بعد قمة نيويورك وقبل المؤتمر السنوي للأمم المتحدة عن المناخ المزمع تنظيمه في كانون الأول (ديسمبر) المقبل في ليما، يجتمع ممثلون عن 195 بلداً في مدينة بون الألمانية ابتداءً من غد الإثنين وحتى السبت المقبل للمضي قدماً في مساعيهم إلى التوصل إلى اتفاق عام 2015، الذي لا يزال غير واضح المعالم. وقبل سنة تقريباً من مؤتمر باريس، لا تزال الطريق طويلة للتوصل إلى توافق على نص من شأنه أن يسمح على المدى القصير بحصر الاحترار المناخي بدرجتين مئويتين على الصعيد العالمي مقارنة بالحقبة ما قبل الصناعية. ويُتوقع أن تكون التداعيات وخيمة في حال تجاوز هذه العتبة، وفق العلماء الذين ينذرون من عدم قدرة بعض الفئات على التكيف. واستناداً إلى أحدث التقارير التي نشرتها خلال الأشهر الأخيرة الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، أعادت الدول التأكيد خلال القمة التي نظمها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في أيلول (سبتمبر) الماضي أنها تدرك جيداً أن الحاجة ملحة إلى التحرك. وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن «ثمة مسألة تلقي بظلالها على هذا القرن أكثر من كل المسائل الأخرى، وهي التهديد الكبير والمتنامي للتغير المناخي». واعتبر المتحدث باسم الدول الإفريقية في المفاوضات سيفي نافو أن «أكثر من 120 رئيس دولة وحكومة اجتمعوا في نيويورك، وهذا أمر جيد إذ وجهوا أنظارهم نحو المسائل المناخية». وكشفت قمة نيويورك عن الطموحات الكبيرة للمجتمع المدني، إذ نزل نحو 300 ألف متظاهر إلى شوارع مانهاتن، وتزايد الحراك في الأوساط الاقتصادية والمالية في ما يخص المسائل المناخية. وأعربت أكثر من ألف شركة و73 دولة، خصوصاً الصين ودول الاتحاد الأوروبي وروسيا، وهي من البلدان المسؤولة عن نصف انبعاثات غازات الدفيئة، دعمها مبدأ فرض رسوم مقابل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الذي يعد الغاز الرئيس في مجموعة غازات الدفيئة. ولكن إقران النيات الحسنة بالأفعال لا يزال تحدياً كبيراً على الصعيد العالمي. وينوي المفاوضون في بون تمهيد الطريق لمؤتمر ليما الذي يأملون خلاله بالتوصل إلى مسودة أولى للنص.