ركل لاعبو الهلال من على أطراف منطقة ال18 هجوماً، الكرة عرضياً في اتجاه المهاجمين 267 مرّة، لكنهم لم ينجحوا في استقبالها أكثر من 55. ونفّذ نيفيز والشلهوب والعابد وغيرهم 111 ضربة ركنية، لم يلمس منها الزملاء الكرة إلا في 22 مناسبة، بينما ذهب ما تبقى هدية للخصوم. هذه الأرقام، بحسب المحلل الكروي خالد الشنيف، هي محصلة الفريق حتى الجولة 17 في «دوري عبداللطيف جميل» الموسم الماضي، والتي لم يسجل الفريق خلالها أي هدف تمت صناعته من ركلة ثابتة. ومن يتابع الهلال في مباراته الأولى في الدوري الموسم الحالي أمام الوحدة، لن يفكر كثيراً ليعرف أن ذلك الأمر أصبح من الماضي، فلاعبو الفريق الأزرق تحصلوا في المباراة على عشر ضربات ركنية وصلت كلها إلى ذوي القمصان الزرق. يقول الهلاليون إن الفريق لم يكن قبل وصول المدرب اليوناني جيورجوس دونيس نهاية الموسم الماضي، بذلك القدر من السوء الذي يجعله خصماً سهلاً أمام الفرق، فهو لعب نهائي كأس ولي العهد وخسر، ولعب نهائي «القارة الصفراء» وقدم مستوى كان يكفي لأن يتوجه باللقب، لكن حكم شرقها كان له رأي آخر. الأرقام، لغتها أبلغ، وهي تقول إن الهلال مع دونيس، لعب في «دوري جميل» الموسم الماضي تسع مرات، فاز في سبع منها، وتعادل مرة وخسر مثلها. ولعب مع اليوناني في دور المجموعات من دوري أبطال آسيا خمس مباريات، فاز في ثلاث، خسر واحدة وتعادل مثلها. التقى الفريق في دور ال16 من البطولة الآسيوية بيروزي الإيراني، انهزم منه في طهران بهدف نظيف، لكنه عاد وسجل في مرمى خصمه ثلاثة أهداف في الرياض. وفي كأس الملك، لعب أربع مباريات، فاز بثلاث، تعادل في النهائي أمام النصر بهدف لمثله، احتكم الفريقان إلى ركلات جزاء، وحقق اللقب. عاد الهلال مطلع الموسم الحالي ليلتقي مع النادي العاصمي مرة أخرى في كأس السوبر السعودي، لكن في مكان مختلف هذه المرة، ملعب «لوفتس رود» الخاص بكوينز بارك رينجرز الإنكليزي في العاصمة لندن، يسجل البرازيلي كارلوس إدواردو هدف الفوز، ويحقق فريق دونيس اللقب. يحتل الهلال المركز الثالث في الدوري الموسم الحالي بعد لعبه مباراتين فاز فيهما، الأولى أمام الوحدة في الرياض بهدفين من دون مقابل، والثانية حل فيها ضيفاً على الفتح في الأحساء، تحصل على نقاطها بفوزه (2-1). استضاف «الفريق الأزرق» نظيره لخويا القطري في ذهاب الدور ربع النهائي من «أبطال آسيا» زار فيها مرمى الفريق الضيف أربع مرات، وتلقت شباكه هدفاً واحداً، في مباراة لم ينقص الهلال فيها إلا جمهوره، بسبب تعرضه إلى عقوبة تقضي بخوض مباراة من دون جمهور على أرضه، بعد «سوء سلوك جماهيري» في لقاء الإياب من دور ال16 أمام بيروزي الإيراني. في المجمل، لعب الفريق بقيادة دونيس على أرضه 12 مباراة، فاز ب11 وخسر واحدة، وحل ضيفاً في 12 مباراة فاز بسبع منها، خسر مرتين وتعادل في ثلاث. وكان فريقا السد القطري، بيروزي الإيراني، هما من خسر على أرضيها، فيما كانت الخسارة التي تلقاها على أرضه، أمام النصر في مباراة دورية الموسم الماضي. والتعادلات الثلاثة كانت مع النصر بهدف لمثله (نهائي كأس الملك في جدة)، فولاذ خوزستان بنتيجة سلبية في مدينة الأحواز والرائد في الدوري (1-1) في مباراة دورية على ملعب الأخير. نقاط عدة تميز الهلال مع دونيس، أهمها تطوّر أداء اللاعبين في الكرات الثابتة والعرضية، والأخيرة شهدت تفوق ظهيري الجنب، كذلك حسّن اليوناني انتشار اللاعبين وزاد من سرعته، وعالج الكثير من أخطاء الدفاع، والأخيرة تبدو واضحة في مشهد عجز كل الفرق التي واجهت «الأزرق» عن زيارة شباكه أكثر من مرة. وبحسب النقاد، فإن شخصية اليوناني القوية تتجلى في تجاهله أسماء اللاعبين أو حضورهم الجماهيري بدليل أن عبدالله الزوري الذي كان عنصراً ثابتاً في المواسم الماضية، غاب في المباريات الأربع الأولى هذا الموسم ولم يجد له مكاناً في القائمة الأساسية، وحلّ في مركزه ياسر الشهراني الذي ترك خانة الظهير الأيمن للشاب الآخر محمد البريك، بالإضافة إلى بعض الآراء التي تؤكد أن قرار إبعاد هداف الفريق الأول ناصر الشمراني عن القائمة الأساسية تعود إلى قناعات المدرب الفنية. ما تحقق تحت قيادة دونيس في الفترة الماضية، لن يكون ذا أهمية بالنسبة إلى «عشاق الأزرق»، مالم ينجح الفريق في تحقيق اللقب القاري، أو بطولة الدوري على أقل تقدير، لذلك فإن مسيرة المدرب المميز وعلاقته بالهلال لا تزال مرهونة بما ستؤول إليه المنافسات الصعبة في الفترة المقبلة.