فيما أضربت المدارس العربية «الأهلية» في إسرائيل عن التعليم أمس، لليوم الرابع على التوالي، تواصلت التظاهرات في البلدات المختلفة احتجاجاً على رفض الحكومة التراجع عن قرارها خفض الدعم الحكومي لهذه المدارس بنسبة كبيرة تهدِّد بإغلاق أبوابها. وكانت «لجنة أمناء المدارس الأهلية» أعلنت الإضراب المفتوح مع بدء السنة الدراسية في إسرائيل مطلع الشهر الجاري، احتجاجاً على خفض الموازنات الحكومية، ما عنى إغلاق 47 مدرسة وبقاء نحو 33 ألف طالب عربي في بيوتهم. وأجرى ممثلو اللجنة، بمشاركة النواب العرب، اتصالات مكثّفة مع الوزراء المعنيين لم تسفر عن حلّ. وأعلنت اللجنة أن البابا فرانسيس طرح موضوع المدارس الأهلية خلال لقائه الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريبلين، أول من أمس، في حاضرة الفاتيكان. وبعد تظاهرات في الناصرة وشفاعمرو والرملة وغيرها شارك فيها نواب من القائمة المشتركة، تظاهر أمس المئات من أهالي الطلاب في قلب مدينة حيفا، رافعين لافتات باللغتين العبرية والعربية تؤكد حق الطلاب العرب في اختيار مدارسهم، وتشيد بالدور التاريخي للمدارس الأهلية في حقل التربية والتعليم. وقال مطران الروم الكاثوليك في الجليل جورج بقعوني، في كلمته أمام المتظاهرين، أن «الرهبان والراهبات الذين أتوا الى هذه الأرض قبل قيام إسرائيل بسنوات كثيرة، أسسوا هذه المدارس التي خرّجت عشرات الآلاف من المثقفين والمتعلمين وأصحاب المراتب العليا... وكان ينبغي على وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية أن تشكر هذه المدارس وتكرّمها، لكنها تفعل العكس بسياستها الرامية إلى القضاء عليها». وأضاف: «المسؤولون الإسرائيليون يتحدثون عن العدالة وهم ليسوا بعادلين، ويتحدثون عن حقوق الإنسان لكنهم يميّزون. أين هي حقوق الإنسان، وأين هي المساواة، وأين هي حقوق المواطنين؟». وقال رئيس «القائمة المشتركة» النائب أيمن عودة، أن «هذه المدارس زرعت فينا قيم الأخلاق والمحبة والعلم، وزرعت بنا معنى الوحدة الوطنية، وزرعت كل ما هو خيّر وطيّب بنا، ولها فضل على شعبنا منذ مئات الأعوام». واستنكر رئيس بلدية حيفا الذي شارك في التظاهرة يونا ياهف، «المضايقات التي تتعرض لها المدارس الأهلية في البلاد، وهي الموجودة منذ أكثر من 150 عاماً وخرّجت أشخاصاً غير عاديين». وأعلن أنه يعتبر نفسه جزءاً من هذا النضال». ودعت «لجنة أمناء المدارس الأهلية» إلى تظاهرة احتجاجية واسعة غداً في القدس، يشارك فيها المطارنة والنواب العرب وذوو أهالي الطلاب. وتجتمع اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية اليوم، للتباحث في إجراءات تصعيد دعماً للمدارس الأهلية. وأعلنت «لجنة أولياء أمور الطلاب القطرية» الإضراب التضامني الاثنين المقبل، في جميع المدارس العربية في إسرائيل، تضامناً مع نضال المدارس الأهلية.