قدم السفير الايراني لدى لبنان غضنفر ركن ابادي احتجاجاً رسمياً لدى المسؤولين اللبنانيين على المداخلة التي قدمها الوزير نهاد المشنوق في اجتماع وزراء الداخلية العرب الذي عقد في مراكش وما ورد فيها عن ايران. وأطلع ركن ابادي امس، رئيس الجمهورية ميشال سليمان على الاحتجاج الذي قدمه باسم بلاده الى وزارة الخارجية اللبنانية. وذكر المكتب الإعلامي في القصر الجمهوري ان سليمان اكد «ان هذه المواقف (التي وردت في المداخلة) لا تعبر عن رأي الدولة اللبنانية، وأن لبنان حريص على اقامة افضل العلاقات مع ايران على قاعدة المصالح المشتركة والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدولتين، وأن قنوات الاتصال الثنائي كفيلة بمعالجة الإشكالات في حال حصولها». وقال ركن ابادي بعد لقائه رئيس الحكومة تمام سلام، انه «قدم اليه الاحتجاج الرسمي وأن الرئيس سلام اكد ان هذا الموقف تجاه الجمهورية الاسلامية الايرانية لا يعبر عن موقف الحكومة اللبنانية، كما اكد الحرص على أفضل العلاقات مع الجمهورية الاسلامية الايرانية». وكان الوزير المشنوق اعتبر في المداخلة التي ألقاها في المؤتمر ان «لظواهر العنف في لبنان اسبابها السياسية والاستراتيجية الناجمة عن التدخل الايراني والتدخل السوري في الداخل اللبناني منذ ثلاثة عقود وأكثر، وأن قسماً رئيساً من العنف الذي تعانيه دول عربية عدة ومنها لبنان يعود الى الاضطراب في العلاقات مع ايران، ما يتطلب ان يجتهد السياسيون ووزراء الخارجية وقادة الاحزاب الكبرى وقادة الدول لإيجاد المخارج في مواجهة هذا التحدي». وقال ان يد لبنان ممدودة لإيران «ان وجدنا يداً صادقة تقابلها، ولكن دائماً تحت عنوان تحرير الدولة من الشراكات الغامضة التي تضع الاصابع والايدي في صلب القرارات السيادية بما يعطل النظام السياسي وينهك الحياة الوطنية ويرفع منسوب الخصوبة في لبنان لأن يزدهر الارهاب بكل أشكاله». ... والمشنوق يرد ولاحقاً رد المشنوق على ما اعتبره «بعض الادبيات» التي اثارتها كلمته بالقول ان «فخامة الرئيس حدد بدقة الثلاثية التي ينبغي ان تحكم العلاقات اللبنانية - الايرانية وهي المصالح المشتركة والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدولتين»، متمنياً لو «تلتزم ايران بالمضمون السيادي لهذه الثلاثية لما فيه خير البلدين». وتعليقاً على كلام السفير ابادي، قال المشنوق: «يبدو ان سعادة السفير قرأ الكلمة على قاعدة لا تقربوا الصلاة، ولم ينتبه الى انها تنص على قواعد الانفتاح والاعتدال ومد اليد وتجنب كل اشكال القطيعة السياسية، لكن دائماً على قاعدة حفظ السيادة والكرامة الوطنية ومحاربة أي محاولة لاحتلال القرار السيادي اللبناني جزئياً او كلياً، أصالة او وكالة». ودعا المشنوق السفير الايراني الى «الاعتياد على سماع الامور بأسمائها الحقيقية من دون توريات لفظية او تذاك لغوي او مجاملات لأن الصدق والوضوح هما الركيزتان الأساسيتان لاستعادة العلاقات الايرانية - اللبنانية الى جادة المسؤولية، ولا حاجة للتفصيل هنا بشأن ما تعانيه هذه العلاقة من وقائع تخرج عن منطوق ثلاثية بعبدا حول العلاقات اللبنانية - الايرانية». وصرح للصحافيين «ان سلاح المقاومة بات بعد عام 2008 موضع نزاع وانقسام عمودي بين اللبنانيين». وكلامه خلال الاجتماع الوزاري العربي «سابق للبيان الوزاري، وعندما نتفق على البيان يكون ملهماً لنا كوزراء». وأعاد القول: «نمد يدنا الى ايران ولكن مع اي ايران؟ هل ايران التي تقول ان لبنان ساحة ايرانية، وسورية ساحة ايرانية وكذلك العراق والخليج، ام ايران التي تريد بناء علاقات ود وجدية واحترام متبادل؟».