غطت الدعايات الانتخابية وصور المرشحين للانتخابات التشريعية المقررة في السابع من آذار (مارس) المقبل معظم شوارع العاصمة العراقية ومدن العراق الاخرى، وبدت الشوارع والطرق العامة ساحات لصراع اللوحات الاعلانية، خصوصاً عند النقاط والتقاطعات الرئيسية، فيما لوحظ استمرار تأثير التقسيمات الطائفية بين المناطق على توزيع الحملات الدعائية. وغصت الشوارع وأعمدة الكهرباء، وحتى جدران المنازل، بالملصقات الانتخابية التي تتضمن نبذة بسيطة عن كل مرشح وشعاراته، إذ ان هذه الانتخابات التشريعية الاولى التي تتم وفق نظام القائمة المفتوحة، الأمر الذي يتطلب نشر دعايات وصور فردية لكل مرشح من مرشحي القوائم. منطقة الكرادة وسط بغداد، المفضلة لدى المرشحين لنشر حملاتهم الانتخابية، شهدت خلال اليومين الماضيين نشاطاً مكثفاً للعمال الذين انشغلوا بتعليق ملصقات المرشحين ما أدى الى تعطيل حركة المرور في بعض الاحيان. ويقول همام حسن، احد سكان الكرادة ل «الحياة» ان «الدعايات والبوسترات تتزايد في المنطقة في شكل سريع، وهي تحمل شعارات متشابهة تقريباً» مشيراً الى ان «العامل المشترك لكل القوائم هو الحفاظ على وحدة العراق وتحسين الخدمات والمستوى المعيشي للمواطن العراقي». ويرى همام ان «منطقة الكرادة هي الوحيدة التي تشهد دعايات بهذا الحجم كونها وسط العاصمة وتتمتع بظروف امنية جيدة وحرية لا بأس بها». وظلت الدعايات في بعض المناطق محصورة بجهات سياسية معينة مثل منطقة الدورة (جنوب بغداد) ذات الغالبية السنّية التي كثفت فيها «جبهة التوافق» السنّية وقوائم سنّية أخرى صغيرة دعاياتها، فيما اقتصرت دعايات «الائتلاف الوطني العراقي» الشيعي على الطرق العامة وخارج احياء الدورة، باستثناء الجنوبية منها، وذلك بعكس مدينة الصدر (شرق بغداد) التي تنقسم بين مؤيدي التيار الصدري وحزب الفضيلة، وهما من مكونات «الائتلاف الوطني». ويلفت عامر عبد (33 سنة)، مدير احدى المطابع المختصة بالدعاية الانتخابية في شارع السعدون، الى ان الكتل الكبيرة، التي خصصت مبالغ ضخمة للدعاية لديها خطط مختلفة في نشر ملصقتها، سارعت ليل الجمعة الماضي لتعليق دعاياتها في الاماكن الحيوية والاستراتيجية لتسبق بذلك الكتل التي فضلت البدء صباح ذلك اليوم، وهو اليوم المخصص لبدء الحملة الانتخابية. ويضيف «كما ان المرشحين الذين صمموا صوراً وملصقات كبيرة وكلفتهم مبالغ باهظة ينتظرون تعليقها قرب ملصقات خصومهم الصغيرة والمتواضعة للفت الانتباه وجذب الأنظار». ويشير عبد الى ان «معركة الملصقات» لا تزال في بداياتها وستزداد حدة كلما اقترب موعد الانتخابات. يذكر ان امانة بغداد شكلت 14 فرقة لمراقبة التزام الأحزاب والكيانات السياسية بالضوابط الإعلانية الخاصة بالانتخابات التي وضعتها الأمانة بالإتفاق مع المفوضية العليا المستقلة للانتخابات. وتوزعت هذه الفرق ضمن قواطع 14 دائرة بلدية تقوم بالتجول في الشوارع الرئيسية والساحات والتقاطعات العامة لرصد مخالفات الأحزاب والكيانات السياسية في ما يتعلق بعملية الدعاية الانتخابية ووضع الصور واللوحات الإعلانية التي تتعارض مع الضوابط التي وضعتها الأمانة مع مفوضية الانتخابات وإزالتها. وشددت الأمانة في بيان على انها «ستتخذ الإجراءات القانونية كافة بموجب الصلاحيات الممنوحة لها بحق الأحزاب والكيانات السياسية التي تقوم بوضع دعاياتها الانتخابية بصورة عشوائية في الشوارع والتقاطعات والأماكن الدينية والتاريخية والتراثية».