كولومبو – رويترز، أ ف ب – رفضت الحكومة السريلانكية أمس، إعلان المتمردين التاميل وقفاً للنار من طرف واحد في منطقة المعارك شمال شرقي البلاد، للسماح للمنظمات الإنسانية بمساعدة المدنيين. وأوضحت «جبهة نمور تحرير ايلام تاميل» في بيان: «في ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة، واستجابة لنداءات الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والهند وغيرها، تعلن جبهة نمور تحرير ايلام تاميل عن وقف للنار من طرف واحد». وأضاف البيان ان «كل العمليات العسكرية للنمور ستتوقف على الفور»، موضحاً: «وحده وقف للنار يمكن ان ينهي الأزمة الإنسانية ويسهم في تجنب تأثيره البعيد المدى على المنطقة وعلى شعوب الجزيرة». لكن الحكومة السريلانكية سارعت الى رفض إعلان التاميل. وقال وزير الدفاع غوتابابا راجاباكسا، وهو شقيق الرئيس ماهيندا راجاباكسا: «انها مزحة. انهم لا يواجهوننا عسكرياً، انهم يهربون منا. لا حاجة الى هدنة. عليهم أن يستسلموا». وجاء عرض التاميل بعدما جدد رئيس العمليات الإنسانية في الأممالمتحدة جون هولمز الذي يزور سريلانكا، الدعوة الى وقف للنار وحض المتمردين على الاستسلام. وقال هولمز: «نحتاج الى توقف انساني لتوصيل المساعدة وادخال العاملين في قطاع العمل الإنساني الى منطقة القتال» شمال شرقي البلاد. وأضاف انه للتوصل الى وقف «انساني» للنار، «أدعو جبهة نمور تحرير ايلام تاميل الى السماح برحيل المدنيين الباقين والاستسلام، وأدعو الحكومة الى ممارسة أكبر قدر ممكن من ضبط النفس وعدم استخدام أسلحة ثقيلة». وزاد ان «الحصيلة الإنسانية على المدنيين مروعة، بعد شهور من المعارك علق فيها سكان منطقة النزاع في فخ». وتفيد أرقام الأممالمتحدة بأن أكثر من 6500 مدني قتلوا وجرح 14 ألفاً، منذ ان بدأ الجيش في كانون الثاني (يناير) الماضي هجومه «النهائي» على المتمردين المحاصرين في مساحة لا تتعدى 10 كيلومترات مربعة. وتُقدر كولومبو ب15 ألفاً، عدد المدنيين الذين يستخدمهم المتمردون «دروعاً بشرية»، مؤكدة انها «أنقذت» 110 آلاف من التاميل منذ الاثنين الماضي، بفضل «أضخم عملية تحرير رهائن في التاريخ».