التقى زعيم الانقلابيين في بوركينا فاسو الجنرال جيلبير ديانديريه ليل الجمعة - السبت رئيسي السنغال ماكي سال وبنين توماس بوني يايي في العاصمة واغادوغو، مؤكداً عدم اتخاذه أي قرار عقب الزيارة. وقال ديانديريه إنه عقد «اجتماعاً مثمراً مع رئيسي الدولتين»، مشيراً إلى أنه «من الضروري عدم استباق الأمور لأننا لم نقرر شيئاً حالياً». وأضاف ان "الرئيسين تقدما بمقترحات ونفكر في لقائهما صباح اليوم لنستعرض الوضع»، رافضاً الإفصاح عن مزيد من التفاصيل حول الاجتماع. وكان ماكي سال الذي يزور واغادوغو في محاولة لحل الأزمة في بوركينا فاسو، شدد قبل لقائه ديانديريه على ضرورة «إيجاد آلية للمصالحة الوطنية والصفح ووقف العنف»، مضيفاً أنه «يجب وضع خطة مقبولة من الجميع ومن الأسرة الدولية خصوصاً لتسهيل عودة البلاد إلى مسار الديموقراطية». والتقى سال بعد محادثاته مع الجنرال ديبلوماسيين غربيين وممثلين عن جميع التيارات السياسية في البلاد. وصرح «سنتعاون مع الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي لدعم ومواكبة الانتقال في بوركينا فاسو ولوضع الخطوط العريضة للخروج من الأزمة». يذكر ان ماكي سال كان موفد «المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا» خلال الانتفاضة الشعبية التي طُرد على إثرها في تشرين الأول (أكتوبر) 2014 الرئيس بليز كومباوري من السلطة، بعد حكم دام 27 عاماً. من جهة أخرى، يُعتبر بوني يايي وسيط المجموعة للانتخابات الرئاسية والتشريعية التي كانت مقررة في 11 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، لإنهاء المرحلة الانتقالية التي بدأت بسقوط الرئيس السابق. ويأتي هذا اللقاء في إطار الجهود التي يبذلها ديانديريه القريب من الرئيس السابق بليز كومباوري لإظهار حسن النية في وقت تواجه بوركيا فاسو عقوبات من الاتحاد الأفريقي عقب الانقلاب. وأعلن الاتحاد الأفريقي أمس تعليق عضوية بوركينا فاسو إثر الانقلاب العسكري الذي شهده البلد أول من أمس والذي أوقفت نتيجته الاستعدادات للانتخابات العامة. وأفاد ديبلوماسي في الاتحاد الأفريقي بأنه في ختام اجتماع ل"مجلس السلم والأمن" التابع إلى هذه المنظمة الإقليمية، تقرر التعليق الفوري لعضوية بوركينا فاسو في كل نشاطات الاتحاد الأفريقي وفرض عقوبات على المسؤولين عن الانقلاب تتضمن منعهم من السفر وتجميد أموالهم في جميع الدول الأعضاء في الاتحاد. ويواصل المبعوثان الأفريقيان اليوم محادثاتهما مع ممثلي المعارضة والمجتمع المدني في فندق في العاصمة واغادوغو، وسيلتقيان أعضاء في المعارضة والنقابات بالإضافة إلى ضباط في المؤسسة العسكرية، ليجتمعا مجدداً مع الجنرال ديانديريه. وبدأت الحياة تعود إلى طبيعتها تدريجياً في واغادوغو، حيث فتحت الأسواق وبعض المحلات التجارية أبوابها، لكن غالبية محطات الوقود والمصارف بقيت مغلقة، في وقت فتح عناصر في لواء الأمن الرئاسي صباح أمس النار لتفريق تجمع في ساحة الثورة التي شهدت التظاهرات في عام 2014. من جهة أخرى، ذكر طبيب في "مستشفى يلغادو اودراوغو الجامعي" في واغادوغو أن ثلاثة أشخاص قتلوا وجرح 13 آخرون على الأقل أمس في أعمال عنف وقعت بعد الانقلاب العسكري، لترتفع حصيلة القتلى منذ بدء الانقلاب إلى ستة أشخاص. يُشار إلى أن بوركينا فاسو التي تُدعى «بلاد الرجال النزيهين»، هي دولة فقيرة في منطقة الساحل يبلغ عدد سكانها 17 مليون نسمة، وشهدت انقلابات عسكرية عدة منذ استقلالها في عام 1960.