واصلت مرجعيات سياسية وروحية في الطائفة الشيعية في لبنان رفضها مشاركة لبنان في القمة العربية المقررة في ليبيا على خلفية إخفاء الإمام موسى الصدر وطلب القضاء اللبناني ملاحقة الرئيس معمر القذافي في هذه القضية عبر إصداره مذكرة توقيف غيابية بحقه، ولم توفر هذه المواقف الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى من الانتقاد. وتوجه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان في خطبة الجمعة إلى موسى الذي كان في زيارة للبنان وغادره امس، قائلاً: «كن للظالم خصماً وللمظلوم عوناً، فنحن نرحب بك في لبنان ولكننا نريد حلاً ايجابياً لقضية تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب وعباس بدر الدين، كما نطالبك بتوجيه سؤال إلى معمر القذافي عن مصير الإمام الصدر ورفيقيه الذين مر على خطفهم من النظام الليبي أكثر من 31 عاماً، فأين موقفك من هذه القضية؟ ولماذا لا تطالب القمة العربية بحل مشكلة الإمام الصدر ورفيقيه قبل مطالبتنا بالمشاركة؟ وأضاف: «ما دمتم مصرّين على نجاح هذه القمة فلا مانع لدينا أبداً من نجاحها، ولكن نطالبكم بالبحث في قضية الإمام الصدر التي لا تزال تراوح مكانها، إذ لم نسمع صوتاً عربياً وإسلامياً جدياً يضع حداً منصفاً لهذه القضية. نحن عرب أصحاء ونحن في لبنان نعود إلى عاملة في اليمن، فلماذا الاستهتار واللامبالاة ونصرة الظالم على المظلوم؟». وزاد قبلان في الخطبة التي نقلتها «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية: «إذا أراد لبنان أن يتخلى عن قضية الإمام الصدر ورفيقيه وأرادت الحكومة أن تتخلى عن أكبر فئة من اللبنانيين فلتفعل، ونحن لن نتصدى لها، ولكن لن نقول لها بأمان الله. ونذكر الجميع بأن الإمام الصدر لم يكن للشيعة فقط، فهو لكل اللبنانيين». وأكد ان «ذهاب لبنان إلى القمة العربية نكبة وكارثة، ويحمله مسؤولية أمام الله والتاريخ، وذهاب سورية مصيبة عظمى، وعلى العرب القيام بواجباتهم والشرط الوحيد لمشاركة لبنان في القمة، مهما يكن مستوى التمثيل، هو أن تبحث قضية الإمام الصدر في الجلسة الافتتاحية العلنية». ودعا عضو كتلة «التحرير والتنمية» النيابية علي خريس الدولة الى «عدم المشاركة في القمة العربية»، مستغرباً كلام موسى عن ضرورة مشاركة لبنان. وقال: «ألم يسمع السيد عمرو موسى ان النظام الليبي وحاكمه معمر القذافي هو المسؤول عن جريمة إخفاء الإمام موسى الصدر الذي كان يعمل ويسعى دائماً الى جمع كلمة العرب؟». وأكد «ان البلد الذي يحترم سيادته وقياداته لا يترك قضاياه»، داعياً موسى الى «مراجعة موضوعية قبل تنصيّب نفسه ناطقاً باسم لبنان». وانتقد النائب السابق حسن يعقوب تصريحات موسى مذكراً «كل من يتناسى قضية تغييب الإمام الصدر ورفيقيه بأن هذه القضية هي قدسنا، وفلسطيننا، وانها اكبر القضايا العربية والاسلامية والانسانية».