تؤكد سليمة محمد علي التي فقدت ولدين ووالدهما في أعمال العنف في محافظة ديالى، عزوف النساء والأرامل، خصوصاً عن المشاركة في الانتخابات المقرر اجراؤها في السابع من آذار (مارس) المقبل، «بسبب الوعود التي كان قطعها من سبقهم (السياسيين الحاليين) بإنقاذهن من مأساتهن». وتقول إن «المرشحين لا يدركون معاناتنا ومأساتنا إلا في الأوقات الحرجة والدعاية الانتخابية». من جهته، يعزو المحامي سعد عبدالحميد الجميلي الذي يتولى عدداً من القضايا الخاصة بالملكية لأسر مهجرة في تصريح إلى «الحياة»، سبب عزوف غالبية موكلاته، خصوصاً من فقدن أزواجهن في الحرب الأهلية، عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، إلى «تجاهل ممثلي المدينة أو القوى السياسية معاناتهن، اضافة الى التنصل من وعود قطعوها في السابق بإنقاذهن من محنهن». ويشير الجميلي الى «لجوء غالبية الناخبين من الأسر المعدمة الى الأحزاب لتأكيد وعودهم قبل الانتخابات وتذكيرهم بالإيفاء بها». ويتابع أن «العوز والفقر والسكن الذي أصبح أزمة خطيرة بالنسبة الى كثير من الأسر المترملة صار الهاجس الأكثر قلقاً بالنسبة إلى هذه الأسر التي وجدت الحرمان والتجاهل حقيقة عليهم تقبلها». وتقول سميرة محمد من أهالي الخالص إن «نساء ديالى دفعن ثمن الاضطراب الأمني وما زلن، فيما تكمم الأعراف الاجتماعية أفواههن وتمنعهن على الأقل من إعالة أسرهن بعد وفاة الزوج أو المعيل». وتكمل أن «نساء ديالى منكوبات بما للكلمة من معنى، ومن العبث اليوم أن يتوجه الجميع اليهن للمشاركة في الانتخابات». وفيما يسود اعتقاد راسخ لدى كثير من معوقي الحرب الأهلية والهجمات المسلحة بأنهم ضحية «سياسات طائشة» لأحزاب وشخصيات، إلا أن الحاج سلمان الزكم الذي فقد ساقه في تفجير عبوة العام الماضي يؤكد أن «المشاركة في الانتخابات ضرورة على العراقيين عدم تفويتها حفاظاً على ديمومة الاستقرار الأمني الذي عاد مجدداً الى غالبية الأحياء والمناطق بعد الحرب الطائفية». وعلى رغم أن «كثيراً من فقراء ديالى اصطدموا بتجاهل الشخصيات السياسية أوضاع الفقراء واليتامى الذين كان لهم دور أيضاً في الترويج لدعاياتهم الانتخابية عبر توزيع بطاقات الدعاية الانتخابية في الأسواق والكراجات في مقابل مبالغ مالية زهيدة»، فإن ذلك لم يمنع استقطاب الأطفال المعدمين للمشاركة في الحملات الدعائية. وينتشر عشرات الصبية في أسواق بعقوبة وكراجات النقل حاملين بطاقات تدعو المواطنين الى التصويت لمرشحين عن احزاب وائتلافات سياسية، فيما كتب أصحاب المحال لافتات تدعو فيها المرشحين الى عدم لصق دعاياتهم على جدران منازلهم ومحالهم.