تبدو عند البعض صورة «المخرج» في تعاطيه مع الممثلات كطبيب يُسلَّم له، من دون أدنى معارضة، ولا سيما الصاعدات أولى سلالم الفن، إلا أن «إصرار» بعض الممثلات على ارتداء الحجاب، على رغم اعتقادهن بأنه يقلص أدوارهن في المشاركة، ينبئ عن اقتناع وإيمان وليس رد فعل لموقف وعظي أو ديني عابر. رغبة الممثلات في التوفيق بين ارتداء الحجاب والمشاركة الفنية، جعلت بعضهن يلجأ إلى ما قد يعتبره الكثيرون تحايلاً، فوضعن شعراً مستعاراً فوق الحجاب باعتبار أن ذلك جائز شرعاً وكشف الشعر الحقيقي محرم، كما حدث مع الممثلة بيار الببلاوي، وهو ما أثار استغراباً وتساؤلاً: هل فتنة «الباروكة» أقل من الشعر الحقيقي أم هي من تحايلات المخرجين على «الممثلات المحجبات»؟ «الحجاب» في نظرة أهل الفن من الممثلات والمغنيات قرار يحتاج إلى تفكير عميق وقوة إرادة، ووفقاً لما تطالعنا به الصحف والحوارات التلفزيونية أن بعضهن فكرن بالحجاب لكنهن فشلن في الالتزام به، وهو ما يوحي بأن ضريبته في عالم الفن باهضة، وفي المقابل قد يكون الحجاب وسيلة للفت الأنظار، فمناوشاته وارتداء الممثلات أو المغنيات له يحظى بحضور في العناوين الصحفية وب«البنط العريض» وجدل في ساحات الانترنت، إذ عرضت صورة للمغنية يارا في منتديات الانترنت بحجاب فبدأ الجدل حول حقيقتها، ولا تفتأ المواقع الالكترونية والمجلات الفنية تتحدث حول ذلك. شمس البارودي، صابرين، حنان ترك وأسماء أخرى، حظيت بتسليط الأضواء حولهن، وعرفهن جمهور آخر ربما لا يتابع الفن بسبب الحجاب، وهو ما يوحي بأنه إحدى عوامل الجذب. ثنائية «الحجاب والفن» تبدو في أنظار المجتمع معضلة يتعسر هضمها، إذ يشعر بعض المشاهدين أن ارتداء الحجاب، والتجمل بكامل الزينة يوحي بتناقض؟ وأن عالم الفن يسمح للأسماء اللامعة بعد أن تقضي شوطاً في مضمار الفن من دون حجاب أن ترتديه، من أجل الجماهيرية التي تحظى بها. بعض الأدوار والمشاهد الدرامية، ضيقت الخناق على المحجبات حتى اضطررن إلى التنازل كي لا يفقد العمل صدقيته، إذ تقول الممثلة ميار الببلاوي في أحاديث صحافية: «لم ولن أتخلى عن حجابي على الإطلاق، إذ ارتديته عن إيمان، وعن قناعة شخصية، لكن ما حدث وما كان سيهدد مشاركتي في مسلسل «أيام السراب» هو أن المخرج طلب مني خلع الحجاب في خمسة مشاهد، فرفضت في البداية، واستخرت الله سبحانه وتعالى، وشعرت بعدم ارتياح في هذه الاستخارة. لكن المخرج أقنعني بارتداء شعر مستعار، فاقتنعت».