أظهر استطلاعان للرأي في اليونان تقدم حزب «سيريزا» بزعامة رئيس الوزراء السابق آلكسيس تسيبراس بفارق طفيف على المعارضة المحافظة قبل انتخابات عامة مقررة في 20 أيلول (سبتمبر) المقبل، وتعتبر الثالثة هذه السنة بعد استقالة حكومة تسيبراس في 20 الشهر الجاري. وأشار استطلاع أجرته مؤسسة «ألكو» لحساب صحيفة «ثيما» إلى تراجع الفارق بين سيريزا وحزب الديموقراطية الجديدة اليميني المعارض بزعامة فانغيليس ميماراكيس إلى 1.5 في المئة، فيما قال 79 في المئة من المستفتين أن «تسيبراس خيّب توقعاتهم». ومنح استطلاع آخر أجرته مؤسسة «كابا ريسيرتش» لحساب صحيفة «تو فيما» حزب سيريزا تقدماً أكبر بنسبة 3,1 في المئة، مع إبداء 57.5 في المئة من المستفتين وجهة نظر سلبية حول كيفية معالجة حكومته اليسارية للمفاوضات مع المقرضين الدوليين. وعزا المحلل جورج سفرتزيس استمرار شعبية تسيبراس على رغم حركة الانشقاق التي شهدها حزبه احتجاجاً على تراجعه عن وعوده إلى تمثيله «التوجه المؤيد لأوروبا لدى اليونانيين» المتمسكين بانتمائهم إلى الاتحاد على رغم التضحيات الجديدة التي تنتظرهم. ويرى سفرتزيس أن غالبية الناس تعترف بفضله في إبقاء اليونان ضمن منطقة اليورو، على رغم أنها هددت بالخروج منها خلال المفاوضات الشائكة مع بروكسيل لنيل دفعة ثالثة من المساعدات المالية. وكشف استطلاع لمعهد «مترون أناليسيس» أن 79 في المئة من اليونانيين يريدون الاحتفاظ باليورو كعملة للبلاد، فيما ترى غالبيتهم أن تسيبراس كان محقاً في قبول خطة مساعدات من 86 بليون يورو على ثلاث سنوات. واليونانيون الذين أنهكتهم الأزمة الاقتصادية المزمنة، مقبلون على تضحيات مؤلمة تتمثل مثلاً في زيادة ضريبة القيمة المضافة أو خفض معاشات التقاعد، ما سيضطرهم لشد الأحزمة رغم أنهم انتخبوا تسيبراس قبل ثمانية أشهر فقط لأنه وعدهم بإنهاء إجراءات التقشف. ويقول المحلل السياسي جورج كونتوجيورجيس: «يشعر اليونانيون بتأثير المذكرة (التسمية المستخدمة لخطة المساعدات المالية الجديدة)، لذا لا يزال تسيبراس يحظى بتأييد، كما أنه يتمتع بكاريزما كونه شاباً (41 سنة)، ويستطيع الدفاع عن نفسه باعتباره أرغم على الرضوخ للأوروبيين بعدما بذل كل ما في وسعه». لكن كونتوجيورجيس يُشير إلى أن تسيبراس «خسر نصف شعبيته» منذ انتخابه في 25 كانون الثاني (يناير)، حين نال حزبه 36,3 في المئة من الأصوات في مقابل 27,8 في المئة للديموقراطية الجديدة. وشكل 25 نائباً من نواب حزب تسيبراس حزباً جديداً باسم «الوحدة الشعبية» بزعامة بانايوتيس لافازانيس المشكك في جدوى البقاء ضمن الاتحاد الأوروبي. ويقول المحلل سفرتزيس أن «لافازانيس يتمتع بنفوذ كبير داخل حزب سيريزا، وقد يشكل خطراً على تسيبراس»، علماً أن استطلاعات الرأي تمنح الحزب الجديد فرصة نيل مقاعد في البرلمان.