واصلت موسكو أمس تحركاتها الديبلوماسية النشطة في الشأن السوري بالتزامن مع عقد مشاورات روسية – اميركية على مستوى رفيع في موسكو أمس. وأعلنت عن محادثات سيجريها في العاصمة الروسية الاثنين المقبل وفد موسع يمثل اطرافاً في المعارضة السورية تحضيراً لعقد جولة جديدة من منتدى الحوار السوري- السوري المسمى ب «موسكو 3» خلال أسابيع. وبعد اللقاءات المكثفة التي شهدتها موسكو خلال الاسبوعين الماضيين، مع دول اقليمية وأقطاب المعارضة السورية، وسعت موسكو دائرة الأطراف التي تجري حوارات معها بانضمام شخصيات لم تكن شاركت سابقاً في اللقاءات التي تستضيفها روسيا مثل وزير المصالحة في الحكومة السورية علي حيدر الذي اجرى محادثات في الخارجية الروسية وبات معلوماً انه سينضم الى اجتماعات المعارضة المقبلة. وفي مؤشر الى استمرار تنسيق التحركات التي يقوم بها الروس مع واشنطن شهدت العاصمة الروسية أمس، جولة محادثات جرت خلف ابواب مغلقة وجمعت مبعوث الرئيس الروسي الى الشرق الأوسط ونائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف مع مايكل راتني المبعوث الأميركي الخاص لشؤون سورية الذي يزور موسكو حالياً. وأوضحت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن اللقاء تركز على الشأن السوري. وكان جون كيربي الناطق الصحافي في الخارجية الأميركية أعلن ان راتني يزور روسيا في اطار جولة تشمل جنيف، مشيراً الى أن بلاده تعتبر تسوية الوضع في سورية «أحد المجالات التي نستطيع فيها التعاون» مع روسيا. كما أكد كيربي مجدداً أن «الحكومة الحالية في دمشق برئاسة بشار الأسد لا تستطيع، من وجهة النظر الأميركية، أن تكون جزءاً من تحالف دولي يحارب الارهاب». في غضون ذلك، أعلنت زاخاروفا ان وزير الخارجية سيرغي لافروف سيجري مع نائبه بوغدانوف محادثات الاثنين مع أعضاء لجنة المتابعة للقاءات موسكو التشاورية. وأوضحت أن لافروف سيستقبل قدري جميل القيادي في «الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير» والمنسق العام ل «هيئة التنسيق الوطني» حسن عبد العظيم، وأعضاء اللجنة الآخرين، مضيفة أن اللقاء يأتي في سياق الجهود التي تبذلها روسيا من أجل تسريع إطلاق العملية السياسية في سورية على اساس وثيقة جنيف. وفيما أعلن بوغدانوف أن اللقاء المرتقب للجنة المتابعة «سيشكل مرحلة مهمة في سياق الجهود التي تبذل لتسوية الأزمة السورية»، لم تستبعد اوساط روسية ان يتم خلال اللقاء بحث موضوع عقد اجتماع «موسكو 3» وتحديد موعد له ينتظر ان يكون قبل نهاية ايلول (سبتمبر) المقبل، برغم ان موسكو كانت اعلنت في وقت سابق انها لا تعتزم تنظيم لقاء جديد وانها «تجري مشاورات منفصلة مع كل الاطراف» كما اوضح لافروف قبل ايام. ولفت مصدر ديبلوماسي تحدثت اليه «الحياة» الى ان الحكومة السورية ابلغت الروس انها تفضل عقد جولة جديدة من الحوار في اطار «مسار موسكو» قبل الحديث عن امكانية دعوة الاطراف الى لقاء في جنيف او عاصمة اخرى. واشار الى ان هذا السيناريو ممكن برغم ان موسكو كانت اتفقت مع واشنطن على ان «المهم هو النجاح في جمع اوسع تمثيل ممكن للمعارضة واتفاقها على رؤية مشتركة، لذلك فإن موسكو لا تعارض ان تتم دعوة الاطراف الى لقاء قد يعقد في جنيف او عاصمة اوروبية اخرى ويتم برعاية مباشرة من موسكووواشنطن والمبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا. وأبلغ جميل «الحياة» ان موضوع عقد جولة جديدة للحوار في موسكو سيكون مطروحاً خلال المحادثات المقررة مع لافروف وبوغدانوف، لكنه لفت الى ان هدف «مسار موسكو هو التحضير ل»جنيف-3» وفي حال نجح المبعوث الدولي في تمهيد الطريق له فلا حاجة لعقد اجتماع جديد في موسكو، اما اذا واجهت تحضيرات جنيف تعقيدات فسيكون عقد مشاورات جديدة في موسكو ضرورياً».