نافس الفنان أحمد الفيشاوي في موسم عيد الفطر السينمائي الأخير بفيلمين مختلفين هما، «سكر مرّ» و»ولاد رزق» حيث يجسد في الفيلم الأول شخصية الشاب «سليم» الباحث عن الحب، والمتردد في الاختيار ما بين الحياة التقليدية للزواج والفتاة المتحررة. وتدور أحداث الفيلم حول العلاقات العاطفية بين عدة شخصيات والتغيرات التي تطرأ على حياتهم. وهو من تأليف الكاتب محمد عبدالمعطي، وإخراج هاني خليفة، ويشاركه البطولة كلٌ من: هيثم أحمد زكي، آيتن عامر، شيري عادل، ناهد السباعي، وأمينة خليل. أما في فيلم «ولاد رزق» فيلعب الفيشاوي دور عاطف الذي يخون أصدقاءه، وتدور أحداث الفيلم حول أربعة أشقاء يكوّنون عصابة، لكنهم ينتظرون اليوم الذي ينفذون فيه عهدهم القديم بترك طريق الجريمة، لكنهم يتعرضون لموقف يجعل شقيقهم الأكبر والعقل المُدبر لجرائمهم يتركهم، بينما يتعرض الباقون لخيانة ما وتطاردهم الشرطة. أحمد الفيشاوي عبّر في حواره مع «الحياة» عن سعادته بنجاح الفيلمين وتحقيقهما إيرادات عالية ولردود فعل إيجابية من الجمهور والنقاد رغم عرضهما في التوقيت نفسه إلا أن الجمهور شعر بمدى اختلاف الشخصيتين اللتين جسدهما كون كل واحدة لها ملامحها الخارجية وتركيبتها النفسية المستقلة. وأوضح الفيشاوي أن الجمهور حالياً لديه وعي كبير يستطيع من خلاله تحديد العمل الجيد من غير الجيد لذلك هو مطمئن على فيلميه خاصة أن صانعيهما يدركون القيمة الحقيقية للسينما المصرية «التي افتقدناها كثيراً في السنوات الماضية»، أما مسألة الإيرادات فهو لا يشغل باله بها لأن النجاح الحقيقي من وجهة نظره «يتمثل في ردود الفعل وليست الإيرادات فكم من الأعمال الفنية حققت إيرادات عالية ولكنها لم تحقق النجاح الجماهيري الذي تحققه الأعمال الجيدة». وتوقع الفيشاوي نجاح فيلم «سكر مرّ» للمجهود المبذول فيه حيث كانوا يجتهدون في التحضير والتصوير خاصة في مذاكرة الشخصيات التي قدموها وتعرفوا من خلاله على الكثير من تفاصيل قانون الأحوال الشخصية. كما أن مخرج العمل هاني خليفة يعد، في رأيه، «أحد أهم مخرجي السينما المصرية وهو يقوم بالتحضير لأفلامه بشكل مختلف تماماً عن باقي المخرجين. وعن المنافسة بين أفلام العيد أكد أنه لا ينشغل بالمنافسة ويدرك جيداً أن لكل فيلم جمهوره، الذي يرغب في مشاهدته وقال: «التنوع في موضوعات وأفكار الأفلام المعروضة يصنع حالة من الرواج السينمائي». كما أشار أحمد الفيشاوي إلى أن ما دفعه إلى قبول تقديم شخصية «سعيد» في فيلم «خارج الخدمة» كونها مختلفة وجديدة على مشواره الفني، فلم يسبق له تجسيد شخصية مدمن المخدرات من قبل، كما أن الدور مكتوب بذكاء شديد، وبحنكة لم تجعله يفكر في إمكانية رفضه، ولأجله غير كثيراً من مظهره الخارجي. وقال أن «سعيد»، الشخصية التي جسدها فيه، يعيش في شقة أعلى السطوح، مليئة بالأتربة والكراكيب، وهي تقريباً مخزن لسكان العمارة، فهو إما في الشارع وإما فوق سطوح بلا حمام، لا يستحم من الأساس، لذلك هناك مجهود كبير بذله مهندس الديكور ومسؤول المكياج كي يخرج الفيلم بهذا الشكل الواقعي. وأضاف الفيشاوي «في الحقيقة لم تكن لي إضافات كثيرة على الشخصية، معظم تفاصيل الشخصية كانت مكتوبة في السيناريو. من حسن حظ فريق العمل أن عمر سامي المؤلف هو المنتج أيضاً مع تيمور الأعصر». ومع أن أغلب أحداث فيلم «خارج الخدمة» كانت تدور في شقة، فإن الفيشاوي اعتبر هذا من أبرز العوامل التي جذبته إلى المشاركة في هذا الفيلم، مؤكداً أن شخصية «سعيد» ليست سهلة، وهي واقعية ولها نماذج كثيرة في الشارع المصري، وأرجع ذلك إلى ارتفاع نسبة البطالة بين الشباب، وهو ما يدفع البعض للوقوع في فخ إدمان المخدرات للهروب من الواقع. وحول تعاونه الأول مع المخرج محمود كامل، أكد الفيشاوي سعادته بالعمل معه لأنه يهتم بالتفاصيل، ولا ينهي تصوير مشهد إلا إذا كان راضياً عنه تماماً. وتطرق الفيشاوي في الحديث لتأسيسه شركة إنتاج سينمائي قائلاً إنه ليس مجرد ممثل، كونه نشأ منذ صغره على مجال الفن بكل جوانبه، هو ما جعله يكتسب خبرة في مختلف المجالات، وهو يعتبر نفسه صانع أفلام، وجزءاً من هذا الأمر وراثي، فوالده - الفنان فاروق الفيشاوي - كان لديه شركة إنتاج سينمائي. وحول مدى خوفه من الخسارة في ظل عدم استقرار صناعة السينما، أكد الفيشاوي أنه كان هناك تخوف من جانبه في البداية، لكنه مقتنع بضرورة التكاتف من أجل إعادة الاستقرار إلى صناعة السينما مرة أخرى، حيث إن المسؤولية والمخاطرة يجب ألا تكون حملاً فقط على المنتج، «ويجب على جميع من يعملون في هذه الصناعة المشاركة من أجل إخراج السينما من كبوتها والنهوض بها». وحول أسباب تركيزه على الأعمال السينمائية ومشاركته في عدة أفلام خلال الفترة الحالية قال الفيشاوي إنه يحب السينما ويرى أنها تصنع تاريخاً أفضل للممثل وكل عشاق التمثيل يفضلونها عن باقي مجالات الفن وهو يتذكر دائماً رأي والده وقدوته، بأن السينما أبقى بكثير من أي عمل درامي مهما كانت جودته.