عقدت مؤسَسة الفكر العربيّ بالتعاون مع جامعة الدول العربيّة ورشتي عمل، الأولى بعنوان «التكامل العربيّ: إشكاليات الهويّة العربيّة وتحديّاتها»، والثانية بعنوان «التكامل العربيّ: تجارب، وتحديّات، وآفاق»، وذلك في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة، تحضيراً للمؤتمر السنوي « فكر 14» الذي يحمل عنوان «التكامل العربي: تجارب، تحديات، وآفاق»، المقرَر عقده بين 6 و8 كانون الأول (ديسمبر) في القاهرة، وكجزء من الإعداد للتقرير العربيّ الثامن للتنمية الثقافيّة. شارك في الندوة الأولى محمد سامح عمر، سفير مصر لدى اليونسكو رئيس المجلس التنفيذي للمنظمة (مصر)، الدكتور عماد أبو غازي، أستاذ الوثائق في جامعة القاهرة (مصر)، الكاتب والباحث هشام جعفر (مصر)، الدكتورة نهى بكر، أستاذة العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في القاهرة (مصر)، الدكتور نبيل عبد الفتاح، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية (مصر)، الدكتور زياد دريس، المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى منظمة اليونسكو (المملكة العربية السعودية)، الكاتبة والصحافية والباحثة في شؤون مصر والشرق الأوسط وفاء صندي (المغرب)، الأكاديمية والكاتبة السياسية مرح البقاعي (سورية)، الدكتور وليد السيف، مستشار الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب (الكويت)، الدكتور يوسف الحسن، كاتب وباحث، سفير متقاعد (دولة الإمارات العربية المتحدة)، الفضل شلق، سياسي وكاتب (لبنان)، جميلة عيد الرويلي، ديبلوماسية في المندوبية الدائمة للمملكة العربية السعودية في جامعة الدول العربية (السعودية)، الدكتور محمد المعزوز، رئيس مركز شمال أفريقيا للسياسات (المغرب)، السفير أحمد إيهاب جمال الدين، سفير مصر لدى المغرب. ومثَل مؤسَسة الفكر العربيّ، المدير العام للمؤسّسة الدكتور هنري العويط، ومستشار رئيس المؤسّسة أحمد الغز، وتمثلت الجامعة العربية بالدكتور عبد اللطيف عبيد، الأمين العام المساعد ورئيس مركز جامعة الدول العربيّة في تونس. وقد تعرضت الورشة باستفاضة لمسألة الهوية العربية، والتحديات التي تواجهها اليوم على الصعيد الداخلي للبلدان العربية وما تشهده من أحداث تؤثر في تركيباتها الاجتماعية والسياسية، فضلاً عن التطورات الإقليمية والأحداث الدولية، وقد تمحور النقاش حول القضايا الآتية: -تعريف الهوية: لاحظ المشاركون أن تعريف الهوية يتسم بمقدار كبير من السيولة، ومن الإشكاليات التي تخص الموضوعات الحيوية المرتبطة بها، مثل اللغة، الثقافة، الدين، التاريخ... وفضلاً عن طابعها المركب، أكد المشاركون أن مفهوم الهوية يُعتبر موضوعاً دينامياً قابلاً للتكيف والانفتاح والتجدد أمام المستجدات الفكرية والسياسية. -قضية الهوية في إطارها المعولم: تمَ اعتبار إشكالية الهوية إشكالية كونية لا تقتصر على المنطقة العربية، وتشهد العوائق وتطورات في مختلف بلدان العالم. -الهويات الفرعية: يُعتبر بروز مطلب «الهويات الفرعية» ظاهرة عالمية يشهدها العالم العربي على نحو مختلف، ويقتضي منه التعامل معها وفقاً لمبدأ الشراكة، باعتبار تنوعها مصدراً للغنى، لا باعتبارها تهديداً أو مصدراً للقلق، ما يستدعي التصدي فوراً لخطابات وممارسات الإقصاء والتهميش. -الهوية من منظور علاقتها بالعروبة والإسلام: اتفق المشاركون على ضرورة التعامل مع قضية الهوية باعتبارها وعاء قادراً على استيعاب كل عناصرها ومكوناتها، في مركب تفاعلي جامع. -في تجديد فكرة العروبة: توافق المشاركون على أن هناك أربعة مرتكزات أساسية يجب العمل على تفعيلها وترسيخها ونشر مبادئها على أرض الواقع، وهي الديموقراطية، التعددية، التنمية، والحداثة التي ليست في خصومة مع التراث. -اعتبر المشاركون أن بناء نموذج جديد للعروبة يقتضي إشراك الشباب في اكتساب ثقافة الانتماء الوطني والهوية العربية وتجسيدها. الورشة الثانية وشارك في ورشة «الثقافات العربية في واقع وإقليم مضطرب: البحث عن أشكال للتكامل الصعب»، كل من الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة المصري السابق، الكاتب الليبي أحمد الفيتوري، الدكتور حيدر إبراهيم الباحث والأستاذ الجامعي في جامعة الخرطوم، والدكتور أحمد مجاهد الرئيس السابق لمجلس إدارة الهيئة العامة المصرية للكتاب، والدكتور الصادق الفقيه سفير السودان في عمّان والأمين العام السابق لمنتدى الفكر العربيّ، وداليا شمس رئيسة قسم الثقافة في صحيفة «الأهرام إبدو» المصرية، والدكتورة هالة أحمد فؤاد من قسم الفلسفة بكلية الآداب في جامعة القاهرة، وجميلة عيد الرويلي الديبلوماسية في المندوبية الدائمة للمملكة العربية السعودية في جامعة الدول العربيّة. شهدت الورشة مناقشات مستفيضة حول القضايا الرئيسة المرتبطة بواقع الثقافة العربية في ظلّ الظروف الراهنة التي تمرّ بها دول المنطقة، في ظل دخول عدد من الدول في أطوار من التفكّك والتداعي وعدم الاستقرار، في حين عانت دول ومجتمعات أخرى بدرجات مختلفة من عدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي والاقتصادي ومصادر تهديد متعددة على رأسها الإرهاب. وبعد تشخيص الحالات العربيّة، انتهت الورشة إلى صياغة التوصيات الآتية: -تفعيل دور جامعة الدول العربيّة والمنظّمة العربيّة للعلوم والثقافة (الألكسو) في دعم مشاريع الشراكة الثقافية وتوفير التمويل والموارد والخبرات، والسعي إلى تنفيذ بنود العقد العربيّ للتنمية الثقافية (2005-2015) الذى أقرّه وزراء الثقافة العرب في عمّان في 2002، وتطوير الخطّة الشاملة للثقافة العربيّة التي أعدتّها المنظّمة في فترة سابقة. -اتّخاذ الإجراءات اللازمة لتنسيق العمل بين المؤسّسات الحكوميّة والأهليّة المعنيّة بالعمل الثقافي في الدول العربيّة على مختلف المستويات. -تطوير العلاقات الثقافية بين دول المنطقة وبين أقاليمها الجيوسياسية والجيوثقافية المتقاربة، من خلال المؤسّسات الحكومية والأهلية. -العمل على تشجيع النشاطات الأدبيّة والفنيّة والإبداعيّة بكل أنواعها وأنماطها التي تبلور صيغاً تعاونية ذات طابع ثقافي جامع داخل الأقاليم العربية المختلفة، وعلى مستوى المنطقة العربيّة ككلّ. -إيلاء الثقافة والتعليم والفنون ما تستحقه من عناية واهتمام. -احترام التنوّع الثقافيّ العربيّ وحمايته باعتباره مكوّناً تاريخيّاً وأصيلاً للثقافة العربيّة. -الاهتمام باللغة العربيّة والحفاظ عليها وتعزيزها وتحديث مناهج تدريسها. -التنسيق بين الدول العربية على مستوى الحكومات وهيئات ومنظّمات المجتمع المدني للعمل على حماية التراث الأثري العريق الذى يتعرّض للتدمير والنهب.