أصرت المعلمات والإداريات في إحدى مدارس مدينة الدمام على أن تكون أم مشاري أول ناخبة تسجل اسمها في قيد الناخبين، ضمن المركز الذي اتخذ من مدرستهن مقراً له. وأم مشاري «الستينية» ليست معلمة، ولا حتى إدارية في المدرسة، بل تعمل في وظيفة «مستخدمة». إلا أن «زميلاتها» المعلمات والإداريات قررن أن تسبقهن جميعاً إلى القيد، ليتوالى قيد أسمائهن. ولا يقتصر تفاعل المدرسة على عملية القيد، التي شاركت فيها جميع المعلمات والإداريات، بل شملت فعاليات عدة، حتى تحولت انتخابات المجالس البلدية في نسختها الثالثة، التي تشارك فيها المرأة للمرة الأولى ناخبة ومرشحة. ويشهد الطابور الصباحي، الذي يُستهل به اليوم الدراسي، أنشطة وفعاليات مُكثفة لترويج الانتخابات بين المعلمات والطالبات. وتكاد جميع الفقرات تتناول هذا الحدث. فيما استغلت المدرسة الشاشات الموجودة في الساحات لوضع مقاطع تتحدث عن الانتخابات، وربط ذلك بالحدث الوطني. وقالت المستخدمة أم مشاري ل«الحياة»: «أكملت بيانتي وأوراقي صباح أول يوم دراسي، الذي صادف اليوم الثاني لمرحلة تسجيل قيد الناخبين». وأضافت أم مشاري: «سجلت ناخبة في المدرسة التي أعمل بها أمام الطالبات والمعلمات في الطابور الصباحي، وذلك لتشجيعهن على التسجيل، وليقنعن أسرهن بالتسجيل»، مردفة : «لم أسجل كي انتخب، أو أصوّت لأحد من أقاربي، ولكنني اعتبرت ذلك واجباً وطنياً، أخدم فيه منطقتي ومدينتي. كما أسعى وأنا في هذا العمر للمشاركة في التغير والتطوير». وأوضحت مديرة المدرسة الثانوية رئيسة المركز الانتخابي عزيزة السعدي أنها متفائلة جداً بمشاركة المرأة في هذه الدورة الانتخابية، مرشحة وناخبة. وقالت ل«الحياة»: «أحببت أن تشارك طالباتي في الحدث، وأن يسجلن ضمن الناخبات إذا كن بلغن ال18، ويشجعن أسرهن على التسجيل أيضاً». ولفتت السعدي إلى عمل برنامج توعوي إذاعي عن الانتخابات البلدية، وطريقة التسجيل، والإجراءات، إضافة إلى الشروط. كما تم فتح مجال التسجيل أيضاً في فترة دوام المدرسة الرسمي صباحاً، إذ إن أعضاء المركز هن ذاتهن معلمات المدرسة. وأكدت تفاعل الطالبات مع التسجيل. إلى ذلك، استغلت مدارس ثانوية شاشات المدرسة الإعلانية والساحات لبث مقاطع وطنية، إضافة إلى تسجيلات مرئية توعوية عن الانتخابات البلدية. وتم ربط التسجيل والترشيح ب«خدمة الوطن». كما تفاعلت طالبات مع تصميم الصور الإرشادية والمقاطع المصورة.