شدد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح آل طالب، على إعادة بناء الأمة ومراجعة حالها مع ربها، مشيراً إلى أنه كلما اشتدت الفتن وتلاحقت كلما اشتدت الحاجة إلى العبادة إذ ينشرح صدر المؤمن وقلبه ويحرسه الله من وسوسة الشياطين وإغوائهم، مبيناً أن العبادة هي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لأمته. وحذّر إمام وخطيب المسجد الحرام في خطبة الجمعة أمس من الخوض في الباطل واعتماد أخبار الفاسق والاتكاء على الحكايات والقصص الغريبة، فذلك شأن الجهلة والغوغاء، مطالباً بالتثبت من الأخبار، خصوصاً ما يتعلق بالدين. ودعا إلى الاهتمام بالدعاء والثبات والنصر والاستعاذة من الفتن، كما أن العلم النافع يميز به المسلم بين الحق والباطل حين تلتبس الأهواء. فيما حذّر إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ من خطورة الغش بشتى أنواعه وصوره على المجتمع الإسلامي، خصوصاً الغش في المعاملات المالية، مشدداً على أن الغش طريق موصل إلى سخط الجبار جلّ وعلا، ووسيلة إلى دخول النار، وسبب لحرمان البركة في هذه الدار، إذ عدّ أهل العلم الغش بسائر أنواعه من الكبائر، لنفي الإسلام عن من فعله. وأوضح أن من أعظم ما حاربه الشرع الغش بشتى أنواعه ومختلف صوره وفي جميع الميادين ومجالات الحياة كافة، وقال: «إن المتأمل في واقع بعض الناس اليوم يجد تفنناً في الغش وتحايلاً في التزوير والخداع مما لا يرضي الله جلّ وعلا ومما يخشى معه من عقوبات نازلة ومثلات واقعة». وأوضح أن الغش يدخل في مجالات كثيرة، منها الغش في النصيحة، والغش من الحكام للرعية، والغش في أمور الزواج والنكاح، ولكن أظهر صوره وأكثرها انتشاراً في مجتمعات المسلمين الغش في المعاملات المالية، فإن من الممارسات البعيدة عن شرع الله جلّ وعلا ما يُحدثه بعض الناس ببعض المتعاملين في المعاملات المالية بيعاً أو شراءً أو غيرهما من الغش الذي قاعدته إظهار ما ليس في باطن الأمر مما لو اطلع عليه المتعامل لا يرضى به ولا يبذل ماله فيه، وما يكون أيضاً من التصرفات مبنياً على الكذب وعدم البيان بحقيقة الحال، وما يكون فيه كتم ما لا يُحمد في السلع بشتى أنواعها كإخفاء العيوب. وأضاف أن من صور الغش كذلك «النجش» وهو الزيادة في ثمن السلعة، وهو لا يريد الشراء وإنما يُريد التغرير بالمشترين والحاضرين للسلعة، ويريد نفع البائع، إذ نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن النجش، وقال: «لا تناجشوا».