تسعى أجهزة الأمن السعودية لإزاحة الستار عن خلفيات هجوم «فاشل» نفذه فجر أمس، شاب سعودي على منشأة أمنية في مدينة بقيق (شرق السعودية)، ما أدى إلى مقتله، واستشهاد رجل أمن، وإصابة آخرين. وكشفت وزارة الداخلية السعودية أن اسم منفذ الهجوم نواف مناحي شبيب العتيبي. فيما علمت «الحياة» أن مجموعة أخرى ساندته في التخطيط والتنفيذ، وأن بعضهم في حوزة الأمن الآن. فيما يتواصل البحث عن الآخرين. وأبلغ إمام جامع الحي الذي يقطنه منفذ الهجوم العتيبي الصحيفة، أنه شاب «انطوائي» لم تعرف عنه ميول إرهابية، يعمل متدرباً في شركة «أرامكو السعودية»، التي التحق بها والده قبل أربعة عقود. ورجّح إمام جامع الحي الذي يقطنه أن يكون العتيبي (20 عاماً) تأثر بما يُبث في مواقع الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي. (للمزيد) وقال المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي، في تصريح صحافي: «إنه تم رصد أحد الأشخاص أثناء محاولته التسلل إلى أحد المواقع الأمنية في بقيق، وعند مباشرة رجال الأمن القبض عليه بادر بإطلاق النار باتجاههم ومحاولة الهرب والتحصن في مبنى قيد الإنشاء، إذ تمت محاصرته وتبادل إطلاق النار معه، ما نتج منه مقتله». وأوضح التركي أنه كان في حوزة الإرهابي العتيبي «سلاح رشاش، ومخزن ذخيرة حية». وأضاف: «نتج من تبادل إطلاق النار معه استشهاد الرقيب علي حبيب الحبيب، وإصابة اثنين من رجال الأمن إصابات غير مهددة للحياة، ونُقلا إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم». ونقل شهود عيان وقريبون من موقع الحدث ل«الحياة» أن «الإرهابي قام بإطلاق النار من سلاح رشاش كان يحمله، على بوابة مبنى المباحث، إلا أن الحراس بادلوه إطلاق النار، ما جعله يتجه إلى مبنى قيد الإنشاء، ويتحصن فيه». وعند الثالثة والربع فجراً حاصرت الأجهزة الأمنية الموقع، وتم تبادل إطلاق النار مع الإرهابي المتحصن، ما أسفر عن استشهاد الرقيب علي حبيب الحبيب، بعد إصابته بطلق ناري في الرأس. كما أصيب زميله حسن المطوع بطلق ناري في يده. إضافة إلى إصابة رجل أمن ثالث بطلق في كتفه. واستمر تبادل إطلاق النار بين الطرفين إلى نحو الخامسة فجراً، إذ تمكن رجال الأمن من قتل الإرهابي الذي حاول التسلل إلى خارج المبنى، متستراً بحشائش ونفايات تقع خلف المبنى. واقتحم رجال الأمن المبنى الذي كان يتحصن فيه، وفتشوه بشكل كامل، وأمنوه، ورفعوا الأدلة الجنائية. وفي الأحساء، تلقت أسرة الحبيب التعازي في الشهيد الرقيب علي الحبيب، الذي استشهد خلال التصدي للإرهابي. وأبلغ ذووه «الحياة» أن الحبيب، وهو أب لسبعة أبناء، كان يستعد للتوجه بعد أيام إلى مكةالمكرمة لأداء مناسك الحج. إلا أن رصاصة أصابته في رأسه أردته شهيداً. وأسدلت المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض، قبل أشهر، ملف محاكمة «خلية بقيق»، التي حاولت قبل تسعة أعوام تفجير مصفاة تكرير النفط في بقيق، إلا أن محاولتها باءت بالفشل، ما أدى إلى مقتل بعض المنفذين واستشهاد رجلي أمن. وحكمت المحكمة على أحد أفراد الخلية ب«القتل حداً». فيما راوحت أحكام السجن للبقية بين 5 و33 عاماً، والمنع من السفر مُدداً مماثلة.