تواصل تدفق المهاجرين على ألمانيا أمس، ووصلت آلاف منهم إلى ميونيخ في قطارات خاصة آتية من بودابست عبر النمسا. ويأتي تدفق المهاجرين لليوم الثاني على التوالي، بعد فتح الحدود أمامهم في هنغاريا، في ظل أسوأ أزمة من نوعها تواجه أوروبا منذ الحروب في يوغوسلافيا السابقة في تسعينات القرن الماضي. وقال الناطق باسم الشرطة في ميونيخ توماس بومان: «كان لدينا 6800 مهاجر في المحطة أمس (السبت)، ومنذ منتصف الليل وصل 1200 آخرون بين ذلك الوقت والساعة الثامنة هذا الصباح (امس). نحن نحصي الأعداد نفسها من الناس التي تصل خلال النهار. لا نعتقد أننا سننجز اليوم نفس العدد مثل أمس لكننا مستعدون لذلك على أي حال». واعرب بومان عن أمله في الاعتماد على ولايات اتحادية ألمانية أخرى في استيعاب المهاجرين، وأن يكون بإمكانهم التوجه مباشرة بالقطارات إلى ولايات أخرى وأن يتم توزيعهم هناك». وفتحت ألمانيا حدودها أمام المهاجرين السبت بعد وصولهم مجهدين من هنغاريا التي حاولت حكومتها منعهم من الدخول لكن أعدادهم الكبيرة حالت دون ذلك. وخرج الرجال والنساء من القطارات في ألمانيا يحمل بعضهم أطفالاً وعلى وجوههم ابتسامة ولوحوا بأيديهم. وقال مهاجر: «شكراً لدولتكم ولاهتمامكم بهذا الشعب». وقال مهاجر آخر بعد أن اجتمع شمل أسرته: «نشكركم من أعماق قلوبنا في ألمانيا. الألمان قلبهم كبير إذ استقبلونا». وبدا الأطفال مرتبكين وقد أمسكوا بلعبهم فيما أعاد المهاجرون تجميع أنفسهم في مجموعات قبل أن يستقلوا قطارات أخرى وباصات إلى مراكز إيواء أقيمت في أنحاء البلاد. الكنيسة في الفاتيكان، دعا البابا فرنسيس أمس، كل أسقفية وجماعة دينية في أوروبا إلى إيواء عائلة من المهاجرين في بادرة تضامن قال إنها ستبدأ من الفاتيكان. وقال البابا بعد عظة الأحد المعتادة: «أناشد الأبرشيات والجماعات الدينية والأديرة والملاجئ في كل أوروبا، أن تستضيف عائلة من اللاجئين». وتشمل دعوة البابا عشرات الآلاف من الأبرشيات الكاثوليكية في أوروبا بعد أن بلغت أعداد اللاجئين الوافدين براً عبر البلقان وبحراً عبر المتوسط إلى إيطاليا واليونان، مستويات قياسية. وفي إيطاليا وحدها أكثر من 25 ألف أبرشية وأكثر من 12 ألفاً في ألمانيا التي يقصدها الكثير من السوريين الهاربين من الحرب الأهلية والمهاجرين الذين يبحثون عن ملاذ من الفقر والمعاناة في بلدانهم. وتعالى تصفيق الجمهور المحتشد في ساحة القديس بطرس فيما قال البابا وهو ابن مهاجرين إيطاليين إلى الأرجنتين إن «كل أسقفية وجماعة دينية ودير وملجأ في أوروبا يجب أن تؤوي أسرة واحدة». وأضاف البابا أن أبرشيتين في الفاتيكان ستؤويان عائلتين من اللاجئين في الأيام المقبلة. وكانت زيارة البابا الأولى بعد انتخابه، إلى جزيرة لامبيدوسا الإيطالية التي تقع بين صقلية وتونس ويصلها الكثير من المهاجرين بالقوارب. إنقاذ عشرات السوريين في قبرص، أعلنت السلطات أمس، أنها أنقذت أكثر من 100 لاجئ سوري من المتوسط بعدما تعطل مركبهم قبالة الساحل الجنوبي للجزيرة. وقال مصدر من مركز تنسيق عمليات الإنقاذ المشتركة انه تم إنقاذ 114 سورياً بينهم 54 امرأة وطفلاً، كانوا على متن مركب صيد آت من سورية وتعطل في وقت متأخر السبت على بعد 40 ميلاً بحرياً من ميناء لارنكا. وأشار المصدر إلى انه تم نقل جميع الركاب بأمان إلى شاطئ لارنكا ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات. ولم يتمكن المصدر من تقديم أي تفاصيل أخرى عن الحادث أو مصير اللاجئين الذين تم إنقاذهم. وأشارت السلطات إلى أنها تلقت إنذاراً مساء السبت بوجود «مركب صيد صغير تائه». وأعلنت الشرطة انه بعد عملية إغاثة مشتركة بين الشرطة والجيش، تم نقل الركاب إلى البر من دون أضرار. وليس واضحاً ما إذا كان هؤلاء السوريون يخططون للوصول إلى قبرص أو أنهم كانوا يأملون بالوصول إلى بلد أوروبي آخر. وأفادت صحيفة «فيليليفتيروس» المحلية، أن بعضاً من الركاب أوضح أنه دفع أكثر من أربعة آلاف دولار (3600 يورو) إلى أحد المهربين للذهاب «إلى أوروبا». وأكدت الصحيفة أن الشرطة استجوبت ثلاثة أشخاص يشتبه في انهم يتاجرون بالبشر، بينهم قبطان المركب. لكن الشرطة لم تتمكن من تأكيد هذه المعلومات. وقبرص هي إحدى دول الاتحاد الأوروبي الأقرب إلى الساحل السوري، إذ تبعد نحو مئة كيلومتر، إلا أنها لم تشهد تدفقاً ضخماً من هذا البلد الذي يشهد نزاعاً منذ العام 2011. وفاة رضيع في أثينا، أعلنت مصادر في الشرطة اليونانية أن رضيعاً لعائلة مهاجرين توفي بعيد وصوله إلى جزيرة أغاثونيتيسي اليونانية السبت، فيما جرت مواجهات بين الشرطة ولاجئين في مرفأ ليسبوس شرق بحر إيجة. وقال رئيس بلدية أغاثونيتيسي إيفانغيلوس كوتوروس لشبكة التلفزيون اليونانية العامة أن الرضيع البالغ من العمر شهرين توفي بعد ساعات على وصوله إلى الجزيرة قادماً من السواحل التركية القريبة. ولم تكشف السلطات أي تفاصيل عن هويته وأسباب وفاته. وفي ليسبوس شمالاً، في شرق بحر إيجة، تصدت قوات مكافحة الشغب بخراطيم المياه لآلاف اللاجئين الذين كانوا يحاولون تجاوز الحواجز مساء ليستقلوا سفينة تم استئجارها لنقل الوافدين إلى الجزيرة إلى أثينا، كما قال مصدر في الشرطة. وأضاف أن لاجئاً واحداً أصيب بجروح ونقل إلى المستشفى. وفي وقت سابق نهاراً، تظاهر آلاف اللاجئين والمهاجرين وهم يهتفون «لجوء لجوء» أمام مركز الاستقبال الرئيسي في الجزيرة احتجاجاً على بطء إجراءات التسجيل التي تؤخر نقلهم إلى أثينا. ورشق المتظاهرون رجال الشرطة بالحجارة. إلى ذلك، أعلن الجيش المصري إحباط محاولة هجرة غير شرعية ضمت 228 شخصاً في ثلاثة مراكب صيد في البحر المتوسط. وقال المتحدث باسم الجيش المصري في بيان على صفحته في «فيسبوك» إن وحدات القوات البحرية المصرية ضبطت ثلاثة مراكب صيد صغيرة أثناء إبحارها أمام ساحل الإسكندرية وعلى متنها 228 فرداً من جنسيات مختلفة أثناء محاولتهم الهجرة غير الشرعية خارج البلاد. وأشار الناطق العسكري إلى اعتقال «17 فرداً» من أطقم المراكب الثلاثة. واقتادت البحرية المصرية المراكب الثلاثة وأفراد طاقمها والركاب إلى قاعدة الاسكندرية البحرية. ونشر الجيش صوراً لأفراد معظمهم رجال أفارقة أثناء توقيفهم فوق قطعة بحرية عسكرية وأخرى في زورق بحري وثالثة في منطقة برية تبدو وكأنها مرسى سفن في ميناء. ويشهد البحر المتوسط موجة هجرة غير مسبوقة لمهاجرين معظمهم من دول تشهد صراعات في الشرق الأوسط مثل سورية والعراق وكذلك من دول أفريقية وخاصة في فصل الصيف حين يكون الجو مناسباً والبحر أقل اضطراباً. والقسم الأكبر ممن يصلون إلى أوروبا هم سوريون يفرون من الحرب في بلادهم. وأعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، أن أكثر من 300 ألف مهاجر ولاجئ عبروا المتوسط إلى أوروبا منذ بداية 2015، بينهم نحو 110 آلاف إلى إيطاليا والباقي إلى اليونان. ولقي حوالى 2500 مهاجر حتفهم خلال عبور البحر منذ بداية العام الحالي فقط. وتفيد المفوضية أن حوالى 3500 مهاجر ولاجئ قضوا أو فقدوا في المتوسط في 2014.