طهران، موسكو - أ ب، رويترز، أ ف ب - تحيي إيران اليوم الذكرى الحادية والثلاثين للثورة، وتخشى السلطات أن تتحول إلى مواجهات مع أنصار التيار الإصلاحي، على غرار مناسبات أخرى، خصوصاً ان قادة المعارضة دعوا أنصارهم الى المشاركة في مسيرات. وعشية الذكرى، أعلنت الشرطة اعتقال أشخاص اتهمتهم بمحاولة «تعطيل» المراسم، مؤكدة أنها ستتصدى لسعي المعارضة الى التظاهر في هذه المناسبة. وللمرة الأولى منذ الثورة، حظّرت إيران على وسائل الإعلام الغربية تغطية المسيرات التي ستُنظم في شوارع طهران. وفي خطوة تعكس المنحى التصعيدي الأميركي في التعامل مع أزمة الملف النووي الإيراني، فرضت إدارة الرئيس باراك أوباما عقوبات جديدة على «الحرس الثوري»، تستهدف قائداً عسكرياً في صفوفه وأربع شركات تابعة له، للاشتباه في تورطهم بنشر أسلحة دمار شامل. جاء ذلك بعد ساعات على إعلان أوباما أن المجتمع الدولي يتحرك «في سرعة مقبولة» لفرض عقوبات جديدة على طهران، فيما اعتبرت روسيا أن فرض عقوبات إضافية أصبح «اكثر واقعية»، بعد رفع إيران نسبة تخصيب اليورانيوم الى 20 في المئة. لكن طهران كررت ان مشروع تبادل الوقود النووي لا يزال مطروحاً. وشدد أوباما على أن رفع إيران مستوى التخصيب «يظهِر انهم يواصلون السعي الى مسار يقود الى تسلح نووي». وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية إدراج القائد العسكري في «الحرس» الجنرال رستم قاسمي وشركة «خاتم الأنبياء» للإعمار التي يديرها وأربعة فروع لها، على لائحتي القرار 1338 بالتالي تجميد أموال الشركات وحظر أي تعامل معها في شكل مباشر أو غير مباشر، من أطراف أميركيين أو مستثمرين أجانب في الولاياتالمتحدة. وأشار بيان للوزارة الى أن قاسمي يموّل عمليات «الحرس» ونشاطات إنمائية له. وجاء في البيان: «فيما يمضي الحرس الثوري في توسيع نفوذه على الاقتصاد الإيراني، من خلال عزل مديري أعمال إيرانيين لمصلحة آخرين داخل الحرس الثوري، تتولى شركة خاتم الأنبياء التواصل مع العالم». وأضاف أن إدراج الشركة سيساهم في عزلها دولياً وكشف عن نشاطاتها. ويشمل القرار أيضاً 4 شركات تابعة لها هي «معهد فاطر للهندسة» و «إيمان سازان للاستشارات الهندسية» و»معهد ماكن» و»معهد رحاب». ولفت القرار الى أن أرباح الشركة تموّل نشاطات «الحرس»، مثل «تطوير أسلحة للدمار الشامل ودعم الإرهاب». وبذلك يُضاف اسم الشركة الى تسع أخرى استهدفتها الولاياتالمتحدة العام 2007، واسم قاسمي الى 4 قياديين في «الحرس» بينهم مرتضى رضائي نائب قائد «الحرس» وقاسم سليماني قائد «فيلق القدس». في بروكسيل، قالت ايلين توشير مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون ضبط الأسلحة والأمن الدولي، في إشارة الى مسارَي المفاوضات والعقوبات لإقناع إيران بوقف نشاطاتها النووية: «اتبعنا نهجاً مزدوجاً، ولكن من غير المرجح أن نتمكن من مواصلة هذا النهج وعدم الانتقال الى مسار الضغط في وقت قريب جداً». في السياق ذاته، نقلت وكالة أنباء «انترفاكس» عن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله: «في ضوء الوضع الجديد، أصبح موضوع العقوبات أو صوغ مسودة قرار لفرض عقوبات جديدة، اكثر واقعية «. لكنه شدد على أن «العقوبات ليست حلاً للمشكلة»، وزاد: «من غير المناسب إجراء أي محاولة للسعي الى قرار محتمل مستقبلاً، يتعدى تعزيز نظام منع الانتشار النووي». الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست قال: «الأجدر بواشنطن وغيرها من القوى العالمية، اتباع نهج واقعي بدل ممارسة الضغوط الاقتصادية والسياسية لحرماننا من حقوقنا الأساسية». ووصف عرضاً قدمته الولاياتالمتحدة لإمداد إيران بنظائر طبية، في مقابل امتناعها عن رفع تخصيب اليورانيوم الى نسبة 20 في المئة لاستخدامه في تشغيل مفاعل طهران للبحوث الطبية، بأنه «غير منطقي». وفي فيينا، تساءل المندوب الأميركي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية غلين ديفيس «لماذا تقامر طهران بصحة وحياة 850 ألف إيراني مرضى بالسرطان، في سعيها إلى تكنولوجيا نووية أكثر خطورة؟». جاء ذلك فيما أعلن رئيس «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» علي أكبر صالحي أن تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة «يجري في شكل جيد» في منشأة ناتانز، لافتاً الى أن طهران ستوقف ذلك، إذا حصلت على وقود نووي من الخارج. وأكد أن مشروع تبادل الوقود النووي لا يزال مطروحاً.