سيشهد معهد «إيماجين» الباريسي الذي يقوم بأعمال خيرية خاصة بالأطفال المرضى، مساء الخميس، مناسبة تجمع نشاطه التقليدي في صالح الصغار والفن التشكيلي، من خلال أعمال فنية فريدة من نوعها ومتوافرة في نسخة واحدة أصلية فقط. وستُعرض للبيع في المزاد العلني لإتمام تمويل الوحدة المفتوحة حديثاً في مستشفى «نيكير» للأطفال، لتعيين 850 طبيباً بهدف إجراء ما لا يقل عن 32 ألف كشف طبي سنوياً على صغار مصابين بأمراض مستعصية. ويقف وراء هذه المبادرة الفرنسي الجزائري كامل منور (50 سنة)، صاحب قاعة المعارض الباريسية التي تحمل اسمه، والتي تتوسط شارع سانت أندريه ديزار في قلب الحي اللاتيني. ولا يشبه مشوار منور ما يتوقعه المرء من رجل يملك قاعة فنية باريسية راقية يعرض فيها التحف المصوّرة والمرسومة والمنحوتة القيّمة. فالرجل بدأ حياته المهنية من دون أن يملك ثروة شخصية، وبدأ باستئجار أحد المحلات الصغيرة في الحي اللاتيني نفسه، الأمر الذي سمح له بممارسة النشاط الذي طالما حلم به، وهو ترويج الأعمال الفنية العائدة إلى فنانين مبتدئين موهوبين جديرين بالاهتمام، لكن يعجزون بسبب قلة شهرتهم عن عرض أعمالهم في القاعات المرموقة. ويعترف منور بالدور الأساسي الذي لعبته زوجته وأم أولاده الخمسة في مساندته وتشجيعه على الاستمرار، وعلى وضع شجاعته وشهامته «العربية» فوق كل الاعتبارات حتى لا يتنازل لا عن أهدافه ولا عن المبادئ التي طالما رافقته في حياته. وهكذا، استطاع منور بعد سنوات أن يفتح قاعة، هي تلك التي يملكها حالياً، وهي كبيرة وتستقبل عدداً كبيراً من الأعمال الفنية وتعرضها في شكل يليق بها أمام الزوار. وراح منور يتخذ مبادرة تأسيس معهد «إيماجين» متولياً إدارته ومباشرة الأعمال الخيرية المتعلّقة بجمع التبرعات في صالح الأطفال المرضى، ذلك أنه شخصياً عانى من مرض في صغره وشفي منه. وفي ما يتعلق بسهرة الخميس، فقد أطلق عليها منور «سهرة الأبطال» (هيروز)، مشيراً بهذه الطريقة إلى الصغار الشجعان الذين يعانون من المرض والابتسامة تزيّن وجوههم. ومن بين الفنانين الذين وافقوا على المشاركة في المناسبة بأعمالهم: أنيش كابور ودانيال بورين وكلود ليفيك.