أدى انفجار وقع في بلدة كرانة في مملكة البحرين أول من أمس إلى استشهاد رجل أمن وإصابة أربعة آخرين وصفت إصابة أحدهم بالحرجة، في حين أصيب مواطن بحريني وزوجته وطفلهما أثناء مرورهما لحظة وقوع الانفجار. وأوضح رئيس الأمن العام البحريني اللواء طارق حسن الحسن أن العمل الإرهابي، الذي وقع الجمعة الماضي عبارة عن تفجير عن بعد لقنبلتين محليتي الصنع. وأشار إلى أن التفجير الإرهابي الذي وقع كان في الوقت الذي وجدت فيه الدوريات الأمنية أثناء قيامها بواجبها في تأمين الشارع الرئيس بالقرية، بعد إغلاقه من مجموعة تخريبية، منوهاً بأنه فور تلقي غرفة العمليات الرئيسة بلاغاً بهذا الشأن، انتقلت للموقع الفرق التي تباشر مثل هذه الحالات والمتمثلة في الأدلة الجنائية وعدد من الفرق الأمنية المعنية، إذ بدأت بتحديد موقع الجريمة ومعاينته ورفع الأدلة ومباشرة أعمال البحث والتحري، والتي أسفرت عن القبض على عدد من المشتبه بتورطهم في ارتكاب هذا العمل الإرهابي، كما تم إخطار النيابة العامة بالواقعة.وأكد الحسن أنه تم اتخاذ عدد من التدابير الأمنية والإجراءات القانونية، تمثلت في الانتشار الأمني وتفعيل نقاط السيطرة الأمنية وتحديد الحركة في بعض المناطق لتأمين سلامة المواطنين والمقيمين. من جهته، وصف رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بمجلس النواب البحريني عبدالله بن حويل تفجير كرانة الإرهابي بحرب مفتوحة من إيران تجاه الشعب البحريني، معتبراً إيران ب«بوابة لتمرير الإرهاب العالمي»، وقال: «الأحداث الإرهابية التي تشهدها المنطقة تقف من خلفها جمهورية تدعي الإسلام اسماً وهو منها بريء، ومسلسل التفجيرات الإيرانية في المنطقة قاطبة لن يتوقف حتى تتحد الأمتين العربية والإسلامية في موقفها من نظام طهران المستبد»، مضيفاً: «إن تحفظ الجمعيات السياسة الموالية لإيران والمعروفة بمواقفها العدوانية المستمرة ضد الدولة وضد الشعب البحريني، أمر يجب أن يأخذ بالحسبان جيداً من الدولة وبمواقف حاسمة وقاصمة». وأكد ابن حويل بأن «تفجير كرانة الإرهابي إنما هو رسالة للعالم بأن الإرهاب لا دين له ولا مذهب، وبأن التكاتف الدولي والإقليمي يجب أن يصل إلى ذروته من الجدية والحسم تجاه إيران وغيرها من الدول التي تصر أن تكون معبراً للإرهاب العالمي»، وبيّن أن مجلس النواب لن يتوقف عن سن جميع التشريعات المغلظة لمرتكبي الجرائم الإرهابية ولمن يقف خلفهم ومن يمولهم. من جهتها، وصفت مصادر أمنية مطلعة في حديثه إلى «الحياة» الأسلوب الذي بدأت تتبعه الخلايا الإرهابية التابعة لإيران في البحرين بالخطر، وذلك بعد استدراج العناصر الأمنية إلى عدد من المواقع التي يتم زرعها بقنابل يتم تفجيرها عن بعد، مشيرة إلى أن هذا «تطور خطر في الأسلوب الإجرامي المتبع من جانب تلك الجماعات، ما يؤكد تلقيها تدريبات في معسكرات متخصصة في عمليات صنع القنابل وتشريكها والتحكم بها عن بعد». وامتدحت المصادر الإنجاز الأمني المتمثل في إيقاف المتهمين والمشتبه بهم سواء في تفجير المحرق أم تفجير كرانه، وأنه يأتي دلالة على حزم العناصر الأمنية في التعامل مع تلك الأحداث وحرفيتها. يذكر أن المحرق شهدت خلال الأسبوع الماضي «انفجاراً وقع لجسم غريب بالقرب من مدرسة عبدالرحمن الناصر، وأثناء مباشرة عناصر الأمن موقع الانفجار، وقع انفجار آخر في موقع آخر في المحافظة ذاتها بحسب ما أعلنته الداخلية البحرينية آنذاك، إلا أن الانفجارين لم يخلفا أية إصابات أو أضرار».