جدد «تيار المستقبل» دعوته «حزب الله» إلى الانسحاب من سورية، مؤكداً أن «سلاحنا سلاح الشرعية والمؤسسات الدستورية»، رافضاً «التكفير والتشهير والتسفيه عند السنة والشيعة»، في حين اعتبرت «القوات اللبنانية» أن «كل مقاومة تكون خارج إطار الدولة وقرارها وسلاحها باطلة، فما يسعى إليه «حزب الله» ليس أن يكون جزءاً من الدولة، وإنما أن تُصبح الدولة برمتّها جزءاً منه، وهذا ما سنواجهه حتى قيام الساعة». وأكد حزب الكتائب أنه لن يتنازل عن كلمة دولة، لأن الدولة لكل اللبنانيين ونريد مقاومة بإشرافها. وكانت قاعة «بيال» في قلب بيروت غصت بحضور سياسي وحزبي وعسكري وبمناصري قوى 14 آذار في مهرجان خطابي في الذكرى التاسعة لانطلاق حركة 14 آذار. وتصدرت صور «شهداء ثورة الأرز» جدران القاعة وأضيفت إليها في الذكرى التاسعة صورة الوزير السابق محمد شطح الذي اغتيل في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. ولوح الحضور بإعلام لبنانية من دون غيرها من الرايات الحزبية. وحين كان يذكر اسم «حزب الله» كانت القاعة تضج بصرخات الاستهجان. ولما أطل رئيس حزب «القوات» سمير جعجع عبر الشاشة العملاقة قوبل بتصفيق حاد وهتافات «حكيم». كلمة «المستقبل» وألقى رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة كلمة «تيار المستقبل» واستهلها بالقول: «في مثل هذا اليوم وقبل تسع سنوات، قرر الشعب اللبناني أن كرامته الوطنية فوق أي اعتبار، وأن إرادتَه لن تكون موضع احتكار. وهو قال إننا شعب واحد، في وطن نهائي، في دولة واحدة، نريدها حرة ديموقراطية سيدة ومستقلة، كما قال إن المسلمين والمسيحيين في هذا البلد لن يتخلوا عن العيش الواحد وسيواجهون الأخطار معاً». ورأى أن «منذ تسع سنوات وقبل ذلك وحتى الآن، لم يتراجع أعداء لبنان عن العمل على تفريق اللبنانيين وإثارة الفتن في ما بينهم وزجِّهم في جولات من الحروب العبثية واستهدافهم واغتيال قادتهم وتهديد وحدتهم وتحطيم نظامهم وتدمير اقتصادهم وضرب ثقتهم بأنفسهم. وفي المقابل، لم يتراجع اللبنانيون عن مقاومة الطغيان والاحتلال الإسرائيلي ومواجهة الاستبداد ورفض التطرف والتسلط، وهم قرروا ألا يتراجعوا، فلبنان باق والطغاة إلى زوال والتطرف إلى انحسار وربيع لبنان وتونس إلى انتشار». وشدد على أن «لبنان صامد في عيشه المشترك وسلمه الأهلي، والمجرمون الذين قَتلوا وَشرّدوا وفَجَّروا، مهما تجبَّروا فإنهم يعدون أيامهم ويفقدون قدرتهم على الاستمرار». واستعاد «شهداء 14 آذار، الذين يتقدمهم شهيدنا الكبير وحبيبنا رفيق الحريري ورفاقه الأبرار، وقافلة الشهداء الذين كان آخرهم شهيدنا البطل محمد شطح». وأكد «أننا في 14 آذار نحمل رؤية واحدة للبنان، ونحن أصحاب قضية محقة ونبيلة، نضالنا واحد ومصيرنا واحد، نتناقش ونختلف لكننا لا ننقسم ولا تتفرق صفوفنا، ننظر من زوايا مختلفة لإثراء فكرنا وتعميق إيماننا بقضيتنا، وهذا هو سرنا وقوتنا، لكننا نلتقي في ساحة الوحدة والعيش المشترك والميثاق الوطني والنظام الديموقراطي الملتزم مبدأ التداول السلمي للسلطة». واكد أن «على رغم كل المآسي والأهوال والخسائر والاستفزازات، لم نحمل السلاح في وجه أهلنا في الوطن، ولن نحمله، وسنُبْقي على اليد الممدودة نحو أشقائنا في الوطن تحت سقف الدولة الواحدة العادلة والقادرة والباسطة سلطتها على كامل تراب الوطن. نرفض العنف ونتمسك بالحوار، ولن نَفقِد عزيمتنا وإن اشتد ساعد الميليشيات، فسلاحنا سلاح الشرعية والمؤسسات الدستورية، سلاح الجيش وقوى الأمن الداخلي، وسيفنا العدل والحق والقانون. ونحن في قوى انتفاضة الاستقلال، نلتقي حول رؤية واحدة للبنان ولمستقبل الإنسان في لبنان. نرفض الغلو والتطرف والعنف عند المسلمين والمسيحيين. والتطرف عدونا والاعتدال خيارنا ومنهجنا». واستعاد ما حصل في العام 1990 «حين اجتاحت القوات العراقية بجحافلها ودباباتها دولة الكويت، وما هي إلا ساعات حتى تشرد أهل ذاك القطر الشقيق في أربع رياح الأرض، لكن التجربة دلت على أن النظام الذي أقدم على جريمة احتلال الكويت والسيطرة عليها بالحديد والنار، كان مصيره الزوال والفشل والسقوط. وعلى مسافة قريبة من اجتياح الكويت، أي في ايلول 1989، كان اتفاق الطائف، تلك التسوية التاريخية التي أعاد اللبنانيون فيها صوغ ميثاقهم الوطني، لكن النظام في سورية أصر على إبقاء لبنان تحت سيطرته ووصايته، ورفض أن يسمح لهذا البلد الصغير بمساحته الكبير بأبنائه وطموحهم وفكرهم وطاقاتهم، أن يسمح لهذا البلد بالتنفس. والآن ونحن ننظر إلى الوراء والأمام، ندرك أن ذاك النظام الذي تكَبَّر وتجبَّر على لبنان وقادته وشعبه، وقع في حفرة سبق أن حفرها لنفسه بيده». وخاطب اللبنانيين بالقول: «لا تخافوا ولا تجزعوا، لبنان باق والطغاة إلى زوال. لم ولن نوافق على القتال في سورية ولا يجوز للبنان واللبنانيين أن ينجرّوا إلى المشاركة في تلك الحرب بين النظام والشعب السوري، ولذا نقول للإخوة في «حزب الله» إن الانسحاب من القتال في سورية اليوم أفضل من الانسحاب غداً، اعتبِروا من التاريخ وتجاربه، ولن أزيد، فالمعاني واضحة، والإشارات بارزة على الطرق، فأي طريق تسلكون؟ عودوا إلى لبنان، إلى قراكم وبلداتكم لتنقذوا شباب لبنان من السقوط في الأتون والأهوال، لكي يعودوا فيساهموا في بناء بلدهم وحمايته، عودوا إلى مواطنيكم وشركائكم في الوطن، حيث إنكم في حاجة إليهم وهم أيضاً في حاجة إليكم اليوم أكثر من السابق. انسحبوا اليوم لكي تكسبوا الغد، وإلا فإن الخسارة واقعة بكم وبلبنان الوطن من دون شك». وأكد أن «الشعب اللبناني وجمهور المقاومة الذي قدّم التضحيات من أجل تحرير الأرض المحتلة في الجنوب يجب ألا يُقْحَم في معارك لا علاقة له بها، وشباب لبنان يجب ألا يُقتلوا في المكان الخطأ في مواجهة إخوان لهم من الشعب السوري». وشدد على «أننا لن نحيد عن لبنان الديموقراطي الحر السيد المستقل، ولن نقبل بغير الدولة المدنية التي تتصدى وتقاوم إسرائيل وأطماعها وعدوانها. لن نقبل بسيطرة سلاح الميليشيات، واصطناع سرايا للفتنة، وأعمال المقاولات الأمنية والعسكرية غب الطلب في لبنان وخارج لبنان، الموجهة والمطلوبة من خارج لبنان، ولن نقبل بممارسات الهيمنة والتفرقة». وذكّر السنيورة بأن «اللبنانيين راكموا عبر تاريخهم القديم والحديث تسويات ساعدتهم على تحصين العيش المشترك والواحد. ولهذا نحن متمسكون بكل إنجازات إجماعنا الوطني وبمقررات الحوار في المجلس النيابي وبإعلان بعبدا وبسياسة النأي بالنفس، ولن نتخلى عن مواجهتنا وتصدينا للعدو الإسرائيلي بكل الوسائل المشروعة، كما لن نتخلى عن حق دولتنا في السيادة على أرضها ومواطنيها». وختم قائلا: «جَمَعَنا لبنان الوطن والدولة والعيش المشترك والنضال من أجل الاستقلال والحرية، وجمعتنا دماء الشهداء وهموم المعذبين في لبنان وسورية وفلسطين. وسنظل على العهد دفاعاً عن لبنان وشعبه وقضيته المحقة». الامانة العامة واعتبر منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد في كلمة، «أن التاريخ يعمل لمصلحة الحرية وكرامة الإنسان في منطقتنا، ونؤمن أن واجب الأحرار الآن، وهنا، الصبر في التاريخ والصبر على التاريخ، يعني الثبات في المواقف والإصرار على العمل والمراجعة والمصارحة والارتقاء إلى مستوى التحديات المصيرية التي يواجهها لبنان». ولفت إلى أن اللبنانيين «ينظرون بعين القلق إلى وحدتنا وقد يشك كثر في قدرتنا على أن نكون أوفياء للبنان. هل أن 14 آذار لا تزال موحدة؟ وهل التباينات حول المقاربات السياسية هزت أركان اجتماعها؟ أقول إن ما يجمع 14 آذار أكثر مما يفرقها، وهي تكون موحدة أو لا تكون، تنتصر مجتمعة أو تسقط جميع مكوناتها متفرقة، هذا قانون وليس رأياً، هذه تجربة وليست رأياً، هذه خبرة، وإن التباين في الرأي والاجتهاد وتقدير المصلحة، حتى في احتساب بعض الخصوصيات، هو من طبيعة اتحادنا الديموقراطي الحر، ولا نحسد أحداً على ولي فقيه أو غير فقيه، فلا وجود لولي فقيه في 14 آذار، لا وجود لقائد أوحد يأمر فيطاع، نحن نحترم الخاص، لكننا لا نقبل أن يأكل الخاص المجال العام ل14 آذار، لذلك أقول إن 14 آذار محكومة بأن تكون أقوى بكثير من مشاركة أو عدم مشاركة في حكومة، أقوى بكثير من مقاربة قانون انتخابي، إنها قوية بأحزابها وشخصياتها، وهي قوية خصوصاً بكم أنتم جميعاً، أنتم الذين تواجهون عندما نتراجع وتوحدون عندما نتفرق». وأضاف قائلاً: «جمهور 14 آذار يقول لنا اتحدوا في وجه السلاح غير الشرعي ومَن يضع دفاتر شروط على بياننا الوزاري ورؤساء جمهوريتنا، اتحدوا في وجه الفتنة المتنقلة من منطقة إلى اخرى، واجعلوا من وحدتكم الوطنية السلاح الأقوى في وجه من يريد لنا الخوف والتهميش والذمية». وتابع قائلاً: «كونوا متيقظين واثبتوا على احترام المهل الدستورية والسير قدماً من أجل انتخاب رئيس للبلاد قادر على تطبيق الدستور واحترام الطائف وقرارات الشرعية الدولية ومنسجماً مع نظام المصلحة العربية. إن لهذا الاستحقاق أهمية كبيرة في عقد 14 آذار، لأنه حجر الزاوية في عملية استكمال الدولة، يقول شعب 14 آذار لا تيأسوا ولا تتراجعوا عن دعم الحق أينما كان، وكونوا إلى جانب المشردين والفقراء والهاربين من أنظمة الاستبداد وادعموا حركة الشعوب من أجل الحرية». وشدد على أن «لا علاج لأزمة أي طائفة في لبنان بمعزل عن حل وطني جامع، فلا أحد قادر على رفع الخوف عن الشيعة والقلق عند المسيحيين والإحساس بالظلم لدى السنة والخوف على الذات عند الدروز، إلا مشروع دولة مستقلة متحررة مدنية، سيدة على الجميع ولمصلحة الجميع». ودعا إلى الحفاظ «على إرث 14 آذار الوطني، نحن في لحظة يتقرر فيها مصيرنا ولفترة طويلة فلا تتلهوا بجنس الملائكة». «الكتائب » وقال عضو كتلة «الكتائب» النائب سامي الجميل باسم الحزب: «إنها المرة الأولى التي أقف فيها أمامك اليوم، ولا يمكنني أن أتذكر أن منذ 9 سنوات وقف أخي (الوزير الراحل بيار أمين الجميل) الوقفة نفسها. وكنت أفضل أن يقف هو مكاني، وأن يكون بيننا اليوم، ولكنه مثله مثل كل أحرار الأرز قدموا حياتهم لكي نبقى ويبقى لبنان. أريد أن أتذكر كل الشباب الذين وقفوا في وجه النظام السوري، وأسسوا لانتفاضة الاستقلال في 14 آذار 2005». وأكد أن «14 آذار بالنسبة إلينا ليست محوراً وليست تجمع أحزاب وتجمع شخصيات، بل هي استمرارية لنضال الشعب اللبناني لبناء دولة حرة ومستقلة، وهي ضمير وطني قاوم الاحتلال والنفي والسجن والسلاح والاعتداءات والاغتيالات، ولكن لا قائد أعلى لدينا، وأكيد كل واحد لديه رأيه لأننا عشنا أحراراً، وسنبقى كذلك». وقال: «نرى بعض التنازلات والأخطاء ويخيب أملنا، لكن معركتنا غير متكافئة، ومن الطبيعي ألا ننتصر في كل معاركنا». ورأى إن «حرص 14 آذار على السلم والدولة والشعب يمنعنا من اللجوء إلى الأساليب نفسها التي يلجأ إليها غيرنا. 14 آذار جعلت أملنا يخيب لأنها ترفض رد العنف بالعنف وفرض رأيها. وهي تريد لبنان لكل اللبنانيين، ولا تفرض وجهة نظرها على الآخرين، وحرصاً منا على السلم في لبنان وعلى الدولة وسلامة الشعب اللبناني نمتنع عن اللجوء إلى الأساليب التي لجأ غيرنا إليها». ولفت إلى أنه «ممنوع الاستسلام والحرب الأهلية، علينا أن نخوض جميع المعارك المتاحة للحفاظ على الدولة وسلامة لبنان. وكل المعارك المتاحة تحت سقف المؤسسات سنخوضها في المجلس النيابي». ورأى الجميل أن «مشكلتنا مع حزب الله أنه لم يقبل لعب اللعبة الديموقراطية والمؤسساتية، مشكلتنا معه انه خرج عن الدستور والقوانين. ونريد أن نحذف من البيان الوزاري الثلاثية المشؤومة، هذه الثلاثية التي أعطت شرعية لكيان مستقل عن الدولة يملك سلاحاً يمسك بخوانيق اللبنانيين». وقال: «حزب الله قرر الخروج عن قرار الدولة النأي بالنفس وشارك في الحرب السورية». وسأل: «لماذا لم يأت الانتحاريون إلى لبنان قبل مشاركة حزب الله في القتال في بسورية؟ لماذا لم يذهبوا إلى الأردن وتركيا؟ هل التهجم على المعتدلين يخفف التطرف؟ هل دعوة اللبنانيين إلى محاربة بعضهم في سورية يخفف التطرف؟. وهل إسقاط حكومة (الرئيس سعد) الحريري ونفيه إلى باريس يخفف من التطرف؟ هل تجويع اللبنانيين يخفف من التطرف؟». وسأل: «هل من المعقول في سنة 2014 الضاحية الجنوبية تحمي نفسها باكياس رمل، هل عدنا الى العام 1975؟». وأضاف: «قيل في الإعلام إننا نتشاجر حول كلمة والحكومة والدولة وقفت على كلمة؟ لكن أحداً لم ينتبه أن هذه الكلمة التي نقف عليها هي كلمة «الدولة». يرفضون الدولة ومرجعيتها ودورها فهل مطلوب منا التنازل عن الدولة. قد نتنازل ونقبل بكل شيء لأنه يهمنا وجود حكومة تهتم بشؤون اللبنانيين لكن لن نتنازل عن كلمة دولة لأن الدولة لكل اللبنانيين ونريد مقاومة بإشراف الدولة. طالما الدولة سيدة وحرة لديها كل القدرة أن ترعى أي مقاومة لأراضيها وهذا ما نطالب به». وأشار إلى أن «حزب الله لا يستوعب أن الدولة هي المكان الذي نلتقيه فيه لنقرر سوية، وعندما يرفض الدولة يرفض الشراكة معنا وأن يجلس معنا، نتمنى أن نأخذ كل القرارات سوية لأن الدولة لنا جميعاً»، مؤكداً أن «لا مفر من عودة حزب الله إلى لبنان ولبنانيته وإلى سقف الدولة وشركائه في الوطن، وحزب الله والمجتمع الشيعي لن يبقيا خارج إطار الدولة والشباب الذين يموتون في أرض غريبة من أجل نظام ديكتاتوري لن يبقى أهلهم صامتين، ولا بد من أن يعودوا إلى ربوع الدولة». «القوات اللبنانية» ورأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في كلمة عبر الشاشة، «أن تحقيق أهداف ثورة الأرز يوجب على فريقنا السيادي في 14 آذار السعي لتبوّء كل المراكز الرسمية في الدولة بكل تصميم وجدية وشفافية، وفي طليعتها رئاسة الجمهورية، التي هي رأس السلطة ورمز الدولة في لبنان، عبر ترشيح وإيصال شخصيةٍ سيادية صلبة مناضلة من صفوفه إلى سدة الرئاسة»، مشيراً إلى «أن مهمّة 14 آذار الأساسية حالياً تكمن في بلوغها سدة الرئاسة، بغية تصحيح مسار الأحداث، وانتشال لبنان من واقعه المرير، وإقامة الدولة المنشودة». وردّ جعجع على القائلين «إن انتخاب رئيس قوي ممكن أن يهدد الاستقرار في هذه المرحلة» بالقول: «إن الرئيس القوي هو الضمانة الوحيدة للاستقرار الفعلي والمستدام، لأنّه سيعكف منذ اللحظة الأولى لانتخابه على قيام دولة قوية، والرئيس القوي هو الوحيد القادر على رعاية الحلول الكبيرة والمستدامة وليس مجرّد إدارة الأزمة وإطالة أمدها». وسأل: «من هو مرشّح 14 آذار؟ والجواب سهل جدّاً: كل مرشحي 14 آذار هم مرشحونا جميعاً، ومن الطبيعي أن يتقدّم مرشح على آخر تبعاً لحجم تمثيله وقدرته على مواجهة الواقع القائم. هذه هي الديموقراطية، والروح الموضوعية. وإذا لم تنجح قوى 14 آذار في هذا الامتحان داخل بيتها، فكيف ستنجح فيه على مستوى الوطن ككل؟». وأكد «أن نجاح أي فردٍ من 14 آذار بالوصول إلى موقع الرئاسة انتصارٌ لكل واحدٍ منا، كما أن إخفاق 14 آذار في تحقيق ذلك هو بدوره إخفاقٌ لكل واحدٍ منّا». وفي الشأن الحكومي، اعتبر جعجع «أن مشكلتنا مع الحكومة الحالية تتعلق بوجود تناقض بنيوي بين مشروعين اجتمعا تحت سقفها: مشروع الدولة ومشروع الدويلة. واحدٌ من ذهب والآخر من خشب، عارضْنا تشكيل حكومة تناقضات على هذا الشكل من الأساس، لأننا أردنا ألا يختفي الذهب خلف الخشب فتضيع قيمته، بل أن يبقى الذهب ذهباً ويبان الخشب ويتأكّد خشباً»، مشيراً إلى أن «الخلاف حول البيان الوزاري، ليس مسألة تشاطر لفظي أو اختلاف في الصياغة الإنشائية، وإنما هو انعكاسٌ طبيعي لهذا التناقض بين المشروعين، فالمشروع الذهبي يسعى إلى إعادة القرار السياسي والعسكري إلى الدولة بمفردها، أما المشروع الخشبي فيسعى إلى انتزاع القرار السياسي والعسكري منها أكثر فأكثر». وعن الحق في المقاومة قال: «باطلة كل مقاومة تكون خارج إطار الدولة وقرارها وسلاحها. ما يسعى إليه «حزب الله» ليس أن يكون جزءاً من الدولة، وإنما أن تُصبح الدولة برمّتها جزءاً منه، وهذا ما هو فاعله منذ سنوات طويلة وحتّى الساعة، وهذا ما سنواجهه حتى قيام الساعة». وعن مشاركة «حزب الله» بالحرب في سورية «تحت حجة محاربته للتكفيريين»، أشار جعجع إلى «أن حزب الله لم يستشر اللبنانيين عندما تورّط في سورية، لكن ارتكاباته تجعلهم يتحمّلون تبعات هذا التورّط. لا يمكن حزب الله أن يستمر بهذا التورط ويطلب بعدها من اللبنانيين تكوين «صحوات» للدفاع عنه. لا يمكن حزب الله أن يذهب إلى مقاتلة السوريين ثمّ يأتي إلى اللبنانيين ويحاول إقناعهم بأنّ السوريين سيهاجمونهم بكل الأحوال، بحجة وجود التكفيريين». وقال: «حزب الله يُهلل للتكفيريين الفعليين عندما يكونون في خدمة الديكتاتوريين، ولكنه يُكفّر المعتدلين ويُعاملهم كتكفيريين عندما يكونون ضدّ الديكتاتوريين وفي خدمة الديموقراطية وحق الشعوب في تقرير مصيرها. أن الحركات التكفيرية موجودةٌ في المنطقة والعالم منذ عشرات السنوات، ومع ذلك فإنها لم تنفذ عملية انتحارية واحدة على الأراضي اللبنانية إلاّ بعد تورّط حزب الله في سورية. فكفى غشّاً». وقال: «يتعامل نظام بشار الأسد مع التكفيريين فوق الطاولة وتحتها، بينما الممكلة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وأكثرية دول مجلس التعاون الخليجي تضعها على لائحة الإرهاب». وشدد على أن «الإرهابيين الأساسيين والأصيلين هم شبكة سماحة- المملوك، وهم الذين فبركوا شريط التكفيري الوهمي أبو عدس، وهم الذين وضعوا المداميك الأولى لتنظيم «داعش»، وهم الذين اضطهدوا مسيحيي لبنان ومسلميه على مدى 4 عقودٍ... وما زالوا، والذين رعوا عشرات السنوات خلايا التكفيريين وأمّنوا لهم الملاذ الآمن والطعام والشراب والتدريب والتجهيز، وأرسلوهم لممارسة الإرهاب في أماكن بعيدة ليستعملوهم في ما بعد عملة مقايضة مع الغرب». وتوجّه جعجع إلى شابّات «ثورة الأرز» وشبانها بالقول: «لا تلينوا ولا تقبلوا إلاّ برئيس للجمهورية قوي من صلب الحركة الاستقلالية وثورة الأرز، ومن صلب 14 آذار. لا تتهاونوا ولا ترضوا برئيس تسوية يريدونه ضعيفاً طيّعاً، يساوم ولا يقاوم، يتراجع ولا يواجه، يكرّس لبنان جمهورية ضعيفة مترهّلة تفتقر لدولة فعلية». وخاطب «اللبنانيين والرفاق في ثورة الأرز» بالقول: «أشعر بما تشعرون، عانينا من الحروب والاحتلالات وعدم الاستقرار على مدى عقود، تحملنا عبء الضائقة الاقتصادية، والحكم السيئ، وتفاهة بعض السياسيين وسفاهة بعضهم الآخر ووقاحة البعض الأخير. ضقنا ذَرعاً بترهيب السلاح يذلّ الشعب ويأخذ البلاد رهينة. ندرك أننا نعيش في دولةٍ شبه فاشلة، تفتقر للشروط الأساسية الدنيا لدولة ذات سيادة، ولا تتحمل مسؤولياتها تجاه مواطنيها. نعيش في دولةٍ تعجزُ عن فرضِ سلطتها وتعجزُ عن توفيرِ الخدمات العامة، بينما ينخرُ سوس الفساد جميعَ مؤسساتها. ننظر بقلق بالغ إلى تزايد التوتر المذهبي، نتألّم للجراح النازفة في طرابلس والضاحية وعرسال وبيروت وعكار والهرمل ومناطق أخرى من لبنان، نعيش في قلق دائم من التفجيرات والاغتيالات، ونشاهد بأسى وأسف وطناً ينهار أمام أعيننا. هذه المحنة المستمرة أنهكت البعض منّا، فبدأت تظهر عليه علامات التعب والإحباط إلى حدّ فقدان الثقة، وحتّى فقدان الأمل بلبنان. صحيح أنّ عذاباتنا لم تنتهِ بعد، لكننا لن نتعب، لن نتراجع، لن نرتاح، لن نهرب، لن نترك الساحة، لن نترك 14 آذار، لأنها ذخيرة الأجيال والأجداد والشهداء، لن نقبل بالمساومة على مبدأ، ولن نتنازل عن حق مهما غلت التضحيات».ً