رفع الرئيس الأميركي باراك أوباما سقف التحدي أمام العملاق الصيني أمس بلقائه الزعيم الروحي للتيبت الدالاي لاما في البيت الأبيض، ليزيد بذلك من حدة التشنج في العلاقات بين البلدين وينذر بمرحلة من شد الحبال بينهما في مسائل التبادل التجاري وتشديد العقوبات على ايران، وسياسات شرق آسيا. ورأى مراقبون في اللقاء محاولة لممارسة ضغوط على الحكومة الصينية و»لاحتواء الفوقية» في أداء بكين في ملفات ساخنة مثل ايران والتبادل التجاري ومكافحة التغير المناخي. وجاء اللقاء بين الدالاي لاما وأوباما للمرة الأولى في البيت الأبيض ليعكس التحول في سياسة الادارة الأميركية حيال المارد الصيني، بعد عام من الانفتاح والتقارب بين البلدين انتهى من دون تحقيق النتائج التي أملت بها واشنطن. اذ بعد رفض أوباما لقاء الدالاي لاما العام الفائت وزيارته المحورية للصين وعقد الاجتماعات الأرفع بين الطرفين منذ 1979، جاء تصادم القوتين في مؤتمر كوبنهاغن حول التغير المناخي، ومعارضة بكين فرض عقوبات أقسى على طهران، الى جانب المنافسة الاقتصادية ورفض بكين رفع سعر الين مقابل تشدد أميركي وفرض ضرائب على الحديد المستورد، وبعدها تهديد عملاق الانترنت «غوغل» بسحب عقوده من الصين بسبب الرقابة، ليطلق مرحلة من التشنج بينهما. وبلقائه الدالاي يتبع أوباما خطى أسلافه بيل كلينتون وجورج بوش الأب وبوش الابن، كأداة ضغط أخرى لتعديل السياسات الصينية. وفي الاطار نفسه كانت صفقة الأسلحة لتايوان التي تبلغ قيمتها 6.4 بلايين دولار، الى جانب استعداد الرئيس الأميركي لاطلاق سياسات حمائية وزيادة الرسوم الجمركية على بعض البضائع الصينية لتخفيض الدين الأميركي للصين الذي بلغ 229 بليون دولار في 2009. ورغم ذلك سعت واشنطن الى التخفيف من حدة السجال، وأكد مسؤول في البيت الابيض ل «الحياة» أن «العلاقة بين الصين والولايات المتحدة لا تختصر بمسألة واحدة». واضاف «بيننا خلافات، لكننا سنعمل بشكل مشترك على قضايا دولية واقليمية مثل التعافي الاقتصادي، كبح الانتشار النووي، والتغيير المناخي لأن هذا في مصلحتنا المشتركة».