قبل ثلاثة أشهر من مؤتمر باريس للتوصل إلى اتفاق مناخي، تُنظم جولة جديدة من المفاوضات الأسبوع المقبل في مدينة بون الألمانية للدخول في صلب الموضوع. ولم يبق سوى 10 أيام من المفاوضات قبل مؤتمر الأطراف ال 21 في باريس، الهادف إلى التوصل لاتفاق لحصر الاحتباس المناخي بدرجتين مئويتين. وشدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، على ضرورة «تسريع عجلة المفاوضات». وسيدرس ممثلو الأطراف في اتفاق الأممالمتحدة الذي وقّعه 195 بلداً، نصاً أعد هذا الصيف، خلال خمسة أيام، أي من 31 من الشهر الجاري حتى الرابع من أيلول (سبتمبر) المقبل. ويُفترض أن تكون هذه الوثيقة التي تشكل أساس المفاوضات على مشروع اتفاق أولي أكثر وضوحاً من النسخة السابقة، لكنها تحافظ على الخيارات لكل مسألة مطروحة. وبات التحرك لازماً أكثر من أي وقت مضى، لأن الحرارة بلغت مستويات قياسية في تموز (يوليو) الماضي مع معدل حرارة لا مثيل له منذ بدء جمع بيانات في هذا الشأن عام 1880. كما كانت الأشهر السبعة الأولى من السنة الأشد حراً على الإطلاق. ولا تسمح التعهدات الوطنية بخفض انبعاثات غازات الدفيئة التي أُعلن عنها حتى الآن بحصر الاحتباس دون درجتين مئويتين، علماً أن 60 بلداً يتحمل مسؤولية 70 في المئة من الانبعاثات. ولم تؤد الجولة الأخيرة من المفاوضات في حزيران (يونيو) الماضي سوى إلى تنقيح نص المفاوضات، ما دفع بالمشاركين إلى الطلب من رؤساء الجلسات توضيحه. ويبقى الآن تقليص الخيارات المقدمة لكل مسألة، وهذه المهمة ليست بسيطة لأن كل واحدة ربما تتضمن 8 أو 9 احتمالات، بحسب ما أوضح بيير كانيه من الصندوق العالمي للطبيعة في فرنسا، مشدداً على ضرورة «التطرق إلى صلب الموضوع». ومن بين المواضيع التي لا تزال عالقة، كيفية تقسيم الجهود بين البلدان الثرية من جهة المسؤولة بجزء كبير عن انبعاثات غازات الدفيئة، وتلك الفقيرة والناشئة من جهة أخرى. وتنص الفقرة الأولى من الوثيقة الموجزة المضمون، على المسائل التي يمكن إدراجها في الاتفاق النهائي في باريس. في حين تتطرق الفقرة الثانية إلى فحوى الإجراءات التي قد تتحول إلى قرارات. أما الفقرة الثالثة، فهي تتمحور على المسائل الشائكة قيد المناقشة. وسمح اجتماع وزاري غير رسمي عقد الشهر الماضي في باريس، بإحراز تقدم ملحوظ في المناقشات، وفقاً لما أعلنت المفاوضة الفرنسية لورانس توبيانا. وسجل التقدم في سياق المسائل الرئيسة، مثل ضرورة التوصل إلى اتفاق مستدام وآلية منتظمة لزيادة الالتزامات الجماعية بهدف خفض انبعاثات غازات الدفيئة. لكن تبقى ترجمة هذه الأقوال إلى أفعال «في مواقف البلدان إزاء النص وحلول وسطى وتوافق آراء في بعض المسائل»، على ما لفت آلدن ميير من هيئة التفكير «يونيون أوف كونسيرند ساينتيستس». وقال: «يجب أن تكون الآليتان أي الاجتماعات على المستوى السياسي والمفاوضات على صعيد الأممالمتحدة، متكاملتين لكن التوجهات تأتي بالطبع من الوزراء والمسؤولين السياسيين». وفي هذا السياق، يُفترض تنظيم اجتماع وزاري غير رسمي في باريس في السادس من أيلول المقبل والسابع منه بعد جلسات بون، كما ستُعقد لقاءات دولية أخرى، أبرزها اجتماع بين بان ورؤساء 27 دولة الشهر المقبل في نيويورك، وجلسات على هامش اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد في تشرين الأول (أكتوبر) في ليما، فضلاً عن لقاءات ثنائية بين الزعماء.