طهران، موسكو، أنقرة، برلين - أ ب، رويترز، أ ف ب - هدد الغرب بفرض عقوبات جديدة على إيران، الأمر الذي لم تستبعده روسيا، بعد التقرير الذي أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية الخميس وأعربت فيه عن قلقها من احتمال كون طهران تطوّر قنبلة ذرية. لكن إيران اعتبرت ان التقرير تضمّن معلومات «مفبركة»، مؤكدة أنها لا تسعى الى إنتاج أسلحة ذرية. وعلى رغم حديث الغرب عن عقوبات، اعتبر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ان ثمة «قاعدة صلبة للديبلوماسية، ونعتقد بأن في إمكاننا مواصلة العمل على أساسها» لتسوية أزمة الملف النووي الإيراني. ونقلت صحيفة «حرييت» عن داود أوغلو قوله انه تحدث هاتفياً الى نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون، مشيراً الى ان «القنوات الديبلوماسية واسعة، وباب المناورة اتسع أيضاً». والتقى الوزير في أنقرة الخميس، وليام بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الأميركية. وقال وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيلله ان دولاً أوروبية تعمل لصوغ رد مشترك، بعد تقرير الوكالة، مضيفاً ان «لإيران الحق في استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية، ولكن لا حق لها في إنتاج أسلحة نووية». في الوقت ذاته، رأى اولريخ فيلهلم الناطق باسم المستشارة الألمانية انغيلا مركل ان «التحدي المستمر لقرارات الأممالمتحدة ومواصلة طهران سياسة نووية خطرة، يرغمان المجتمع الدولي على السعي الى فرض مزيد من العقوبات الشاملة». في باريس، قال الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان تقرير الوكالة الذرية «يؤكد في شكل دقيق مخاوف الأسرة الدولية البالغة الخطورة، ويثبت كم ان من الضروري التحرك في شكل حازم وعاجل، لمعالجة عدم تعاون إيران». وكان الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس قال: «في حال لم تتوصل إيران الى احترام تعهداتها الدولية، ستكون هناك عواقب». وفي موسكو، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: «نشعر بقلق شديد، ولا نستطيع أن نقبل برفض إيران التعاون مع الوكالة». وذكّر بأن «القيادة الإيرانية أخفت برنامجها النووي السري عن الوكالة الذرية 20 سنة، ولا أفهم سبب هذا التكتم». وزاد: «نحتاج الى معرفة كيفية وصول وثائق حول تكنولوجيا نووية عسكرية، الى إيران. نريد تفسيرات واضحة». اما الناطق باسم الخارجية الروسية اندريه نستيرينكو فدعا إيران إلى أن «تكون اكثر نشاطاً في تعاونها مع الوكالة، ومع الدول الست المشاركة في عملية التفاوض». ولم يستبعد «احتمال أن يبدأ» مجلس الأمن العمل لفرض عقوبات جديدة، «نظراً الى تطورات الموقف». تزامن ذلك مع تهديد وزير الدفاع الروسي اناتولي سرديوكوف بنشر صواريخ «اسكندر» في كالينينغراد، الجيب الروسي الواقع على أبواب الاتحاد الأوروبي، إذا ظهرت «تهديدات إضافية» لأمن روسيا، في إشارة الى الدرع الصاروخية التي تنوي الولاياتالمتحدة نشرها في شرق أوروبا، لمواجهة خطر الصواريخ الإيرانية. في المقابل، أكد المندوب الإيراني لدى الوكالة الذرية علي اصغر سلطانية ان الوثائق التي استندت اليها الوكالة، في تعليل اتهاماتها لإيران «تمت فبركتها من كل جانب ولا أساس لها». ورأى أن «القضية الآن محض سياسية، لأن كل المسائل العالقة سابقاً حُلت». في الوقت ذاته، قال مرشد الجمهورية علي خامنئي ان «اتهامات الغرب لا أساس لها، لأن معتقداتنا الدينية تمنعنا من استخدام أسلحة مماثلة نعتبرها محرّمة ونموذجاً لإبادة البشرية. لا نؤمن إطلاقاً بالسلاح الذري، ولا نسعى الى امتلاكه». وجاء تصريح خامنئي خلال رعايته تدشين مدمرة «جمران» المحلية الصنع، والتي اعتبرتها وسائل إعلام إيرانية «أعظم إنجاز دفاعي» لإيران، وسُلمت الى قوات البحرية في ميناء بندر عباس (جنوب)، عند مضيق هرمز. وعزا خامنئي «غضب المستكبرين من الجمهورية الإسلامية، الى انها منعتهم من نهب خيراتها وثرواتها، بعدما كانوا يعتبرون إيران قبل انتصار الثورة مائدة مفتوحة للنهب». وأشار الى «المزاعم الكاذبة للأميركيين ودول غربية، حول ممارسات إيرانية معادية للدول المجاورة»، قائلاً: «جيراننا يعلمون أيضاً ان هذه المزاعم كاذبة وان أميركا والكيان الصهيوني يحاولان من خلال بث هذه الخلافات، تحويل أنظار الأمة الإسلامية عن الأعداء الرئيسيين للعالم الإسلامي، أي أميركا وإسرائيل». وأضاف: «دول المنطقة شقيقة وجارة لنا، وفي إمكان دول الخليج الفارسي من خلال انتهاج سياسة جماعية حكيمة، ان تدير شؤون المنطقة لمصلحة شعوبها وبلدانها».