يبدو أن مشكلة الوحداويين الأزلية ومعاناتهم السنوية في الابتعاد عن منصات التتويج ستستمر لأعوام طويلة وأزمنة مديدة في ظل (المسكنات) الوقتية التي تتعامل بها الإدارات الوحداوية مع الموقف في كل عام، سيناريو إداري مكرر ومشهد متجدد حطم الأحلام والطموحات وقضى على الآمال والتطلعات وزاد من حجم الأحزان والآهات، تأتي الإدارة الجديدة وتقدم الخطط المثالية والوعود الخيالية وتتفاءل الجماهير الصابرة على أمل أن ترى الفرسان في منصات التتويج، وبعد فترة قصيرة تتضح الحقيقة المرة أن الفريق لا يقوى على الصمود حتى أمام الفرق الأقل منه إمكانات مادية وعناصرية، وكذا كانت الحال عندما خرج الفريق هذا الموسم من بطولتين غاليتين، الأولى منها كأس الأمير فيصل بن فهد «يرحمه الله» من أمام الأنصار والثانية كأس ولي العهد من دور ال16 من أمام الطائي في مكةالمكرمة. وغاب الوحداويون لأكثر من 40 عاماً عن منصات التتويج، ولم تغب الجماهير الوفية عن مؤازرة الفريق وتشجيعه في مدرجات ملعب الشرائع على رغم الصدمات المتوالية التي تتلقاها دائماً وأبداً من اللاعبين ومن خلفهم المدربون بجنسياتهم المختلفة، وفي هذا العام لم يكن الوضع مختلفاً عن الأعوام الماضية مع إدارة الرئيس الحالي عبدالمعطي كعكي الذي بشهادة الوحداويين بذل جهداً فردياً مميزاً، خصوصاً في مسألة تجديد عقود اللاعبين والحفاظ على كنوز النادي وثرواته المكتسبة، ولكنه لم يوفق في بعض التعاقدات المحلية والأجنبية التي لم تحقق النجاح المأمول، وطبّق مبدأ الثواب ولم يطبق مبدأ العقاب على المتسببين في خسائر الفريق المتلاحقة، ليدفع النادي ثمن ذلك بالخروج من المسابقات الكروية الثلاث الماضية، وعدم وجود المقومات الكافية ليكون الفريق طرفاً منافساً في بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين. وتندب الجماهير الوحداوية حظها العاثر، وتتحسر على حال فريقها العام، وتردد إلى متى تستمر هذه الحال المزرية في كل عام، في وقت بدأت فيه مطامع الباحثين عن الشهرة في إعداد قوائمهم الانتخابية لدخول معترك الجمعية العمومية في الأسابيع المقبلة، وتؤكد الجماهير المغلوبة على أمرها أن الوضع سيستمر كما هو، وأن النادي سيظل يئن تحت وطأة الصراعات الإدارية المتوالية، حتى يجد ضالته المنشودة في شخصية وحداوية كبيرة مقتدرة مادياً تنتشل النادي من أوضاعه الحالية، وتنهض به من حال الفقر الدائم إلى التعاقد مع النجوم المحليين والأجانب بالملايين كما تفعل الأندية الكبيرة، وتمنّي النفس بأن يكون ذلك في القريب العاجل حتى تعيش لحظات الفرح الذي حرمت منه في العقود الأربعة الماضية.