كشفت وزارة الداخلية السعودية هوية الإرهابي الذي حاول فجر أمس، اقتحام موقع أمني في محافظة بقيق، إلا أن تصدي رجال الأمن حال دون نجاح العملية، التي أسفرت عن مقتله واستشهاد رجل أمن، إضافة إلى إصابة رجلي أمن آخرين، بإصابات وصفتها الوزارة بأنها «غير مهددة للحياة». وقال المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي، في تصريح صحافي: «إنه عند الثانية من بعد منتصف ليلة يوم (الجمعة) الموافق 20-11-1436ه، تم رصد أحد الأشخاص أثناء محاولته التسلل لأحد المواقع الأمنية في محافظة بقيق، وعند مباشرة رجال الأمن في القبض عليه بادر إلى إطلاق النار باتجاه رجال الأمن، ومحاولة الهرب، والتحصن في مبنى تحت الإنشاء، إذ تمت محاصرته وتبادل إطلاق النار معه، ما نتج منه مقتله». وأوضح التركي أن اسم الإرهابي «نواف مناحي شبيب العتيبي»، لافتاً إلى أنه كان في حوزته «سلاح رشاش، ومخزن ذخيرة حية». وأضاف: «نتج من تبادل إطلاق النار معه استشهاد الرقيب علي حبيب الحبيب، تغمده الله بواسع رحمته، وتقبله في الشهداء، وإصابة اثنين من رجال الأمن بإصابة غير مهددة للحياة، ونقلهما إلى المستشفى، لتلقي العلاج اللازم». واختتم المتحدث الأمني لوزارة الداخلية تصريحه بالقول: «باشرت الجهات الأمنية المختصة إجراءات التحقيق في الجريمة، لتحديد غايات الجاني، ومن سانده في ارتكابها». إلى ذلك، علمت «الحياة» أن «إرهابي بقيق» استعان بالظلام في تنفيذ مخططه، حين ترجل من مركبته قبيل الثالثة من فجر الجمعة، وهو أول أيام الإجازة الأسبوعية، لمدينة يعمل غالبية قاطنيها في شركات خاصة وقطاعات حكومية، محاولاً اقتحام مبنى المباحث العامة في محافظة بقيق. وبحسب ما جمعته «الحياة» من روايات شهود العيان وقريبين من موقع الحدث في حي النزهة غرب مدينة بقيق، وهو حي حديث العمران، يضم خليطاً من موظفي «أرامكو السعودية» ومنسوبي إدارات حكومية متفرقة، فإن «الإرهابي قام بإطلاق النار من سلاح رشاش كان يحمله، على بوابة مبنى المباحث، إلا أن الحراس بادلوه إطلاق النار، ما جعله يتجه إلى مبنى قيد الإنشاء، ويتحصن فيه». وعند الثالثة والربع فجراً، حاصرت الأجهزة الأمنية الموقع، وتم تبادل إطلاق النار مع الإرهابي المتحصن، ما أسفر عن استشهاد الرقيب علي حبيب الحبيب، بعد إصابته بطلق ناري في الرأس. كما أصيب زميله حسن المطوع بطلق ناري في يده. إضافة إلى إصابة رجل أمن ثالث بطلق في كتفه. واستمر تبادل إطلاق النار بين الطرفين إلى نحو الخامسة فجراً، إذ تمكن رجال الأمن من قتل الإرهابي، الذي حاول التسلل إلى خارج المبنى، متستراً بحشائش ونفايات تقع خلف المبنى. وقام رجال الأمن باقتحام المبنى الذي كان يتحصن فيه، وفتشوه بشكل كامل، وأمنوه، ورفعوا الأدلة الجنائية. إلى ذلك، تعرضت إحدى سيارات النظافة التابعة لشركة متعاقدة مع بلدية محافظة بقيق، لطلقات نارية أثناء أداء عملهم، إذ اخترقتها طلقة «طائشة»، بيد أنه نجا قائدها ومن كان فيها من الإصابة. واستقرت الرصاصة في أحد الإطارات الأمامية، ما جعل السائق يقف بالشاحنة، ويهرب هو ورفاقه راجلين، خوفاً من الإصابة بطلقة نارية أخرى. وقال علي المري، الذي يسكن في موقع قريب من مكان المواجهات: «خرجت من المنزل عندما سمعت بعض الأصوات الغريبة، وكان مصدرها مكان داخل الحارة التي نقطنها»، مضيفاً: «شاهدت الدوريات في كل مكان. وقررت حينها العودة إلى المنزل. وبعد لحظات سمعت طلقات نارية، فخرجت مسرعاً إلى خارج المنزل، وهنا توجهت لي دورية، وطلب مني من كان فيها الدخول إلى المنزل، وعدم الخروج»، لافتاً إلى أن ما جرى تسبب في «توتر أعصابي وأسرتي، من أصوات الطلقات النارية التي تبادلها رجال الأمن مع الإرهابي بشكل كثيف». على الصعيد الطبي، أوضحت مصادر في مستشفى بقيق العام أن «قسم الطوارئ في المستشفى استقبل عند الخامسة من صباح الجمعة، ثلاثة من رجال الأمن، وهم شهيد ومصابان، إضافة إلى جثة الإرهابي»، لافتة إلى عمل الإسعافات الأولية للمصابين، ومن ثم تحويلهم لمستشفى الدمام المركزي، لمتابعة علاجهم هناك. بدوره، نفى المتحدث باسم قوات أمن المنشآت المقدم خالد سعيد الزهراني، ما تردد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وعدد من المواقع الإلكترونية، عن مقتل إرهابي بعد الهجوم على منشأة أمنية في بقيق. وقال: «إن منشأة بقيق لم تتعرض لأية محاولة هجوم، وجميع المواقع التي نقوم بتأمين الحراسة لها آمنة بعون الله، ثم بجهود الرجال المخلصين، الذين يقومون على أمن وحراسة المنشآت النفطية والصناعية والحيوية على مدار الساعة». 5 متهمين بالتورط في الهجوم فيما أكدت مصادر مطلعة ل«الحياة» أن المتورطين في جريمة إطلاق النار على مركز أمني في محافظة بقيق (شرق السعودية) بلغ خمسة متهمين، تم القبض على اثنين منهم، أحدهما شقيق منفذ الهجوم، أكد المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي ل«الحياة» أمس، أن الجهات الأمنية تعمل حالياً للقبض على المشتبه بتورطهم في ارتكاب الجريمة، مؤكداً أن «الجريمة ارتكبها من تم التعامل معه في حينه، ولم يكن معه أحد». وأوضح التركي أن مرتكب الجريمة نواف مناحي العتيبي «ليس مطلوباً أمنياً. ولم يسبق للجهات الأمنية التعامل معه». وأوضحت مصادر مطلعة ل«الحياة» أن الجهات الأمنية اشتبهت بخمسة متهمين، تم القبض على اثنين منهم، أحدهم شقيق منفذ الهجوم. وقتل منفذ الجريمة، فيما لا يزال البحث متواصلاً عن اثنين آخرين في محافظة بقيق والمناطق المجاورة لها.