طهران، موسكو، باريس، برلين – أ ب، رويترز، أ ف ب – أكدت إيران ان التقرير الذي أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية الخميس الماضي، وأعربت فيه عن قلقها من احتمال كون طهران تطوّر قنبلة ذرية، «لا أساس له»، فيما أبدى الغرب وروسيا قلقهما، وحضّا إيران على التعاون مع الوكالة، تحت طائلة فرض عقوبات إضافية عليها. وقال مرشد الجمهورية علي خامنئي ان «بعض المسؤولين الغربيين والأميركيين كرروا في الآونة الأخيرة، تصريحات بالية وسخيفة تفيد بأن ايران تسعى الى صنع أسلحة نووية»، مضيفاً ان «اتهامات الغرب لا أساس لها من الصحة، لأن معتقداتنا الدينية تمنعنا من استخدام أسلحة مماثلة. إننا لا نؤمن إطلاقاً بالسلاح الذري، ولا نسعى الى امتلاكه». وجاء تصريح خامنئي خلال رعايته تدشين مدمرة «جمران» الاستراتيجية وهي الأولى من إنتاج محلي، وسُلمت للبحرية الإيرانية في ميناء بندر عباس عند مضيق هرمز. وأفادت قناة «برس تي في» بأن «جمران» التي تزن اكثر من 1500 طناً ويبلغ طولها 90 متراً، هي «مدمرة متعددة المهمات يمكن ان تبلغ سرعتها 30 عقدة ويمكنها ان تقل طاقماً من 120 الى 140 شخصاً، الى جانب أنواع عدة من الصواريخ المضادة للسفن وصواريخ أرض - جو، ومزودة بجسر للمروحيات». وتابعت ان السفينة مزودة أيضاً بصواريخ بعيدة المدى وطوربيدات ومدفعيات بحرية حديثة ورادارات حديثة وقدرات حربية إلكترونية. واعتبرت وسائل إعلام إيرانية هذه المدمرة «أعظم إنجاز دفاعي للبلاد»، مشيرة الى بناء مدمرة ثانية. وأشار المندوب الإيراني لدى الوكالة الذرية علي اصغر سلطانية الى الوثائق التي استندت اليها الوكالة، في تعليل اتهاماتها لإيران، قائلاًً: «قلت مراراً انهم حين اطلعونا على هذه الوثائق، لم تكن اي منها سرية او ممهورة بدمغة السرية». وأضاف: «من هنا يثبت ان جميع المستندات تمت فبركتها من كل جانب ولا اساس لها ولا صلاحية لها على الإطلاق». واعتبر ان «قضية الدراسات العسكرية المزعومة اختُلقت لاحقاً لإطالة امد التشكيك بالطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني»، مشدداً على ان «القضية الآن سياسية محض، لأن جميع المسائل العالقة سابقاً حُلت». لكن سلطانية اعتبر أيضاً ان المدير العام للوكالة يوكيا أمانو «أكد في تقريره ان النشاطات النووية الإيرانية سلمية، وانه لم يتم تحوير المواد والبرنامج (النووي الإيراني) لأغراض عسكرية». وكان تقرير الوكالة وهو الأول لأمانو بعد تسلمه منصبه، أكد ان ايران خصبت يورانيوم بنسبة 20 في المئة قبل وصول مفتشي الوكالة الى منشأة ناتانز، مضيفاً ان ايران نقلت 1.95 طناً من مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب، من اصل نحو طنين، الى ناتانز. وأشار التقرير الى إن إيران زادت مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب 250 كلغ ليصل إلى 2.06 طن منذ تشرين الثاني (نوفمبر)، وهذا يكفي لصنع قنبلة أو قنبلتين إذا خُصب بنسبة 90 في المئة. ولفت التقرير للمرة الأولى، الى ان «المعلومات التي تمتلكها الوكالة تثير مخاوف من احتمال وجود نشاطات، في السابق او راهناً، غير معلن عنها في شأن تطوير شحنة نووية يمكن تحميلها على صاروخ». في موسكو، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: «نشعر بقلق شديد، ولا نستطيع أن نقبل رفض إيران التعاون مع الوكالة». اما الناطق باسم الخارجية الروسية اندريه نستيرينكو فقال ان «على طهران ان تكون اكثر نشاطاً في تعاونها مع الوكالة، وان توسع ذلك»، مضيفاً ان «المجتمع الدولي في حاجة للتأكد من الطابع السلمي» لبرنامجها النووي. واشار الى أن «مجلس الأمن لا يعمل الآن على إعداد مشروع قرار حول فرض عقوبات جديدة على إيران، لكننا لم نستبعد تماماً احتمال أن يبدأ العمل في هذا الاتجاه، نظراً الى تطورات الموقف الراهن». وفي باريس، قال الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان «هذا التقرير يؤكد في شكل دقيق مخاوف الأسرة الدولية البالغة الخطورة، ويثبت كم ان من الضروري التحرك في شكل حازم وعاجل، لمعالجة عدم تعاون ايران». في الوقت ذاته، قال اولريخ فيلهلم الناطق باسم المستشارة الألمانية انغيلا مركل ان «التحدي المستمر لقرارات الأممالمتحدة ومواصلة طهران لسياسة نووية خطرة، يرغمان المجتمع الدولي على السعي الى فرض مزيد من العقوبات الشاملة». وشدد على أن مركل ما زالت «تمد يدها» لإيران، مجدداً «استبعاد حل عسكري». وكان الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس اعتبر ان «التقرير يظهر ان ايران فشلت في احترام تعهداتها الدولية»، مضيفاً: «قلنا في استمرار انه في حال لم تتوصل إيران الى احترام تعهداتها الدولية، ستكون هناك عواقب».