يتحدد مساء اليوم الطرف الثاني لنهائي كأس ولي العهد عندما يستضيف الهلال فريق نجران، وتبدو حظوظ الفريق الأزرق أكثر من ضيفه، عطفاً على الفوارق الفنية وأفضلية الأرض والجمهور، إلا أن ذلك لا يكفي للتأهل ومباريات الكؤوس مليئة بالمفاجآت ونجران نجح في إقصاء الاتحاد من الدور الأول وأكد عزمه على تسجيل إنجاز يذكر في سجلات البطولة، ما يجعل الهلاليين يحسبون ألف حساب لضيوفهم، لذا ستلغى كل فوارق الإمكانات مع إطلاق أول صافرة بالمباراة. الهلال صاحب الأرض والجمهور يدخل المواجهة بمعنويات تعانق السماء بعد التفوق في ربع النهائي على حساب الغريم التقليدي النصر، وهو ما جعل جماهيره تمني النفس بتحقيق البطولة الثانية هذا الموسم، خصوصاً وأن الأفضلية الفنية تصب في كفة فريقهم، وأجندة المدرب البلجيكي غيريتس متخمة بالأسماء البارزة التي تمكن أية مدرب من فرض ما يريد على خصمه، ولدية قوة جبارة في مناطق المناورة بقيادة المتجدد خالد عزيز والسويدي ويلهامسون صاحب الصولات والجولات طوال دقائق المباراة والبرازيلي نيفيز ومحمد الشلهوب ونواف العابد، وكافة لاعبي الوسط لديهم نزعة هجومية عدا خالد عزيز، ويشكل نيفيز خطراً دائماً بتسديداته الصاروخية التي لا ترد ولا تصد، ومن المنتظر أن تفرض عليه رقابة لصيقة من مدرب الخصم لمنعه من محاولة التسديد، كما أن العابد له دور بارز على الطرف الأيسر وينجح في خلخلة الدفاعات وتجهيز الكرات السهلة أمام المهاجمين، ويظل الغائب الأبرز الروماني رادوي بسبب حصوله على بطاقة حمراء في المباراة السابقة أمام النصر. ولا يزال الفريق الأزرق يعاني من عدم استثمار الفرص السهلة أمام مرمى الخصوم فالمهاجم ياسر القحطاني على رغم خبرته ومهارته العالية، إلا أنه لم يعد قادراً على ترجمة مجهودات زملائه والاستفادة من سيل الفرص التي تتاح له في كل مواجهة، ما جعل لاعبي الوسط والمدافعين تكون لهم الكلمة التهديفية في العديد من المناسبات، وتبدو مشاركة عيسى المحياني واردة بعد تألقه في الدقائق المعدودة التي تتاح له في بعض المواجهات، فيما تملك الخطوط الزرقاء صلابة كبيرة في الخطوط الخلفية بتواجد أسامة هوساوي وماجد المرشدي ما يعطي ظهيري الجنب عبدالله الزوري والكوري لي يونج فرصة التحرر من القيود الدفاعية والتفرغ للمساندة الهجومية. أما فريق نجران، يدخل المواجهة بطموحات تحقيق المعادلة الصعبة واقتحام التاريخ من أوسع أبوابه ببلوغ أول نهائي على مستوى صراع الفرق الكبيرة، وعلى رغم أن المهمة صعبة جداً إلا أنها ليست بمستحيلة في عالم كرة القدم خصوصاً وأن نجران سبق وأن حقق عدة انتصارات على الهلال في منافسات الدوري، وتغلبه عليه قبل موسمين في عقر داره وبحضرة كافة نجومه، ولن يسلم مدربه نتيجة المباراة للهلاليين بسهولة، ولديه عناصر جيدة وتملك الحماسة والقتالية العالية، كما أنه يعتمد في المواجهات الثقيلة على أحكام إغلاق المناطق الخلفية والبحث عن التسجيل عبر انطلاقات المهاجم الخطر الغيني ديبا والذي وفق في ترجيح كفة الفريق في أكثر من مواجهة، وكذلك النيجيري موسى سليمان ومن خلفهما الشاب تركي الثقفي وفهد عداوي، كما أن المخضرم الحسن اليامي ورقة رابحة يفضل المدرب الاحتفاظ بها للحصة الثانية لتنشيط الشق الهجومي بعد استنزاف المخزون اللياقي لدفاعات الفريق المقابل في الشوط الأول. مباريات خروج المغلوب لا تخلو من عنصر المفاجأة، وفي مناسبات كثيرة انقلبت الموازين وتأهلت فرق كانت خارج دائرة الترشيحات، وهو ما يجعل أصحاب الضيافة يرفعون شعار الحذر والحيطة، ويمنح الضيوف بصيصاً من الأمل للانضمام لفرق المفاجآت وبلوغ أهم إنجاز في تاريخهم على الإطلاق، وفي المقابل ستكون الجماهير مع المزيد من الإثارة والندية حتى آخر صافرة في المواجهة للإعلان عن هوية الطرف الثاني في المواجهة الختامية.