تزايد القلق في الفترة الأخيرة من تأثير قلة نوم الأطباء المتدربين على أدائهم لعملهم. وفي الغالب، لن يشعر كثير من الناس بالاطمئنان إذا علموا أن الطبيب الموكل إجراء عمليتهم الجراحية أمضى الليلة السابقة ساهراً في إجراء عملية أخرى، إذ تصور أذهانهم سيناريوهات مختلفة عن الأخطاء التي قد يرتكبها بسبب الإنهاك، ليدفعوا هم ثمنها. ولمعرفة مدى صحة تأثير قلة نوم الأطباء على نتائج عملياتهم، أجرى البروفيسور المساعد في جامعة «ماوتن سيناي»، اناند غوفينداراجان، دراسة نشرتها «مجلة نيو انغلند» الطبية، الأربعاء الماضي، تبحث في هذا الشأن. وجمع غوفينداراجان وفريقه بيانات طبية شملت 40 ألف مريض في كندا، أجروا 12 نوعاً من العمليات الجراحية غير الطارئة، على يد طبيب قام بعملية في الليلة السابقة، ما بين منتصف الليل والسابعة صباحاً. وطابق العلماء بين كل مريض من هذه المجموعة مع مريض من مجموعة أخرى تشمل 20 ألف شخصاً أُجريت له العملية نفسها، ولكن على يد طبيب لم يكن يعمل في الليلة السابقة. ونقل موقع جامعة «هارفارد» الطبية الأميركية، أن نتائج عمليات المرضى في كلا المجموعتين كانت جيدة، ولم يلاحظ وجود فرق كبير بينهما في ما يتعلق بنسب الوفيات أو إعادة إدخال المرضى في المستشفى أو تعرضهم إلى مضاعفات. وتُطمئن نتائج الدراسة المرضى القلقين من أن يؤثر عمل أطبائهم المتواصل سلباً على مجرى عملياتهم الجراحية، بينما تنبه صناع القرار إلى أن وضع لوائح تتعلق بساعات العمل المتواصلة للأطباء قد لا يعزز فاعلية الأداء، بل يمكنه أن يزيد من التكاليف. وكان عدد من المستشفيات الأميركية فرض حداً معيناً لعدد ساعات العمل المتواصلة التي يمكن أن يمضيها الطبيب المتدرب في المستشفى، ما أثار تساؤلات حول ما إذا كان تقليل ساعات عمل المتدربين قد يحد من اكتسابهم خبرات عملية تمكنهم من أداء عملهم بصورة أفضل.