كانت إدارة ريال مدريد الإسباني في طريقها لإيداع 30 مليون يورو في حسابات مانشستر يونايتد الإنكليزي المصرفية، وذلك نظير تنازل الأخير عن حارس «الماتادور»، إلا أن دقائق معدودة أفسدت الصفقة وألغت رحلة دي خيا إلى معقل رأسه. وأكملت إدارة مانشستر يونايتد إرسال الوثائق المطلوبة لإكمال انتقال دي خيا بعد لحظات من إغلاق باب الانتقالات الصيفية في إسبانيا، التي أقفلت الساعة ال10 مساءً بتوقيت غرينتش أول من أمس (الإثنين)، الأمر الذي دعا رابطة المحترفين رفضها لتعارضها مع لائحتها. هذا الخطأ والتقصير «المقصود» من إدارة «الشياطين الحمر» ربما يأتي كتوبيخ لإدارة النادي الإسباني التي ظلت تلاحق دي خيا سراً وعلانية، الأمر الذي قاد إدارة مانشستر للامتعاض والاحتجاج أكثر من مرة. وعاش المدريديون الأمل طوال صيفهم الهادئ، وكانت أخبار قدوم دي خيا كنسمة هواء باردة على جماهيره، قبل أن تتذوق حرارة الصفعة التي استقبلتها إدارة فريقهم بعد الفشل في جلب دي خيا، في الوقت الذي أقنعت فيها الحارس الأساسي الكوستاريكي كيلور نافاس بالرحيل إلى مانشستر يونايتد براتب سنوي مضاعف. ويعيش دي خيا (24 عاماً) الآن تحت رحمة مدربه الهولندي فان غال، الذي عرف بصرامته وكثرة صداماته مع اللاعبين، ومن المتوقع أن يبقى دي خيا بديلاً للحارس الأرجنتيني روميرو، الذي فضله فان غال على الحارس الإسباني. وينتظر دي خيا عاماً قاسياً في مانشستر، إذ يتعين عليه تمديد عقده الذي ينتهي الموسم المقبل ليضمن المشاركة الأساسية ويفتح صفحة جديدة مع أنصار «الشياطين» ويسلم من لذاعة لسان مدربه، الذي سيمارس الضغط على اللاعب، أم يضحي بكل ذلك ليرتدي قميص «الملكي» الموسم المقبل. وإن كان دي خيا محل اهتمام كبير لريال مدريد، فإن أنصار المدريدي الآخر أتلتيكو أشد حرصاً على عدم رؤيته في مدينتهم، خصوصاً وأنه نشأ وترعرع مع فريقهم، قبل أن يغادره إلى مانشستر 2011، حتى وصل الأمر ببعض أنصار «الأتليتي»، إلى إرسال تهديدات بالقتل على حساب الحارس الشخصي في «إنستغرام». وحاولت إدارة ريال مدريد تدارك خطأها الفادح، إذ تقدمت باحتجاج يفيد بأن لديها ما يثبت أنها أكملت أوراقها في تمام الساعة 9:59 مساءً، أي قبل دقيقة من إغلاق السوق، إلا أن الرابطة أكدت أنها لم تتلق الأوراق سوى بعد 28 دقيقة من الإغلاق. ولم يشارك دي خيا في أي من مباريات يونايتد الست هذا الموسم، إذ اعتبر فان غال أنه لم يكن مركزاً بما فيه الكفاية ليدافع عن عرين الشياطين، الذي شهدت صفوفه حملة تغييرات واسعة. ولا شك في أن الريال الخاسر الأكبر من فشل إتمام صفقة دي خيا، خصوصاً أن رحيل حارسه المخضرم كاسياس كان تمهيداً لقدوم مواطنه، إضافة إلى أن إدارة «الملكي» فقدت ثقتها بحارسها الأساسي الحالي نافاس، الذي أقنعته بالمغادرة إلى مانشستر، ناهيك عن السخط الكبير المنتظر من الشارع الإسباني، جراء هذا التوبيخ الهادئ، والخطأ الذي يبدو أنه «غير بريء».