بالاختناق المروري والمخالفات ب «الجملة» عادت الدراسة الجامعية في الكويت ضاربة بعرض الحائط كل الوعود المسؤولة عن معالجة الأزمة المرورية في الطرق والشوارع المؤدية إلى الكليات، وإيجاد حلول جذرية لوصول الطلاب في الوقت المطلوب أو إيجاد مواقف لسياراتهم بعيداً من «دفتر» مخالفات شرطي المرور. ولأن جامعة الكويت هي الجامعة الحكومية الوحيدة في الدولة، يصبح التكدس سيد الموقف، فهذه الجامعة تأسست عام 1966 وتمنح شهادات بكالوريوس وماجستير للطلبة الملتحقين بها، وتضم 14 كلية تتوزع على مبان مدرسية في الأصل داخل مناطق سكنية، والأمل متعلق حاليا بالانتهاء من إنشاء المدينة الجامعية في منطقة الشدادية بالقرب من منطقة ضاحية عبدالله المبارك، وهي الجامعة الحلم لطلاب الكويت وسبق وتأجل موعد افتتاحها أكثر من مرة. واستقبلت جامعة الكويت في عامها الجديد، وفق الناطق باسمها بدر الحجي، 37760 طالبا وطالبة منهم 5072 مستجداً ومستجدة. أما بداية العام الجامعي فكانت مع تصريح عميد شؤون الطلبة الدكتور عبدالرحيم ذياب الذي هنأ الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والعاملين لمناسبة بداية العام الدراسي الجديد، آملاً بأن يكون عاماً دراسياً حافلاً بالجد والاجتهاد، مؤكداً أن جامعة الكويت وجميع العاملين فيها من أعضاء هيئة تدريس وعاملين وموظفين يستقبلون الطلاب مع بداية العام الجامعي الجديد بمسؤولية الأب تجاه أبنائه. ثم تصريح لمراقب إدارة الإرشاد الأكاديمي في عمادة شؤون الطلبة نبيل المفرح،مؤكداً فيه استعداد الإدارة لاستقبال الطلاب بحزمة من البرامج والفعاليات المتنوعة التي تساهم في توجيههم ومساعدتهم للحصول على المعلومات الصحيحة التي تخدمهم في حياتهم الدراسية وتقلل من أي عثرات تواجههم في هذه المرحلة. أما طلاب الجامعة، المستجدون منهم أو القدامى، فاستقبل بعضهم هذه التهنئة والتصريحات بعد قضائهم الساعات عالقين في الشوارع أو باحثين عن مواقف لسياراتهم، بالاستفسار عن «أقصر» الطرق وصولاً لكلياتهم، فالطريق الجامعي في الكويت يبدأ ب«الجغرافيا»!! تقول هند محمد: «بدأ مشواري الجامعي من الساعة السادسة صباحاً، متجهة إلى كليتي في منطقة الشويخ، وصلت إلى هناك بعد أن تقطعت بي كل سبل الوصول، لم أترك شارعاً إلا وقصدته أملاً بالوصول سريعاً، وبالفعل وصلت ولكن بعد ثلاث ساعات، لأقع في مأزق آخر، وهو إيجاد موقف لسيارتي، وهنا بدأت أزمة أخرى، لقد دخلت الجامعة «مسدودة النفس» أحاول استرجاع شيء من حماستي السابقة كوني طالبة جامعية للمرة الأولى، واليوم تتكرر معي المأساة، ولا أعلم هل من حل لهذه الأزمة؟». «وصلت إلى كليتي في منطقة الخالدية ب «طلوع الروح» عبارة لم تجد عائشة العنزي أكثر دلالة من التجسيد واقعها «المتعثر»على حد قولها، وتقول مازحة: «التخرج أسهل كثيراً من الوصول إلى مقر الكلية»! وصالح الشمري لم يختلف هو الآخر عن سابقتيه، وعلى رغم أنه طالب «قديم» على حد وصفه، إلا أنه كان يأمل بأن ينفذ المسؤولون وعودهم السابقة في إيجاد حل للأزمة المرورية، ويضيف: «لدينا أزمتان، واحدة مرورية للوصول إلى الجامعة، والأخرى في الشعب المغلقة، وللأسف نحن نصدق الوعود دائماً». سالم راشد حصل في يومه الجامعي الأول على مخالفة مرورية «ممنوع الوقوف»، والسبب أنه لم يجد موقفاً لسيارته، فأوقفها على الرصيف، يقول: «ماذا كنت سأفعل، كان أمامي خياران: مخالفة المرور أو التغيب عن الجامعة، فاخترت المخالفة! ولأن الروايات الطلابية لا تنتهي، تخبرنا آلاء جاسم أنها اعتادت هذا الأمر، فهي طالبة في السنة الثانية، وبعد قضائها سنة حافلة بالمخالفات والأزمات المرورية قررت الاعتماد على السائق لضمان «نفسية» جيدة عند وصولها إلى الجامعة.