمع الدولي الى العمل في شكل جماعي وفوري، لإجبار إسرائيل على وقف ممارساتها الهدامة وغير القانونية، والامتثال لجميع التزاماتها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي، والقانون الدولي لحقوق الإنسان، في الأرض الفلسطينيةالمحتلة، بما فيها القدسالشرقية. كما دعت خلال اجتماع مكتبها التنسيقي في مقر الأممالمتحدة، في حضور الدول الأعضاء في الحركة، مجلس الأمن الى القيام بواجباته وفقاً للميثاق، لمعالجة هذا الوضع الذي لا يزال يشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين، بما في ذلك الوضع الخطير في القدسالشرقيةالمحتلة، واتخاذ إجراءات عاجلة لتنفيذ قراراته وللتصدي لهذه التطورات المهمة، والمضي قدماً لإيجاد حل سلمي وفقاً لقرارات الأممالمتحدة ومبدأ الأرض في مقابل السلام، ومبادرة السلام العربية. وأدانت بشدة أعمال العنف والاستفزاز والتحريض الإسرائيلية في الحرم الشريف، مشدّدة على أن أي تغيير في التركيبة والطابع الديموغرافي ووضع القدسالشرقية وبقية الأرض المحتلة منذ عام 1967، غير قانوني ولاغ وباطل ويجب إلغاؤه فوراً. وأكدت أن القدسالشرقية هي جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينيةالمحتلة عام 1967، مشيرة الى رفض المجتمع الدولي ضمّ إسرائيل غير الشرعي لمدينة القدس. وأعربت عن رفضها القاطع وإدانتها الشديدة للنشاطات الاستيطانية كافة. واستنكرت حكومة الوفاق الوطني التصعيد الإسرائيلي، ودعت المجتمع الدولي ومؤسسات الأممالمتحدة إلى التدخل لإلزام إسرائيل وقف انتهاكاتها في الأراضي الفلسطينية، وآخرها سلسلة الاقتحامات والانتهاكات للمسجد الأقصى المبارك، وشنّ غارات على مواقع في قطاع غزة المحاصر. الحمدالله: التقسيم لن يمر وقال رئيس الوزراء رامي الحمدالله، خلال حفلة تخريج في جامعة الاستقلال في أريحا أمس، أن إسرائيل «لن ترهب شعبنا بقراراتها العنصرية، وخطتها لتقسيم المسجد الأقصى لن تمر». واستنكرت الفصائل الفلسطينية مواصلة المستوطنين اقتحام الأقصى، ودعت الجبهتان «الشعبية» و «الديموقراطية» لتحرير فلسطين في بيانين منفصلين أمس، إلى تصعيد الغضب في وجه الاحتلال من خلال المواجهات ضد الجنود وقطعان المستوطنين، دعماً وتضامناً مع أهالي المدينة المقدسة. كما دعت فصائل المقاومة في غزة إلى «بناء جبهة مقاومة وطنية موحدّة بغرفة عمليات مشتركة ومرجعية سياسية واحدة بيدها قرار التهدئة والتصعيد». قصف على غزة ميدانياً، أصيب فلسطيني بجروح طفيفة نتيجة قصف طائرات حربية إسرائيلية موقعي تدريب تابعين لحركة «حماس»، أحدهما جنوب شرقي مدينة غزة، والثاني شرق مخيم جباليا للاجئين فجر أمس. وأسفر القصف عن أضرار في الأراضي والمباني المحيطة بالموقعين. وجاء القصف بعد ساعات قليلة على إطلاق صواريخ من غزة على مدينتي المجدل عسقلان و «سديروت» جنوب إسرائيل، من دون سقوط مصابين. في هذه الأثناء، توقّع رئيس الحركة الإسلامية في إسرائيل الشيخ رائد صلاح، اندلاع انتفاضة فلسطينية داخل الضفة المحتلة، بما فيها القدس، «إذا ما استمرت الأمور على ما هي عليه الآن»، مطالباً الأردن، باعتباره الوصي على الأقصى، باتخاذ إجراءات «أكثر جرأة من الاستنكار والشجب». وفي حوار أجرته الأناضول مع صلاح في اسطنبول، قال أنه «في حال استمرار الانتهاكات الإسرائيلية، فإنها قد تؤدي إلى قيام انتفاضة فلسطينية ثالثة في الضفة المحتلةوالقدس»، مشيراً إلى أن إسرائيل تقوم ب «التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى وفق خطط مدروسة ومعدة مسبقاً». واعتبر أن «موقف السلطة الفلسطينية لا يرتقي إلى المستوى المطلوب، ويتوجب عليها الضغط على حكومة الاحتلال من خلال المحاكم الدولية، وأن تكون جادة في ذلك». وأضاف: «لن نترك باباً إلا وسنطرقه من أجل أن نرفع صوت القدس عالياً»، مرحباً بموقف الأردن الذي أدان ما يجري في القدس والأقصى، وداعياً إياه إلى أخذ إجراءات أكثر «جرأة من الشجب والاستنكار». كما دعا الشباب في العالم الإسلامي إلى «نصرة الأقصى بالقدرات المتاحة لديهم»، معتبراً المسجد «إرثاً إسلامياً عظيماً».