ينفّذ سلاح الجو الإيراني مناورات اليوم، فيما تحدث «الحرس الثوري» عن «إغلاق كل طرق تنفّس القوى الكبرى»، معتبراً أن «كل القوى تبدو صغيرة أمام» طهران. في الوقت ذاته، نبّه رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني إلى أن لا «حلول رومانسية» للعلاقات مع الولاياتالمتحدة. وقال الجنرال علي رضا برخور، نائب قائد سلاح الجوّ في الجيش الإيراني، إن المناورات ستبدأ بمشاركة «كل أنواع المقاتلات والقاذفات»، مشيراً إلى أن هدفها «الارتقاء بمستوى مهارات القادة، وتحديث المنظومات واختبار الإنجازات الدفاعية لإيران وعرض اقتدارها». في غضون ذلك، انتقدت الناطقة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم تصريحاً لوزير الخارجية الأميركي جون كيري أفاد بأن طهران كانت على عتبة امتلاك قدرة صنع سلاح نووي. وقالت: «اعتاد المسؤولون الأميركيون أحياناً، بضغط من اللوبي الصهيوني، إطلاق تصريحات واهية ومبالغ فيها حول البرنامج النووي الإيراني. ما قيل إن إيران كانت على عتبة امتلاك قنبلة نووية، هو مجرد أكذوبة كبرى». وأكد رجل الدين المتشدد محمد خاتمي ضرورة أن يجتاز الاتفاق النووي المُبرم بين طهران والدول الست، «كل مراحله القانونية، بما في ذلك مصادقة المجلس الأعلى للأمن القومي ومجلس الشورى». وقال في خطبة صلاة الجمعة: «نص الاتفاق هو قضية شائكة، وما يتمخض عنه أهم من نص الاتفاق». ولفت إلى أن «المادة 77 من الدستور الإيراني حول المعاهدات والاتفاقات والمواثيق الدولية، تنص على ضرورة تصويت البرلمان على المعاهدات والاتفاقات». وأضاف: «سواء كان الاتفاق مُوقعاً أم لا، فإنه يفرض على إيران التزامات، بعضها يمتد إلى 10-15-20 سنة، وبعضها إلى 25 سنة، ومن هنا لا يمكن استبعاد مصادقة البرلمان». لاريجاني في نيويورك، اعتبر علي لاريجاني أن «تنفيذ الاتفاق النووي يشكّل معياراً لاختبار مدى التزام أميركا»، وزاد: «العقوبات يمكن أن تُفرض مجدداً، ولكن بالنسبة إلينا هذا ليس ممكناً. لا تمكننا العودة إلى الوضع السابق». وتحدث عن «مآخذ مهمة على الاتفاق»، لكنه استدرك أنه يوافق عليه «في شكل عام». وأشار إلى معارضة قوية للاتفاق في البرلمان الإيراني، وزاد: «هناك أشخاص وجدوا فيه أخطاء خطرة وضخمة». وسألت الإذاعة الرسمية الأميركية لاريجاني هل تمكنه دعوة أعضاء في الكونغرس الأميركي إلى زيارة طهران، فأجاب: «هذه الأمور تحتاج إلى درس على مستوى أعلى. إزالة مصادر قلق الشعب الإيراني في شأن التدخلات التاريخية الأميركية في شؤون بلدهم، لا يمكن أن تأتي عبر حلول رومانسية. إذا غيّر الأميركيون سلوكهم، يمكن طرح ذلك في إيران». ولمّح إلى تبادل لسجناء مع الولاياتالمتحدة، يتيح إطلاق مراسل صحيفة «واشنطن بوست» جيسون رضائيان وأميركيين آخرين تحتجزهم طهران. وقال: «هناك طرق عملية للإفراج عنهم. مثلاً هناك إيرانيون في السجن» في الولاياتالمتحدة. وتابع: «يمكن النظامين القضائيَّين في البلدين إيجاد إمكانات أخرى، وعلى القضاء (الإيراني) أن يقرر. في نهاية المطاف يمكن إيجاد حلول لقضايا مشابهة، وأعتقد بأن ساستكم يعرفون هذه الطرق». في الوقت ذاته، نقلت وكالة «رويترز» عن نائب إيراني بارز أن «جهوداً» تُبذل ل «تسوية» قضية رضائيان المُتهم بالتجسس. وأضاف: «لسنا مهتمين برؤيته في سجوننا، ولا نريده أن يبقى فيها. هناك جهود وآمل بأن تتيح حلّ المشكلة». «الحرس الثوري» في غضون ذلك، اعتبر الجنرال حسين سلامي، نائب قائد «الحرس الثوري»، أن «الشعوب الإسلامية لم تعد تنحني وتطأطئ رأسها أمام المسؤولين الأميركيين»، لافتاً إلى أن «زيارات الأميركيين باتت تتم من دون إعلان مسبق، والعالم الإسلامي لم يعد آمناً لهم». ورأى أن «سرّ عظمة الشعب الإيراني في النظام العالمي، يكمن في وجود نجوم مضيئة وساطعة في سمائه، تمكّنت أثناء مراحل الثورة والدفاع المقدس (الحرب مع العراق) من دفن سياسات أضخم إمبراطورية في التاريخ البشري». وأشار إلى «إغلاق كل طرق تنفّس القوى الكبرى»، معتبراً أن «القاعدة الشعبية للنظام باتت واسعة بحيث تبدو كل القوى صغيرة أمامها». إلى ذلك، أوردت مجلة «ساينس» العلمية الأميركية أن الاتفاق النووي سيتيح فتح صفحة جديدة للعلوم في إيران، مع رفع العقوبات التي كانت تعرقل القطاع. ونقلت عن وزير العلوم الإيراني محمد فرهادي قوله: «ندعو علماء العالم بأسره إلى إطلاق برامج تعاون مع باحثينا، إيران جاهزة». وفي إشارة كما يبدو إلى وضع طلاب أصوليين من ميليشيا «الباسيج» (متطوعي الحرس الثوري) لوحة معادية للولايات المتحدة على بوابة السفارة الأميركية السابقة في طهران، وإحراقهم أعلاماً أميركية وبريطانية وإسرائيلية، وجّه 600 أستاذ جامعي إيراني رسالة مفتوحة للرئيس حسن روحاني تطالبه بفرض «احترام الدول الأخرى ورموزها أثناء التجمّعات»، وب «تلطيف الجوّ خلالها، وفقاً للثقافة الوطنية الدينية في إيران». وأعرب هؤلاء عن أملهم ب «تجنّب هتافات لا تناسب ثقافتنا، في المساجد وخلال الصلوات والتجمّعات العامة». في واشنطن، ارتفع عدد الأعضاء الديموقراطيين في مجلس الشيوخ المؤيدين للاتفاق مع إيران، إلى 37، بعد إعلان السيناتورات كوري بوكر ومارك وارنر هايدي هايتكامب أنهم سيصوّتون لمصلحته.