«لا شك في أنني اكتسبت شخصية نادرة استطعت أن استغلها في تخصصي بميدان العمل في المستشفيات والقدرة على التواصل مع أشخاص من مختلف الميادين للحصول على ما أرغب»، تقول الشابة الفلسطينية سونا عمران عن تجربتها في برنامج «تميز» في فلسطين. وتضيف: «التحقت بالدفعة الأولى من تجربة «دكتور صيدلي»، التي تخوضها جامعة بيرزيت لأول مرة، فكان عليّ أن أعطي كل مجهودي للاستمرار. كان وقتي موزعاً بين الدراسة والقراءة والبيت والجامعة، كنت أتجنب أي نشاطات أخرى، ولم أكن سعيدة بشخصيتي هذه. ثم جاءت محطة برنامج «تميّز» وسمعت عنه بالصدفة من رئيس تخصص «دكتور صيدلي»، فطلب منا الانضمام إليه لتعزيز شخصياتنا وتطوير مهارتنا، بداية لم أعط الأمر اهتماماً ولكنني قمت بتقديم الطلب علّ شيئاًَ جميلاً يحدث معي، وكنت على ثقة أنه لن يتم قبولي لأنني لا أملك أي من تلك النشاطات والشخصية التي يتميز بها أبناء جيلي، لكني قُبلت». وتروي عمران ما جرى معها: «أول نشاط قيادي استطعت أن أخوضه بعد انتهائي هو حدث تنصيبي رئيسة «دكتور صيدلي» ليوم واحد، والذي تم الإعلان عنه رسمياً من خلال موقع جامعة بيرزيت، وهو نشاط جديد، وجاء اختياري بفضل شخصيتي الجديدة التي اكتسبتها، وكان يوما مميزاً». تعلمت عمران كيف تسير الأمور الإدارية وحضرت اجتماعاً مع عميد الكلية للبحث في مشاكل الطلاب وكان عليها أن تكون منطقية في اتخاذ القرارات، وفي الوقت ذاته كانت الجامعة تنسق مع جامعة العلوم والتكنولوجيا في الأردن، لترشيح خمسة طلاب لإكمال تدريبهم السريري في السنة الأخيرة ومن ثم العمل معهم على توقيع عقد إيفاد لثلاث سنوات للتدريب والعمل على تطوير البرنامج الجديد واكتساب الخبرات. و «تميّز»، هو برنامج فلسطيني إستراتيجي يهدف إلى تمكين طلبة الجامعات الفلسطينية من تحقيق حضورهم الفاعل على المستوى العام وفي مختلف المجالات، من خلال جسر الهوة الكبيرة بين البيئة الجامعية ذات الطابع النظري الأكاديمي، وبين بيئة العمل التي تتطلب نوعاً مغايراً من المهارات والقدرات العملية التي يتطلبها سوق العمل، والتي تتغير باستمرار نتيجة التسارع الكبير في عالم الأعمال. وتحدثت سناء شريفة، عن تجربتها في برنامج «تميز» فقالت «عملت خلال فترة البرنامج على تأسيس رابطة خاصة بخريجات مدرستي الثانوية تهدف لدعم طالبات المدرسة أكاديمياً ومهنياً وزيادة مستوى المسؤولية المجتمعية لديهن، والعمل في الرابطة مستمر حتى الآن». وأضافت «حالياً أعمل مع منظمة الخدمات الدولية كمتطوعة مع مجموعة من المتطوعين البريطانيين، ومن أبرز المهام التي أقوم بها برنامج «صوت الشباب»، وهو برنامج دولي يهتم بنشر مقالات وصور ومقاطع فيديو، يهتم بها الشباب لإشراكهم، ومناقشة القضايا التي يواجهونها». وبرنامج «تميز» هو برنامج وطني مبني على أساس شراكة حقيقية بين مختلف القطاعات الفلسطينية، ويهدف الى تمكين الشباب الفلسطيني وتطويره وزيادة دافعيته وتحسين فرص منافسته في سوق العمل، من خلال برنامج متكامل صمم خصيصاً لطلبة الجامعات الفلسطينية ويسعى لتهيئتهم ضمن برنامج احترافي عبر ركيزتين: الأولى تتمحور على تطوير قدراتهم الذاتية ومهاراتهم الحياتية، بما يشمل تعزيز الثقافة العامة وتحفيزهم على التفكير النقدي البناء وتوسيع المدارك والمعارف لديهم، وتعزيز مهارات الاتصال والتعبير عن الذات، إضافة لتطوير مهاراتهم اللغوية والتكنولوجية وروح الاستكشاف. وتقوم الثانية على تطوير القدرات اللازمة للانخراط بسوق العمل، عبر تزويد المستفيدين بالمهارات العملية وربط معارفهم الأكاديمية النظرية لاحتياجات سوق العمل، بما يتضمن المهارات الإدارية والتنظيمية والتخطيطية، ودعم التعليم من أجل العمل والريادة، والتدريب العملي في الوظائف، وتعزيز مفاهيم المواطنة والعمل التطوعي. ويشدد القائمون على البرنامج أن «تميز» يعنى بإثارة الدافعية لدى الشباب، وحثهم على إظهار ما لديهم من قدرات وطاقات خلاقة كامنة لتحقيق أعلى درجات الأداء والإبداع، وأنه يقدر التباينات بين الشباب، ومصمم بالشكل الذي يستثمر قدرات كل منهم وإمكاناته، لخلق حالة من التنافس الإيجابي... ويهدف البرنامج إلى صقل مهارات الشباب على المستويات الشخصية والاجتماعية لتأهيل جيل من الشباب القادر على مواجهة تحديات الحياة المختلفة، والتركيز على مقومات النجاح والحاجة لمواكبة العلم والتعلم المستمر، علاوة على زيادة الوعي لدى الشباب بالمسؤوليات التي تقع على عاتقهم تجاه أنفسهم وعائلاتهم والمجتمع، والتأكيد على أهمية التعليم المستمر وتنمية المهارات الحياتية المختلفة خلال دراستهم في الجامعة وبعد تخرجهم، وكذلك تبادل الخبرات الحياتية والعملية وقصص النجاحات عن طريق شخصيات رائدة في المجتمع الفلسطيني. وعن «تميز»، يقول بدر زماعرة، الرئيس التنفيذي لمنتدى شارك الشبابي، أن «تميز» حقق إضافات نوعية للطلبة على مستوى مهارات حياتية متنوعة مثل الاتصال والتواصل، والمهارات اللغوية، وإدارة الوقت، واكتشاف الذات، والتخطيط اليومي، وإذكاء روح العمل التطوعي، والتحفيز على التفكير الإبداعي الخلاق ومهارات اقتناص الفرص السانحة، والتعلم الذاتي المستمر، والانكشاف على تجارب نوعية مثل الانخراط في مخيم «التعايش» مع قوات الأمن الوطني الفلسطينية، والالتقاء بشخصيات بارزة في عدة مجالات سواء في المجال السياسي أو الاقتصادي أو العلمي، والتعرف على قصص نجاحهم واستلهام الجوانب المضيئة في شخصيتهم. بدوره يشير سمير حليلة، الرئيس التنفيذي لشركة باديكو القابضة، إلى أن انطلاق المرحلة الأولى من «تميز» كان في نهاية العام 2012، متحدثاً عن إمكان إجراء بعض التعديلات على البرنامج والاستفادة من برامج التدريب والتجارب المتنوعة، ما يتيح الفرصة أمام عدد أكبر من طلبة الجامعات للاستفادة من البرنامج.