واصل النظام السوري أمس «عرض عضلات» سلاحه الجوي الذي تعزز أخيراً، كما يبدو، بإمدادات روسية. إذ شن عشرات الغارات على مدينة تدمر الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» بريف حمص الشرقي، بعد يوم من غارات ضخمة مماثلة على مدينة الرقة، وهي أيضاً معقل ل «داعش»، وعلى مدينة حلب، عاصمة الشمال السوري. كما شنت طائرات النظام ومروحياته عشرات الغارات الأخرى على العديد من المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة أو «داعش» في أنحاء سورية. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير أمس، بأنه «ارتفع إلى أكثر من 25 عدد الغارات التي نفذتها طائرات النظام الحربية على مناطق في مدينة تدمر بريف حمص الشرقي» والتي يسيطر عليها تنظيم «داعش» منذ 20 أيار (مايو) الماضي. وأضاف: «أسفرت الغارات عن استشهاد 8 مواطنين على الأقل وإصابة آخرين بجروح، إضافة إلى معلومات عن قتلى مؤكدين في صفوف عناصر التنظيم». وتابع «أن عدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة، ووجود معلومات عن شهداء آخرين». وتزامنت غارات تدمر مع اشتباكات دارت بين قوات النظام وعناصر تنظيم «داعش» في منطقة جب الجراح بريف حمص الشرقي. أما وكالة «مسار برس» المعارضة فتحدثت عن «اشتباكات عنيفة» بين «داعش» وقوات النظام في محيط جبل الشاعر ومنطقة جزل بريف حمص الشرقي «وسط قصف بقذائف الدبابات على المنطقة مصدره نقاط تمركز قوات الأسد في محيط جبل الشاعر». وتابعت أن «داعش» كان قد أسقط مساء الخميس طائرة «ميغ 21» لقوات النظام ما أدى إلى مقتل طاقمها «ليقوم بعدها الطيران الحربي بتصعيد القصف على مناطق ريف حمص الشرقي حيث شن أكثر من 12 غارة على محيط جبل الشاعر ومنطقة جزل ومدينة تدمر وبلدة القريتين». وفي محافظة حماة المجاورة، شن الطيران الحربي غارات عدة على بلدة الزيارة وقرى قسطون وتل واسط والمشيك بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي. أما في محافظة إدلب، فقد قال المرصد إن طائرات النظام أغارت على مدينة إدلب ومطار أبو الضهور العسكري الذي سيطرت عليه «جبهة النصرة» (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) الشهر الجاري، وعلى بلدة كفرعويد بجبل الزاوية، وبلدة التمانعة بريف إدلب الجنوبي. وجاءت الغارات «فيما تدور اشتباكات بين قوات الدفاع الوطني واللجان الشعبية المدربة على يد قادة مجموعات من حزب الله اللبناني من جهة، والفصائل الإسلامية والحزب الإسلامي التركستاني وجبهة النصرة وتنظيم جند الأقصى ومقاتلين أوزبك وشيشانيين منتمين للفصائل الإسلامية من جهة أخرى، في محيط بلدتي الفوعة وكفريا اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية». وفي محافظة اللاذقية على الساحل السوري، وقع انفجاران عنيفان في مدينة جبلة قال المرصد إنهما ناجمان -كما يُعتقد- عن سقوط صاروخين في محيط المدينة، فيما نفّذ الطيران الحربي غارات على بلدة سلمى وقرية آرة وكتف الغنمة وتلة رشوان بجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي. وفي محافظة حلب (شمال البلاد)، نفّذ الطيران الحربي غارات على محيط دوار الليرمون وطريق غازي عينتاب وأطراف قرية الليرمون شمال غربي حلب، وعلى منطقة القبر الإنكليزي شمال حلب، كما نفّذ الطيران الحربي غارتين على حيي الأنصاري والفردوس جنوب حلب «بالتزامن مع خروج المصلين من صلاة الجمعة»، وفق المرصد. وأول من أمس أعدم تنظيم «داعش» رجلين من عناصره في الساحة العامة بمدينة منبج بريف حلب الشرقي بتهمة «قطع الطريق وسلب الناس أموالهم»، على ما ذكر المرصد. وكانت طائرات النظام شنت أول من أمس ما لا يقل عن 12 غارة على مدينة الرقة التي يسيطر عليها تنظيم «داعش». وقالت جماعة «الرقة تذبح بصمت» وهي جماعة للناشطين في حسابها على تويتر إن «طيران النظام» شن أكثر من 12 غارة في المدينة حيث سقط «عدد من الشهداء والجرحى». أما في جنوب البلاد، فقد أورد المرصد أنه «ارتفع إلى 21 على الأقل بينهم طفلان و4 مواطنات، عدد الشهداء الذين قضوا جراء مجزرة نفذتها طائرات النظام المروحية بقصفها بالبراميل المتفجرة أماكن في مدينة بصرى الشام، وعدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة». وفي هذا الإطار، أوردت وكالة «سانا» أن «وحدة من الجيش أوقعت العديد من الإرهابيين قتلى ومصابين ودمرت ما بحوزتهم من أسلحة وذخيرة في عمليات على بؤرهم في مدينة بصرى الشام» الواقعة جنوب شرقي مدينة درعا بنحو 40 كلم، من دون أن تتحدث عن مشاركة الطائرات المروحية في قصف المدينة. وفي ريف دمشق، قال المرصد إن الطيران الحربي نفّذ ما لا يقل عن ثلاث غارات على مدينة دوما بالغوطة الشرقية «وسط استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية من جهة أخرى، في أطراف المنطقة، ومحيط ضاحية الأسد قرب مدينة حرستا، ما أدى إلى مقتل عنصر من قوات النظام». كما ألقى الطيران المروحي 3 براميل متفجرة على مزارع مخيم خان الشيح بالغوطة الغربية، وستة براميل على مدينة الزبداني حيث وقعت «اشتباكات بين قوات النظام وحزب الله اللبناني والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل الإسلامية ومقاتلين محليين من طرف آخر»، وفق المرصد. وعلى صعيد مرتبط بمعارك الزبداني، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن المهندس حسام حريدين مدير المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي بدمشق وريفها، أن «نقص المياه في مدينة دمشق خلال الساعات القليلة الماضية يعود إلى خروج خط مياه بردى بسبب اعتداءات المجموعات الإرهابية المسلحة»، موضحاً أن «خروج الخط من الخدمة أدى إلى فقدان نحو 90 ألف متر مكعب من المياه يومياً ما اضطر المؤسسة إلى تقليل ساعات تزويد أحياء ومناطق دمشق بالمياه إلى 3 أو 4 ساعات على الأكثر يومياً». وكانت المعارضة في وادي بردى هددت في الأسابيع الماضية بقطع المياه عن دمشق من منطقة عين الفيجة في حال لم يتوقف هجوم القوات النظامية على الزبداني. وفي محافظة القنيطرةبجنوب البلاد، قُتل عنصر من قوات الدفاع الوطني خلال اشتباكات مع الفصائل الإسلامية والمقاتلة في تل الحمرية جنوب بلدة حضر في القطاع الشمالي بريف القنيطرة، وفق المرصد. أما في محافظة دير الزور (شرق) فقد قصف الطيران الحربي بعدة صواريخ منطقة الصالحية عند الأطراف الشمالية لمدينة دير الزور، في وقت قصفت قوات النظام قرية الجفرة بمحيط مطار دير الزور العسكري. وفي محافظة الحسكة المجاورة، تحدث المرصد عن غارات لطائرات حربية يُعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي على أماكن في منطقة فوج الميليبة الذي يسيطر عليه تنظيم «داعش».