أفضت استثمارات صناديق التحوط في الأسواق الناشئة إلى تحوّل ملحوظ، محققة أرباحاً ضخمة خلال العام الماضي، على عكس نتائج عام 2008، إذ مُنيت بخسائر كبيرة. وأظهر مؤشر «أش أف آر أي» للأسواق الناشئة تسجيل أرباح بلغت نسبتها 4.4 في المئة. وأشارت بيانات شركة «بحوث صندوق التحوط»، إلى أن العائد «ضاعف أرباح صناديق التحوط، وكان الفضل في بلوغ هذا المعدل المرتفع لصناديق الاستثمار الناشئة في روسيا وأميركا اللاتينية وآسيا». وازدادت الأصول المستثمرة في صناديق التحوط في الأسواق الناشئة 25 بليون دولار عام 2009 ، لتتجاوز قيمتها 93 بليوناً. ورجّحت الأرباح الناتجة من الأداء البالغة قيمتها 34.3 بليون دولار، كفّة المكاسب حتى بعدما سحب مستثمرون 8.5 بليون دولار. وكانت قيمة السحوبات كبيرة جداً في النصف الأول من العام، واعتدلت خلال النصف الثاني وانتهت بربح ضئيل بلغ 400 مليون دولار في الربع الأخير. وعلى رغم الأرباح الكبيرة المحققة العام الماضي، لم يقترب أداء صناديق التحوط للأسواق الناشئة حتى من ذروة أدائها السابق، ولا يزال يتطلب ربحاً يعادل 14.6 في المئة من مرحلة نهاية العام، حتى يتخلص كلياً من الانخفاض البالغة نسبته 39.8 في المئة وبدأ في الربع الأخير من عام 2007. وحققت صناديق الأسواق الناشئة أداءً إيجابياً على مدى عشرة أشهر متتالية حتى نهاية عام 2009، تبعه انكسار لخط الأداء بحلول كانون الثاني (يناير) الماضي، عندما تكبّدت خسارة بلغت نسبتها 1.24 في المئة. وبدأ التوتر المحيط بأخطار الائتمان السيادية يتزايد في الربع الأخير من العام الماضي، واستمر في الارتفاع في الشهر الأول من هذه السنة، ما ساهم في تقلب أسعار العملات والبضائع، والأملاك في الأسواق الناشئة. وازداد عدد صناديق الأسواق الناشئة في الصين وروسيا والهند وأستراليا، بينما استمر تراجع عددها في الولاياتالمتحدة وبريطانيا. وحققت صناديق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ربحاً يعادل 28.3 في المئة ليكون الأفضل منذ العام 2005. وتدير المنطقة 2,5 في المئة من رأس المال الكلي لصناديق التحوط في الأسواق الناشئة. وبلغ العائد في أميركا الجنوبية 41.6 في المئة، مدفوعاً بأداء مرتفع لصناديق حساسة للسلع والتعدين. ويوجه أكثر من 100 صندوق نشاطاته الاستثمارية العالمية بتركيز خاص على أميركا اللاتينية، بما يوازي 12.3 بليون دولار من رأس المال المستثمر. وسجّل مؤشر الصناديق في روسيا وأوروبا الشرقية أرباحاً توازي 51.4 في المئة، ويوجه أكثر من 160 صندوقاً استثماراته إلى روسيا وأوروبا الشرقية، ويوجد أكثر من 6 في المئة من صناديق الأسواق الناشئة في روسيا. ويستثمر 470 صندوقاً في آسيا الناشئة ويحقق 50.4 في المئة أرباحاً.