في النزال الجديد بين النصر والهلال مساء اليوم، تتجدد الأماني وتكثر التطلعات، مباراة لا تقبل التعادل الذي سيطر على المباراة السابقة، لا بد من فائز وهنا ستظهر الإثارة بكل تأكيد، اليوم لا أحد يستطيع أن يؤكد من سيفوز، على رغم أن هناك فائزاً وآخر خاسر، وهذا التباين من مصلحة المباراة فنياً، فليس هناك أعذار وإن ظهرت تلك الأعذار بعد المباراة فهي لتخفيف وطأة الخسارة، فيمكن للهلال أن يخسر من أي فريق، لكنه لن يقبل الخسارة من النصر، والنصر بالطبع يريد أن لا يخسر من الهلال الذي فعلها هذا الموسم عندما أخرجه من كأس ولي العهد، والنصراويون وهم المعنيون بالأمر أكثر من غيرهم يريدون أن تتوقف معاناتهم مع الهلال التي أصبحت في كفة الهلال في المواسم الماضية، فالفروقات بين النصر والهلال ليست بتلك الكبيرة التي يحاول بعض الهلاليين الترويج لها، انها فروقات لا تمنح الهلال الفرص الأكيدة في تجاوز النصر بدءاً من هذا المساء وإن كانت الكفة ورقياً تميل لهم، ما سيحدث على أرض الملعب هو الفارق الذي سيسجل للفائز من خلال حضور اللاعبين وسيعهم للكسب والرغبة في تجاوز المنافس والتقليل من الأخطاء. فنياً هناك نقاط ضعف في الهلال، لكنها أكثر وضوحاً في النصر، ومتى ما ُسد الخلل فإن الموازين الفنية ستُقلب لمصلحة من يستغلها، هذا هو الفارق الفني بعيداً عن مقولة الهلال قوي والنصر ضعيف، فيجب أن لا ننسى أنها مباراة تنافسية مباراة جيران أو دربي معتبر، وهذا الأمر لا يمكن أن نعتمد فيه على القياس الفني المسبق على الإطلاق، فالقياس الفني باعتبار أن الهلال القوي والنصر الضعيف أن ينهي الأول الشوط الأول بفارق مريح من الأهداف ويبدأ في الاستعداد للمباراة التالية كما يفعل مع بقية الفرق الأضعف منه، التحليلات التي تقدم عادة قبل المباراة هي مجرد أماني وتطلعات ورغبة ملحة في الفوز من دون اعتبار للفريق المقابل، لا تصدقوا أن محللاً ما يظهر على التلفزيون ليزف فريقاً على آخر إلا من خلال خيال يتبادر إليه من تلك الرغبة التي تجتاحه. المباراة داخل الملعب هي التي تحدد من سيتأهل ومن سيفوز في المباراة بناء على ما سيظهره كل فريق، فهناك أمور لا يمكن أن تكون في الحسبان ولا يمكن إخضاعها للتحليل أو التنظير، فطرد لاعب مهم وركيزة في المباراة قد يؤثر في عطاء الفريق، وبخلاف الطرد يمكن أن يصاب، مثل ما حدث للفريدي في المباراة السابقة، ومسألة التسليم بفوز فريق هي مجرد ضرب من الخيال، وحتى المسألة الفنية التي يتعذر بها البعض لا نجد فيها تلك الفروقات التي تجعلنا أن نسلم بوجود فائز وخاسر قبل أن ينتهي اللقاء، والمباراة السابقة التي وضُع فيها الهلال في مكانة مغايرة للواقع والركود إلى فوزه وبفارق كبير عاش الهلال فيها وطأة الخسارة كل دقائق المباراة، بل إن قناة الزعيم نقلت في برنامج لها حالة الجمهور الهلالي وهو يتابع المباراة السابقة لكونه حضر إلى المباراة بعد أن زف له الإعلام فوز الهلال وبفارق كبير، بل إن كل توقعات الجماهير الهلالية كانت تشير إلى فوز الهلال بفارق تجاوز الثلاثة أهداف، حتى أن أحد الجماهير الهلالية صدق التحليل «الأعور»، فعندما سجل الهلال هدف التعادل في الوقت القاتل من المباراة قال للمذيع إن الهدف الثاني والثالث في الطريق. أود أن أوكد في مجمل هذا الأمر أن ما يتردد من توقعات وتحليلات، خصوصاً لمباراة تجمع النصر بالهلال هو أمر لا يخرج من التمنيات والتطلعات، أما الواقع فلا يوجد من يعطينا اليقين، وهذا باختصار ما ستكون عليه المباراة هذا المساء، وبعد النتيجة يمكن أن ننظر بما شاهدناه. سليمان الجمهور [email protected]