يشغل الجلد ما يقرب مترين مربّعين من الجسم البشري، وتتراوح كثافته بين نصف مليمتر (الجفون) و 4 مليمتر في اسفل الرجلين. وفي قاعة «الباب» في متحف الفن المصري الحديث، يعرض لنا فنانون مكسيكيون ثلاثة هم بدرو اسكابا، فرانسيكو موراليس، ريكاردو بينتو، لوحات تشكيلية حول معنى الجلد وحواجزه الشعرية، بهدف استكشاف الحواجز التصورية للجلد بطريقة عميقة وحميمة وجماعية في آن واحد. وذلك في معرض بعنوان «الظاهر – الباطن: الاقتراب من الجلد». وأنجز الفنانون الثلاثة لوحاتهم في إطار واحد من حيث المقاس(155م × 155 سم) بهدف انتاج عمل متكامل يشبه أعمال الفسيفساء، مكون من 18 قطعة. فى لوحاته يتجه بدرو اسكابا نحو تنظيم وتجميع العناصر التي تشكل جزءاً من كل. كما أن النماذج التي تتكرر في أعماله تعطي انطباعاً بالحركة، حيث تكتسب الخطوط ديناميكية خاصة وهندسية. أعماله تبدأ من اللعبة الحسابية حتى الرسم البياني لعمليات جينية أو بيولوجية، يمكن ربطها بعلامات على الجلد. أصبح الجلد موضوعاً أساسياً في إبداعات فرانسيسكو موراليس الذي درس استخدام المواد ذات الكثافة، والنحت وتقنياته في مدرسة الفنون الجميلة في بيرنا في سويسرا. التكرار والتكدس والتركيز على الخطوط في أعماله، لم يهدف إلى إحداث تأثير نظري أو جمالي محدّد، إنما الى إحداث حال من التراكيب المعمارية التي يترتب عليها إزعاج وتجاوز الطبقة الأولى التي تكسو أجسادنا. ويشارك موراليس بطريقة متوازية كرسام في العديد من المعارض الفردية والجماعية والبيناليات، فى سويسرا وإسبانيا وبلجيكا وإيطاليا والمكسيك وفرنسا والنمسا والإكوادور. ومنذ ظهور الرسومات ثنائية الأبعاد أتيحت الفرصة لتجربة الأفكار الخفية والتصرفات في المادة. ومن تلك التصرفات ينشأ التوازي مع الجلد بهدف الوصول الى الماضي القريب له. وتعد عملية تقشير الجلد التي تمثل طبقة الأدمة الأصلية «النسيج» من المجالات التي يسعى الفنانون الثلاثة إلى استكشافها من خلال اتساعه ومرونته. وهو ما يسعى إليه ريكاردو بينتو بتحديد الهدف الثنائي الأبعاد من خلال المقارنة بين الماضي المتعدد للجلد من خلال عملية الرسم، ومن ناحية أخرى يزرع جلوداً، بعد ذلك يسترد بطريقة تركيبية معمارية ممتلكاته واصلاً إياها مع الطبقات النهائية للجلد.