بدا خبر استقالة وكيل وزارة الإسكان للشؤون الفنية الدكتور عبدالعزيز العمار غريباً في أوساط المجتمع السعودي، إذ أن التنازل عن المنصب لأي سبب كان ليس مألوفاً بين السعوديين الذين لم يعهدوا غير الإعفاء لإبعاد المسؤول عن سحر الكرسي الجذاب. وكان العمار الذي حدد استقالته اعتباراً من نهاية آب (أغسطس) الجاري، أوضح أن سببها هو عدم تمكنه من إيجاد حلول للخطط المطروحة لإنجاز مشاريع الإسكان التي انتظرها المواطنون منذ سنوات عدة، ولم تر النور بعد، مشيراً إلى أن تجاهل الوزارة له دفعه إلى اتخاذ هذا القرار. وتفاعل ناشطون في مواقع التواصل مع خبر الاستقالة، وأعربوا عن استغرابهم لهذه الخطوة غير المألوفة. وقال أحد الناشطين في برنامج «سناب شات»: «إنه خبر محزن ومفرح في الوقت نفسه. مفرح كون الدكتور تخلى عن منصبه عندما رأى أنه عاجز عن تقديم شيء، ومحزن أن مسؤولاً في مثل هذا المنصب لم يستطع إنجاز شيء، فماذا نقول نحن؟». وفي «تويتر»، سأل أحد المغردين: «الى متى يا وزارة الإسكان هذه المهزلة؟»، فيما علق آخر قائلاً: «كان عليك يا دكتور إقناع الوزير أيضاً بالاستقالة. الوضع لم يعد يحتمل». وتهكم كثيرون على طريقة عمل الوزارة التي لم تحقق أي انجازات على رغم تداول عدد من الوزراء على المنصب خلال فترة قصيرة، وفي ظل حاجة السعوديين الكبيرة إلى إيجاد حلول لمشاكل السكن، إذ أن 40 في المئة منهم لا يمتلكون مساكن. يُذكر أن مشروع الدعم السكني بدأ في منتصف العام الماضي عبر إطلاق موقع رسمي يخول المواطنين إدخال بياناتهم، ليتم وضع خطط سكنية وقروض بحسب الاولوية، وبلغ عدد من تقدموا بطلبات للوزارة مطلع العام الحالي حوالي 4 مليون سعودي.