يعقد وزراء نفط الدول الخليجية، بعد غد، اجتماعاً سنوياً في قطر في أول لقاء للمنتجين ذوي الثقل في السوق منذ موجة الهبوط الأخيرة لأسعار النفط. غير أن جدول أعمال اجتماع دول مجلس التعاون لا يتضمن هبوط الأسعار إلا أن اللقاء سيكون فرصة لأن يستعرض وزراء النفط آراءهم في شأن السوق. وستتركز الأنظار خصوصاً على تعليقات وزير النفط السعودي، علي النعيمي، الذي لم يدل بأي تصريح في شأن الأسعار منذ 18 حزيران (يونيو) حين كان سعر النفط يتجاوز 63 دولاراً للبرميل. وأدت موجة الهبوط الأخيرة إلى زيادة دعوات بعض أعضاء «أوبك» إلى عقد اجتماع طارئ للمنظمة. والتزم صنّاع السياسة في الدول الخليجية الأعضاء في المنظمة الصمت الإعلامي منذ اجتماعهم الأخير في حزيران. وكتبت وزارة النفط الكويتية في بيان على موقع «تويتر»: «يُعد اجتماع الدوحة محورياً نظراً الى ما تمر به صناعة البترول العالمية من تقلبات والدفع باتجاه الاستقرار». وكان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو قال السبت الماضي إنه اقترح على أمير قطر عقد قمة لرؤساء دول «أوبك» لتعزيز أسعار النفط. إلى ذلك، رأى الرئيس التنفيذي لشركة النفط الروسية «روسنفت»، إيغور سيتشين، خلال ملتقى للمتعاملين في السلع الأولية تنظمه صحيفة «فايننشال تايمز» في سنغافورة، أن «العصر الذهبي» لدول «أوبك» الذي تحافظ فيه على توازن أسواق النفط انتهى حين قررت المجموعة عدم خفض الإنتاج في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي لوقف تهاوي الأسعار. وفي الأسواق، واصلت أسعار النفط اتجاهها النزولي مع انخفاض الأسهم الصينية وارتفاع الدولار ومخاوف في شأن تخمة المعروض العالمي. وساهمت عطلة عيد العمال الأميركي في الإبقاء على التداولات عند مستويات هزيلة. ونزل سعر مزيج «برنت» الخام في عقود تشرين الأول (أكتوبر) 60 سنتاً إلى 49.01 دولار للبرميل. وانخفض سعر الخام الأميركي في عقود الشهر ذاته 45 سنتاً إلى 45.60 دولار للبرميل. من جهة أخرى، أفاد مسؤول في شركة «الخليج العربي للنفط» (أجوكو) في ليبيا بأن متوسط إنتاج الشركة من عملياتها النفطية يبلغ 225 ألف برميل يومياً على رغم استمرار توقف حقلي النافورة والبيضاء عن العمل. وأشار مصدر في القطاع إلى أن ميناء الزويتينة ما زال مغلقا بسبب عدم وصول النفط من الحقول. غير أن ميناء الحريقة يعمل بشكل طبيعي حيث حُمّلت ناقلة بمليون برميل أول من أمس في الميناء بينما يتم تحميل أخرى ب600 ألف برميل في ميناء البريقة النفطي وفق مسؤولين في المرفأين. إلى ذلك، تبدو مبيعات إيران من النفط متجهة لتسجيل أدنى مستوى في ستة أشهر في أيلول (سبتمبر) بانخفاض 16 في المئة مقارنة بآب (أغسطس)، وتُظهر بيانات تحميل ناقلات النفط أن طهران تبذل جهدها لتعزيز صادرات الخام. وتظهر جداول آب وأيلول أن واردات النفط من المشترين الرئيسيين في آسيا مرشحة للتراجع للشهر الثاني على التوالي بسبب تراجع موسمي في الطلب في نهاية الصيف حيث ستشتري الصين أقل كمية لها من الخام الإيراني في نحو سنة. كما تقلل كوريا الجنوبية حمولاتها من إيران في أيلول بأكثر من 50 في المئة إلى 81 ألف برميل يومياً مقابل 175 ألفاً في الشهر السابق. وأظهرت بيانات من شركة النفط الوطنية الكورية أن سيول اشترت 611 ألف برميل من النفط الخام لتعزيز احتياطها الإستراتيجي هذه السنة وصل منها 511 ألف برميل في نهاية حزيران بينما ستصل الكمية المتبقية في موعد أقصاه نهاية تشرين الأول. ومن العراق، أعلن إقليم كردستان أنه خصص 75 مليون دولار من إيرادات مبيعاته المباشرة من النفط الخام لثلاث شركات نفط عالمية تعطلت مستحقاتها بسبب نزاع بين أربيل وبغداد. وستحصل شركتا «جينيل إنرجي» و «دي إن أو» على 30 مليون دولار بينما ستحصل «غلف كيستون» على 15 مليوناً. وفي بريطانيا أعلنت هيئة النفط والغاز الجديدة أن قطاع نفط وغاز بحر الشمال استغنى عن أكثر من خمسة آلاف وظيفة منذ أواخر العام الماضي، وذلك في عرضها إحصاءً رسمياً لتراجع الوظائف الناجم عن هبوط بدأ قبل سنة في أسعار النفط.